دبي: الطرود الملغومة تعيد إلى الواجهة قضية سقوط طائرة شحن أميركية في سبتمبر الماضي

هيئة الطيران المدني الإماراتية تستبعد فرضية «عمل إرهابي» وترجح وقوع حريق تقني

TT

أعادت قضية الطرود الملغومة التي عُثر عليها على متن طائرات شحن أميركية في عدة مطارات عالمية إلى الأذهان قضية سقوط طائرة الشحن الأميركية التابعة لشركة (يو بي إس) فوق دبي في 3 سبتمبر (أيلول) الماضي، وفرضية أن تكون قد تعرضت لعمل إرهابي بواسطة طرود ملغومة مماثلة.

لكن الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات سارعت أمس باستبعاد فرضية وقوع عمل إرهابي في طائرة الشحن الأميركية من طراز بوينغ 747-400، وقالت: إن التحقيقات المتواصلة بشأن حادث تحطم الطائرة تستبعد إمكانية تحطم الطائرة المنكوبة إثر وجود مواد متفجرة على متنها وإن «ذلك ظهر واضحا منذ التحقيقات الأولية التي أُجريت والتفاصيل المأخوذة من حطام الطائرة في الموقع».

وتشير التسجيلات التي تم جمعها من خلال الصندوقين الأسودين إلى أن الطائرة بعد مغادرتها من قاعدة عسكرية قرب مطار دبي مساءً عند السابعة والنصف تقريبا وتحليقها إلى أعلى (علو 4000 قدم)، تم سماع صوت جرس الإنذار بوجود حريق في الجزء الرئيسي من الطائرة، وحينها قام طاقم الطائرة بالاستعلام من مركز المراقبة في البحرين عن أقرب مطار للهبوط، وتم إبلاغه بالهبوط في مطار الدوحة، لكن الطاقم آثر العودة إلى مطار دبي الدولي، ولكن التحذيرات في أنظمة الطائرة تتابعت؛ إذ أظهرت وجود إنذار بالحريق في الطابق السفلي الرئيسي ومقصورة الشحن الخلفية، كما أن هناك إشارات إلى أن طاقم الطائرة قد واجه دخانا كثيفا في قمرة القيادة وصعوبة في نظام الاتصالات قبل سقوط الطائرة. وأوضحت الهيئة العامة للطيران المدني أمس أن التحقيقات التي تمت بشأن الحادث، بعد استعادة المعلومات الموجودة في الصندوقين الأسودين بالكامل، تظهر أنه لا توجد أدلة صوتية أو أي مؤشرات تدعم فرضية حدوث انفجار في الطائرة، مؤكدة أن فريق المحققين التابع للهيئة العامة للطيران المدني سيواصل تحقيقاته للوصول إلى السبب الذي أدى إلى وقوع حريق في الطائرة.

ومن المقرر أن يعود الفريق إلى الولايات المتحدة خلال 3 أسابيع من أجل متابعة التحقيقات في هذه القضية بالتعاون مع شركة «بوينغ» والهيئة الأميركية لسلامة النقل في الولايات المتحدة للتوصل إلى الأسباب النهائية التي أدت إلى تحطم الطائرة ووفاة قائدها ومساعده.

ومما يبعد نظرية وقوع عمل إرهابي في الطائرة قد يكون أدى إلى سقوطها هو أن الطائرة انفجرت عندما لامست الأرض في منطقة صحراوية غير مأهولة بالقرب من دبي من دون أن تنفجر في الجو، مما يرجح عدم قدرة طاقم الطائرة، المؤلف من الطيار ومساعده، على التحكم في أجهزة الطائرة، نتيجة الدخان الكثيف الذي ملأ القمرة، بسبب الحريق، وذلك وفقا لمصادر مطلعة.

كانت الطائرة قد حلقت على ارتفاع  4000قدم فوق مدرج مطار دبي في محاولتها للهبوط، وهو ارتفاع عال لا يسمح لها بالهبوط بشكل آمن، فاستدارت إلى جهة اليمين عائدة، وبعد 5 دقائق أعلن مركز المراقبة الجوية عن وجود حالة طارئة في منطقة ند الشبا.

وكانت طائرة الشحن أميركية من طراز بوينغ 747-400 سقطت في دبي في 3 سبتمبر في منطقة غير مأهولة، وأدى الحادث إلى وفاة طاقمها المكون من الطيار ومساعده.

كانت آخر تطورات القضية ما أعلنته هيئة الطيران المدني الإماراتية في وقت سابق من الشهر الماضي، من نجاح فريق التحقيقات الأميركي بتنزيل كامل المعلومات الموجودة في التسجيلات الرقمية الخاصة بالصندوقين الأسودين للطائرة، لتؤكد المعلومات الأولية التي تحدثت عن دخان كثيف ملأ قمرة القيادة نتيجة حريق في طابق الطائرة السفلي كان السبب في السقوط.