خبير أمني: الخلل في تفتيش طائرات الشحن كان سيكلف خسائر بشرية

رابطة بريطانية: التركيز على أمن طائرات الركاب يعرض طائرات الشحن للخطر

TT

رأى خبير أمني أميركي أن الطريقة «غير المناسبة» التي تفتش فيها طائرات الشحن في العالم كانت ستؤدي إلى خسائر بشرية فيما لو وصل الطردان المفخخان اللذان ضبطا في بريطانيا ودبي إلى وجهتهما المحددة.

وقال دانيال كوفمان، الخبير في مؤسسة «بروكينز» الفكرية في واشنطن في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يقيم أي بلد تفتيشا للمستوعبات المحملة داخل طائرات الشحن على نحو يضاهي في الدقة ذلك الذي يطال الركاب والأمتعة»، وذلك على الرغم من أن «المستوعبات تمثل خطرا على الركاب لأنهم قد يبدأون رحلتهم على متن طائرة شحن، ثم يتابعونها على طائرة للركاب». وأضاف أن المستوعبات تشكل كذلك خطرا «على الناس الذين يتلقون الأغراض التي تحويها هذه المستوعبات وعلى موظفي المطار أو قادة الطائرات».

وأشار الاختصاصي أيضا إلى أن هناك تقنيات مختلفة لمراقبة المستوعبات في العالم. وقال: «إن الأمر أقل حزما في بريطانيا حيث لا يجري فحص غالبية الطرود، مما هو عليه في الولايات المتحدة على سبيل المثال».

وأعرب عن أمله في أن يؤدي الإنذار العالمي الذي أعقب اكتشاف الطردين المفخخين الجمعة إلى الإسراع في عملية «مراجعة خلاصية» لتقنيات تفتيش طائرات الشحن حول العالم و«فرض قواعد أكثر حزما على كل العالم». كما أمل كوفمان في أن «تراجع الاستخبارات الأميركية وسائل تعزيز قدرتها على جمع معلومات محددة» بشأن اعتداءات تستهدف الولايات المتحدة من دون «الاعتماد على الاستخبارات السعودية كما حصل» في عملية كشف الطردين المفخخين الجمعة.

وانتقد الاختصاصي إرسال السلطات الأميركية مقاتلتين لمرافقة طائرة ركاب إماراتية متجهة إلى نيويورك. وقال: «إذا ما كان هناك معلومات موثوقة عن وجود مستوعب مشبوه، فكان من الواجب اتخاذ التدابير عند مرحلة الهبوط».

ورأى أن «طائرة مقاتلة لا يمكنها فعل شيء سوى التسبب في حالة إرباك لا طائل منها، ما يطرح تساؤلات حيال عملية اتخاذ القرارات». إلى ذلك قال اتحاد الطيارين البريطانيين أمس إن التركيز العالمي على أمن الرحلات الجوية للمسافرين يترك الباب مفتوحا أمام شن هجمات على طائرات الشحن. وأضافت رابطة طياري الخطوط الجوية البريطانية أن الطيارين في العالم حذروا لسنوات من التهديد الذي تواجهه طائرات الشحن. وقالت الرابطة إنه من خلال التركيز فقط على تأمين رحلات المسافرين على مستوى العالم تركنا الباب مفتوحا في مكان آخر. جاءت تصريحات الرابطة بعد العثور على قنبلة على متن طائرة شحن في مطار إقليمي. وتقول الحكومة إنها تراجع بصورة عاجلة أمن الشحن الجوي. ووصف جيم ماك أوسلان رئيس الرابطة التعاون بين أجهزة المخابرات لإحباط مؤامرة التفجير بأنه نبأ طيب. وأضاف أنه نظرا لتحمل صناعة الطيران كافة تكاليف الإجراءات الأمنية في المطارات البريطانية فإن هناك احتمالا كبيرا أن تؤدي الضغوط التجارية إلى هفوات أمنية.