انتخابات البحرين: لا أغلبية للمعارضة.. والإسلاميون السنة أكبر الخاسرين

المستقلون يعززون مكاسبهم على حساب «الإخوان» و«السلف»

سيدة بحرينية تتوجه للادلاء بصوتها في أحد مكاتب الاقتراع بمنطقة المحرق أول من أمس (أ. ب)
TT

في الوقت الذي أعلنت فيه، أمس، نتائج انتخابات الإعادة لتسع دوائر انتخابية في المجلس النيابي بالبحرين، خسر الإسلاميون السنة، من الإخوان المسلمين والسلف، نصف مقاعدهم في المجلس السابق، فكانوا أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات، التي أفرزت تفوقا للنواب المستقلين.

كما أظهرت النتائج جولة أن جمعية وعد (يسار) المعارضة خسرت مقعدين كانت تنافس عليهما الأمر الذي يحرم المعارضة من الحصول على أغلبية في البرلمان الجديد، وهو ما كانت تعول عليه المعارضة كثيرا من أجل الوصول بمقاعدها في المجلس إلى النصف، أي 20 من 40 نائبا.

غير أن تركيبة المجلس الجديد لن تختلف كثيرا عن المجلس السابق، الذي كانت فيه المعارضة الشيعية، التي فازت في الانتخابات الحالية بـ18 مقعدا، تستحوذ على 17 مقعدا، وهو ما ينبئ بأن الأغلبية ستكون للإسلاميين السنة والمستقلين المقربين من الحكومة.

لكن الخسارة الكبرى كانت للإسلاميين في البحرين، فبعد أن كان النواب الإسلاميون، من جمعية المنبر الإسلامي (إخوان مسلمون) والأصالة (سلف)، يشغلون 15 مقعد من مقاعد المجلس النيابي في البحرين، لم تتمكن الجمعيتان من المحافظة على مكاسبهما السابقة، واكتفوا بـ7 مقاعد فقط، في الوقت الذي تمكنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامي (شيعة وسط)، من الفوز بـ18 مقعد، ومن الجولة الأولى للانتخابات.

ويرمي الشارع السني في البحرين باللوم في خسارة الإسلاميين الكبيرة هذه، على عدم التنسيق بين الجمعيتين الرئيسيتين في الشارع السني بالبحرين، وهو ما كان متوفرا في الانتخابات السابقة، مما أفرز تمكن المستقلين، المقربين من الحكومة، من الانتصار على النواب الإسلاميين، من السلف والإخوان، في الدوائر المشتركة.

وأعلن وزير العدل البحريني رئيس اللجنة العليا للانتخابات الشيخ خالد بن علي آل خليفة نتائج الدورة الثانية من الاقتراع التي جرت لحسم نتائج تسع دوائر نيابية و17 دائرة بلدية.

وأشارت نتائج الدورة الثانية من الاقتراع إلى حصول جمعية المنبر الوطني الإسلامي على ثلاثة مقاعد بفوز ثلاثة من مرشحيها بينما حصلت جمعية الأصالة على أربعة مقاعد.

ويمكن القول إن جمعية المنبر الإسلامي كانت خسارتها أكبر من جمعية الأصالة، فمن أصل ثمانية مقاعد كانت تشغلها، منها مقعد رئيس الجمعية عبد اللطيف الشيخ، لتتحصل على 3 مقاعد فقط في المجلس الحالي. وخسر الشيخ مقعده بعد أن شغله لأعوام، لصالح مرشح سلفي هو علي زايد الذي يدخل البرلمان للمرة الأولى.

وانتزع المرشح المستقل المدعوم من السلفيين عدنان المالكي مقعدا من «الإخوان» كان يشغله النائب إبراهيم الحادي في الدائرة الثالثة بالمحافظة الوسطى (جنوب المنامة).

كما انتزع مستقل آخر هو محمود المحمود مقعد عبد الباسط الشاعر وهو مرشح جديد لـ«الإخوان» لحساب في الدائرة الرابعة من محافظة المحرق.

وكان نائبان لـ«الإخوان» قررا عدم الترشح في هذه الانتخابات هما صلاح علي رئيس كتلة المنبر النيابية والنائب ناصر الفضالة.

وخسر المنبر مقعدا آخر في المحرق كان يشغله النائب سامي قمبر الذي لم يترشح في هذه الانتخابات وطرح المنبر مرشحا بديلا عنه هزم في الدورة الأولى.

كما خسر السلفيون مقعدين من أصل ستة لينخفض إلى أربعة عدد المقاعد التي فازوا فيها في هذه الانتخابات.

وتميزت انتخابات السبت بكثافة في إقبال الناخبين في ساعات ما بعد الظهر وحتى المساء، خصوصا في دوائر شهدت منافسة شديدة بين مرشحين من الإخوان المسلمين والسلفيين وجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد - يسار قومي).

لكن النتائج الرسمية تشير إلى أن الإسلاميين السنة استردوا بعض مواقعهم، حيث فاز رئيس جمعية الأصالة غانم البوعينين.

فقد فاز مرشحان من جمعية المنبر الوطني الإسلامي هما النائب علي أحمد الذي يدخل مجلس النواب للمرة الثالثة، وعبد الحميد المير الذي يدخل للمرة الأولى.

كما فاز مرشح ثالث هو محمد العمادي في الدائرة السادسة من المحافظة الشمالية ضد مرشح مستقل مدعوم من السلفيين. وارتفع عدد المرشحين المستقلين الفائزين في هذه الدورة إلى أربعة هم محمود المحمود وعيسى القاضي وعدنان المالكي وأحمد الملا.

إلى ذلك، خسر مرشحا جمعية العمل الوطني الديمقراطي وهما الأمين العام إبراهيم شريف ومنيرة فخرو.

وفي تطور لافت، أظهرت النتائج الرسمية اختراقا هو الأول من نوعه للنساء البحرينيات من خلال فوز المرشحة للمجلس البلدي فاطمة سلمان في الجولة الثانية في إحدى دوائر المحرق.

وأصبحت سلمان بذلك أول امرأة تفوز في انتخابات في البحرين.

وكان الناخبون البحرينيون توجهوا السبت إلى صناديق الاقتراع في انتخابات الإعادة التي جرت لحسم نتائج تسع دوائر نيابية و17 دائرة بلدية.

وتنافس في الاقتراع خصوصا أكبر تيارين للإسلاميين السنة هما الإخوان المسلمون والسلفيون ومرشحان عن جمعية العمل الوطني الديمقراطي المعارضة.

وبحسب وزير العدل والشؤون الإسلامية، فإن مجموع الناخبين في انتخابات الإعادة يصل إلى 71 ألفا للانتخابات النيابية و125 ألفا للانتخابات البلدية.

وقال الشيخ خالد في مؤتمر صحافي في نادي المراسلين في المنامة إن «العملية الانتخابية سارت بسلاسة وشفافية».

وأضاف «كان هناك بعض الادعاءات بتجاوزات أبرزها ما أثير حول تدخل بعض موظفي مراكز الاقتراع في توجيه الناخبين، لكننا حققنا في الأمر ولم يثبت لنا صحة ذلك».

وشهدت الأيام الماضية تحركات حثيثة للمرشحين لرسم خريطة تحالفات انتخابية جديدة أسفرت عن اتفاق بين الإخوان المسلمين والسلفيين على دعم وصول رئيس المنبر الإسلامي عبد اللطيف الشيخ ورئيس جمعية الأصالة غانم البوعينين وترك نتيجة بقية الدوائر التي يتنافس فيها التياران للحسم من جانب الناخبين.

ويوم الخميس الماضي بدأت البحرين محاكمة 25 رجلا تتهمهم بالتآمر للإطاحة بنظام الحكم فيما قال المتهمون إنهم تعرضوا للتعذيب وهو اتهام ينفيه المسؤولون.