بعد اكتشاف طردين مفخخين.. بريطانيا تعيد النظر في أمن الشحن الجوي

ألمانيا تمنع دخول الطرود المرسلة من اليمن إلى أراضيها

TT

قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أمس إنه تجري مراجعة الإجراءات الأمنية المتعلقة بكل أشكال الشحن الجوي الدولي القادم إلى بريطانيا، بعد العثور على طردين ملغومين أرسلا من اليمن. وأقرت الوزيرة بأن هناك تداعيات اقتصادية ومالية هائلة لفرض قواعد أكثر صرامة على الشحن الجوي الدولي، لكنها لم تصل إلى حد القول إنه يجري التخطيط لنظام تفتيش أكثر صرامة سواء من جانب واحد أو على المستوى العالمي.

وصرحت الوزيرة في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بالقول «نبحث إجراء مسح للشحنات. سنبحث العمليات التي نطبقها، وسنتحدث مع قطاع الطيران بشأن هذه المسائل». وأضافت «أعتقد أننا تحركنا بالفعل أمس. أصدرنا تعليمات للقطاع بألا يقبل شحنات قادمة من اليمن أو جلبها إلى بريطانيا أو نقلها عبر بريطانيا. وعندما سئلت عما إذا كان هناك تفكير في فرض قواعد أكثر صرامة تحكم أمن الشحن الجوي في المطارات في أنحاء العالم قالت إنها لا يمكنها التحدث عن إجراء بعينه». وتابعت «بالنسبة للحكومات في أنحاء العالم نعمل عن كثب مع شركائنا الدوليين ومع القطاع في ما يتعلق ببحث الترتيبات المتبعة.. لكن لا تتوقعوا مني أن أتحدث بالتفصيل عن تلك الترتيبات». وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أول من أمس إن الطرد الملغوم القادم من اليمن والذي عثر عليه في مطار إيست ميدلاندز على طائرة متجهة للولايات المتحدة كان يمكن أن يتسبب في سقوط الطائرة إذا انفجر، وإن ذلك كان يمكن أن يحدث فوق بريطانيا.

وفي برلين، أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، ليلة أمس، أن برلين تمنع اعتبارا من اليوم إدخال الطرود المرسلة من اليمن إلى الأراضي الألمانية. وقال الوزير الألماني إن «الحكومة الفيدرالية تؤكد أنه اعتبارا من الآن لن يصل أي طرد من اليمن إلى ألمانيا»، وذلك بعد اكتشاف طردين مفخخين كانا موجهين إلى الولايات المتحدة انطلاقا من الأراضي اليمنية.

ومن جهتها، أعلنت وزارة النقل الألمانية في بيان أن «الإدارة الألمانية للطيران أمرت كل شركات الطيران وشركات البريد السريع ومجموعات أخرى بالمراقبة الكاملة حتى إشعار آخر للطرود الموجودة والمودعة المرسلة من اليمن». وأضاف البيان أن هذه المراقبة تسري بشكل خاص على الطرود التي تتوقف في ألمانيا للعبور إلى وجهات أخرى، إضافة إلى الطرود التي تكمل طريقها برا أو عبر السكة الحديد. وقبل ذلك بقليل أعلنت وزارة النقل الألمانية أن المجموعة المتخصصة في خدمات الشحن الجوي «دي إتش إل» عززت مراقبة الطرود المرسلة من اليمن بناء على طلب السلطات الأميركية. وجاء في بيان الوزارة «بناء على طلب السلطات الأميركية للأمن الجوي، وبالتشاور مع وزارة الداخلية الألمانية، طلبنا من (دي إتش إل) مراقبة عمليات الشحن انطلاقا من اليمن في مركز الشحن العائد لها في لايبزغ (شرق ألمانيا)». وأضاف البيان أن الشركة المنتمية إلى هيئة البريد الألمانية (دويتشه بوست) «تجاوبت على الفور مع هذا الطلب» بعد اكتشاف طردين مفخخين في دبي وبريطانيا. وأكدت الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) أول من أمس أن الطائرة التي نقلت الطرد المفخخ المكتشف على متن طائرة الشحن التابعة للشركة الأميركية «يو بي إس» في مطار إيست ميدلاندز وسط إنجلترا توقفت في مطار مدينة كولن غرب ألمانيا.

وأفادت صحيفة «بيلد إم زونتاج» أول من أمس نقلا عن مصادر قريبة من أجهزة الاستخبارات الألمانية بأن الطرد اعترض بعد معلومات من الشرطة الجنائية الألمانية حصلت عليها من السعودية. إلا أن الشرطة لم تستطع منع عبور الطرد المفخخ عبر مطار كولن بحسب هذه الصحيفة الأوسع انتشارا في ألمانيا. وكانت الشركتان الأميركيتان للبريد السريع «يو بي إس» و«فيديكس» أعلنتا الجمعة أنهما علقتا شحن البريد المرسل من اليمن. وأعلنت الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا (السبت) تعليق خدمات الشحن الجوي انطلاقا من اليمن، في حين طالبت بلجيكا بـ«مزيد من اليقظة» للرحلات من اليمن وإليها، ولتلك المتجهة إلى الولايات المتحدة. وتم الجمعة العثور على طردين مفخخين موجهين إلى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو (شمال الولايات المتحدة) المعقل الانتخابي للرئيس الأميركي باراك أوباما، الأول في مطار دبي، والثاني في مطار إيست ميدلاندز. وفي اليمن، ضبطت السلطات اليمنية أول من أمس 26 طردا مشبوها، واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي، على ما أفاد مصدر قريب من التحقيق.