بارزاني يجدد ترشيح طالباني لولاية ثانية ويؤكد: تصرفات أطراف دفعتنا إلى التمسك بالمنصب

ممثلو الكتل السياسية يعقدون اجتماعا تمهيدا لـ«الطاولة المستديرة».. وسط عقبات

نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي لدى لقائه بالسفير الإيراني حسن دانائي فر، في بغداد أمس («الشرق الأوسط»)
TT

اجتمع عدد من ممثلي الكتل السياسية العراقية مساء أمس في مقر نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويش، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، تمهيدا لتفعيل مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لحسم أزمة تشكيل الحكومة العراقية. وفي غضون ذلك جدد بارزاني ترشيحه للرئيس العراقي جلال طالباني لولاية ثانية، معتبرا ذلك «استحقاقا قوميا غير قابل للتنازل»، في خطوة قد تعيد المفاوضات الحالية بين الأطراف العراقية للخروج بحل لأزمة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة إلى المربع الأول.

وكان بارزاني قد طرح مبادرة لحل الأزمة السياسية الراهنة في 16 سبتمبر (أيلول) 2010، تتضمن تشكيل لجنة من ثمانية إلى 12 عضوا من ممثلي الكتل السياسية لبدء مباحثات بينها لحل الخلافات المعلقة، ومناقشة قضية تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، فضلا عن حسم موضوع الرئاسات الثلاث، ويضم الكتل الأربع الفائزة.

وجاء الاجتماع بعدما تعثرت الكتل السياسية العراقية في عقد اجتماع مماثل في وقت سابق أمس في مقر البرلمان جراء غياب بعض ممثلي الكتل السياسية الذين غادروا العراق لأداء مراسم الحج.

وقال فرياد راوندوزي، عضو التحالف الكردستاني، إن «الجلسات التمهيدية لـ(الطاولة المستديرة) ما زالت تواجه عقبات، لا سيما أن بعضها يعود إلى تحديد من يشارك وكيف يشارك وما هي الآليات الكفيلة ببناء كل محور ومناقشته، ونحن في التحالف الكردستاني نهدف إلى أن تكون الحوارات هادفة لإنجاح مبادرة بارزاني وإنضاج الرؤى للقوى السياسية من أجل الذهاب إلى (الطاولة المستديرة) بصورة مهيأة ومثمرة لجلوس قادة الكتل بصورة نهائية من أجل وضع النقاط على الحروف في الاجتماع الرئيسي لـ(الطاولة المستديرة)».

وأشارت مصادر من داخل البرلمان إلى أن ما يقارب 40 نائبا توجهوا إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، مما يعني استحالة انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، المزمع عقدها اليوم، بعد أن دعت المحكمة الاتحادية العليا في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الكتل السياسية إلى استئناف عقد جلسات البرلمان خلال أسبوعين، معتبرة توقف عمله بأنه «غير دستوري».

وفي سياق متصل، جدد بارزاني ترشيحه لطالباني لولاية ثانية، الأمر الذي يتعارض مع رغبة القائمة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، بإسناد المنصب إليها.

وقال بارزاني مساء أول من أمس إن «الكرد لن يقبلوا بمساومات الكتل العراقية في ما بينها على حساب الشعب الكردي واستحقاقاته القومية في العراق». وقال بارزاني في الاجتماع الذي ترأسه والرئيس العراقي مع قيادات كتلة الائتلاف الكردستاني بأربيل: «لن نتخلى بسهولة عن منصب رئيس الجمهورية، وإن تصرفات بعض القيادات والأطراف العراقية هي التي دفعتنا إلى التمسك بهذا المنصب باعتباره استحقاقا قوميا، كوننا القومية الثانية في العراق، ولن نقبل أن يحل الآخرون مشكلاتهم وخلافاتهم على حساب شعبنا الكردي واستحقاقاته». وأكد بارزاني أنه «من دون مشاركة المكونات الثلاث الأساسية في العراق لا يمكن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، ولذلك فنحن سنبذل قصارى جهودنا وحتى اللحظة الأخيرة لضمان مشاركة جميع هذه الأطراف الأساسية في الحكومة القادمة».

من جهته قال الرئيس العراقي جلال طالباني إن «ترشيحي للدورتين السابقة والقادمة جاء بمبادرة من الرئيس بارزاني، والفترة السابقة من حكمي أثبتّ خلالها بأنني تصرفت كعراقي، وإصرار الرئيس بارزاني بالحصول على هذا المنصب يعود إلى مواقف بعض الأطراف التي صرحت بأنه لا يجوز تسليم هذا المنصب مرة أخرى للكرد، وكأن الكرد مواطنون من الدرجة الثانية». وأضاف: «الكرد مثلهم مثل جميع المكونات الأساسية الأخرى، من حقهم الحصول على هذا المنصب والمشاركة الفاعلة في إدارة شؤون البلاد».