مصدر أميركي لـ«الشرق الأوسط»: الخطوة المقبلة استهداف العسيري

البيت الأبيض: صانع الطرود المفخخة هو نفسه من أعد القنبلة على رحلة أمستردام – ديترويت

طائرات شحن تابعة لشركة «يو بي إس» في مطار كولون بألمانيا، أمس (رويترز)
TT

بينما قال مسؤول في مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي): إن التحقيقات في الطردين اللذين أرسلا من اليمن إلى الولايات المتحدة، أوضحت أن السعودي الهارب إبراهيم حسن العسيري هو الذي صنع ووضع المتفجرات. قال مصدر لـ«الشرق الأوسط»: إن الخطوة التالية هي أن تستهدف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) العسيري، مثلما تستهدف الأميركي اليمني أنور العولقي وقادة طالبان و«القاعدة». وقالت أمس صحيفة «واشنطن بوست»: «لم يحدد المحققون فقط المادة التي صنعت منها المتفجرات، وهي (بيتين)، ولا أن تنظيم القاعدة للجزيرة العربية الموجود في اليمن فقط هو الذي خطط للعملية، ولكن، أيضا، أن صانع القنبلة هو السعودي إبراهيم حسن العسيري، الذي قتل شقيقه في محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف».

وأشارت الصحيفة إلى أن العسيري كان أيضا وراء القنبلة التي وضعها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير طائرة أميركية فوق ديترويت في ليلة عيد الميلاد، لكن لم تنفجر القنبلة، وأصيب بحريق لأنه كان وضع القنبلة، وفيها مادة «بيتين» نفسها، في ملابسه الداخلية. ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول أميركي قوله: «إنه (العسيري) بالتأكيد الشخص الذي نركز عليه». وقال مصدر أمنى أميركي مطلع لـ«الشرق الأوسط»: «ليس سرا أن المسؤولين الأميركيين يخططون للرد على العملية. أعرف أنهم على اتصال مع الدول المجاورة لتحديد طريقة ووقت الرد. وأعتقد أن تصريح المسؤول الأميركي بأن العسيري وراء هذه العملية وغيرها يوضح أن الخطوة التالية هي أن تستهدفه وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، مثلما تستهدف الأميركي اليمني العولقي، ومثلما تستهدف بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم».

وأضاف المصدر: «لا تنس أن الرئيس أوباما يحتاج إلى شيء يزيد من أسهمه. آخر الاستفتاءات أوضحت أن شعبيته انخفضت إلى أقل من أربعين في المائة. وحسب الاستفتاءات، سيصاب الحزب الديمقراطي بهزيمة كبيرة في انتخابات بعد غد. لا أعتقد أن أي رد أميركي سيكون قبل ذلك بسبب ضيق الوقت. لكني أعتقد أن أوباما سوف يعلن أن العسيري صار هدفا أميركيا».

وفي مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي»، قال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما للإرهاب: «ليست هناك أي مؤشرات بوجود طرود مفخخة أخرى»، في إشارة إلى العثور، يوم الجمعة الماضي، على طردين مفخخين كانا مرسلين من اليمن إلى الولايات المتحدة. وأضاف: «حتى الآن لا نملك أي مؤشر بوجود طرود أخرى»، موضحا أن الحكومة اتخذت التدابير الضرورية في حال تم العثور على أي طرد آخر.

وقال مسؤولون أميركيون: إن المتفجرات «بنيت بخبرة، وهي متطورة على نحو غير عادي. هذا دليل آخر على أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن يتحسن باطراد في قدرته على ضرب الأراضي الأميركية». وأضاف المسؤولون: «الأسلاك في الجهاز المفجر تشير إلى أنها وضعت عن طريق واحد أو عدد من المهنيين». وأن مادة «بيتين» المتفجرة وضعت داخل محبرة طابعة كومبيوتر من نوع «هيوليت باكارد»، وذلك حتى لا تكتشف أجهزة الجمارك والشرطة، المتفجرات.

إلى ذلك أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، الأحد أن خبير المتفجرات الذي أعد الطردين المفخخين اللذين عثر عليهما الجمعة «هو نفسه» الذي صنع القنبلة التي كانت ستستخدم يوم عيد الميلاد الماضي على الرحلة بين أمستردام وديترويت. وقال جون برينان على برنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع) عبر قناة «إيه بي سي»: «أعتقد أن المؤشرات التي في حوزتنا في الوقت الراهن وتستند إلى تحليل إجرامي تدل على أن الشخص نفسه هو الذي أعد القنبلة والطردين المفخخين», لكنه رفض كشف اسمه.

وبحسب خبراء في مكافحة الإرهاب يعتقد المحققون أن هذا الشخص هو خبير المتفجرات السعودي إبراهيم حسن العسيري (28 عاما). والشاب السعودي المقيم في اليمن مدرج على قائمة المطلوبين في السعودية, وهو الذي صنع القنبلة التي نقلها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، وفشل في تفجيرها على متن رحلة متوجهة إلى ديترويت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأضاف المسؤولون «أن العسيري شخص نركز اهتمامنا عليه». وكان الطردان اللذان عثر عليهما في بريطانيا ودبي وكانا مرسلين إلى الولايات المتحدة, يحتويان على كمية من مادة متفجرة تكفي لإسقاط طائرة. واعتقلت السلطات اليمنية مساء السبت امرأة يشتبه بأنها أرسلت الطردين المفخخين.