أوباما يدعو أنصاره إلى دعم حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس

توقعات بأن يخسر بعض مراكز حكام الولايات ومجلس الشيوخ دون فقدان السيطرة على المجلس

الرئيس الأميركي باراك أوباما والحاكم بات كوين وعضو مجلس الشيوخ الأميركي المرشح أليكسي بعد طلبهم وجبة الفطور في مقهى فالوا في شيكاغو أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد سنتين على فوزه التاريخي ودخوله البيت الأبيض يتوقع أن يتلقى الرئيس باراك أوباما أول نكسة سياسية كبيرة في الانتخابات التشريعية المرتقبة غدا الثلاثاء، لكن ليس من دون أن يضع كل ثقله في حملة تميزت بانتعاش اقتصادي ما زال خجولا للغاية.

فأمام جمهوريين يحشدون قواهم بشكل كبير وجناحهم المحافظ المتشدد المستنفر المتمثل بـ«تي بارتي» أو «حزب الشاي»، يتوقع أن يفقد حزب الرئيس الغالبية، على الأقل في مجلس النواب. وبعد 2 نوفمبر (تشرين الثاني) سيتعين على أوباما إما أن يضع طموحاته الإصلاحية جانبا وإما أن يسعى لإيجاد تسويات مع الجمهوريين بشأن مواضيع مثل التغير المناخي والهجرة أو التعليم. وفي الوقت نفسه دعا أوباما، السبت، الناخبين الذين منحوه ثقتهم في الانتخابات الرئاسية عام 2008 إلى دعم الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي، وذلك في خطاب ألقاه في معقله الانتخابي، شيكاغو، في ختام يوم انتخابي طويل. وجدد أوباما، أمام نحو 35 ألف شخص، دعوة من دعموه خلال حملته الانتخابية إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع غدا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أوباما، في حديقة «ميدواي بليزنس بارك» في شيكاغو: «إذا توجه جميع الذين ناضلوا للتغيير عام 2008 للتصويت في 2010 سنفوز بهذه الانتخابات. وأنتم تعلمون أنه قد انخرط الكثير منكم عام 2008 في الانتخابات؛ لأنكم كنتم ترون أننا كنا أمام لحظة حاسمة في تاريخنا».

وتجرى انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء في 2 نوفمبر في الولايات المتحدة لتجديد كامل المقاعد الـ435 في مجلس النواب و37 مقعدا من أصل مائة في مجلس الشيوخ و37 منصبا لحكام الولايات.. ففي مجلس النواب يحتاج الحزب الجمهوري إلى 39 مقعدا إضافيا لانتزاع الغالبية من الحزب الديمقراطي.

وفي حال فوز الجمهوريين في مجلس النواب، فإن زعيم الأقلية الجمهورية الحالي جون بونر سيصبح رئيسه ليخلف الديمقراطية نانسي بيلوسي التي تشغل هذا المنصب منذ انتخابات 2006.

وبين النواب الذين يعتبرون الأكثر عرضة لخسارة مقاعدهم في مجلس النواب ديمقراطيون انتخبوا عام 2008. وفي الإجمال يرى المحلل السياسي تشارلي كوك أن نحو أربعين نائبا ديمقراطيا قد يخسرون مقاعدهم.

وفي مجلس الشيوخ يحظى الديمقراطيون بغالبية 59 مقعدا من أصل 100 مع تعداد سيناتورين مستقلين. ويتعين على الجمهوريين في هذه الحالة الفوز بـ10 مقاعد على الأقل لكي يأملوا بالحصول على الغالبية.

ويتوقع أن يخسر الديمقراطيون بعض مراكز حكام الولايات وبعض مقاعد مجلس الشيوخ لكن من دون فقدان السيطرة على هذا المجلس. والجمعة اضطر أوباما، بينما كان يستعد للقيام بآخر مسعى لإقناع الناخبين المترددين، للقيام بدوره كقائد أعلى للقوات بعد العثور على طردين مفخخين مرسلين من اليمن، في طائرتين كانتا متوجهتين إلى الولايات المتحدة.

وفي رد فعل حازم، وصف أوباما هذا الإنذار بأنه «تهديد إرهابي حقيقي». وأكد أن الولايات المتحدة مصممة على «تدمير القاعدة في اليمن». لكن خلافا للعام 2008؛ حيث أثار أوباما الحماسة، خصوصا لدى الناخبين الشبان، فإن اسم الرئيس لا يرد على بطاقات التصويت هذه السنة. وتقليديا تتمخض الانتخابات الأولى لمنتصف ولاية رئيس منتخب حديثا عن هزيمة حزبه. وصباح السبت، بدأ أوباما - الذي يجوب أرجاء البلاد منذ أسابيع عدة - جولة ماراثونية تشمل 4 ولايات خلال يومين (بنسلفانيا، كونيكتيكت، أوهايو، وإيلينوي). كما يقوم نائب الرئيس جو بايدن والسيدة الأميركية الأولى ميشال أوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون بجولات في ولايات أخرى منذ أسبوعين.

وكرر الرئيس، أثناء زيارته إلى فيلادلفيا السبت «أنه أمر أساسي حتما أن تظهروا وتعبروا عن آمالكم من أجل المستقبل، خصوصا الشبان هنا»، مضيفا أن الانتخابات ستحدد الاتجاه للسنوات العشرين المقبلة.

في هذه الأثناء، شارك عشرات آلاف الأشخاص السبت في واشنطن في تجمع يهدف إلى مواجهة تنامي المحافظين المتشددين في «تي بارتي». وجاء هذا التجمع بمبادرة من السياسيين الأميركيين الهزليين ستيف كولبرت وجون ستيوارت، ويعتبر بمثابة رد على ذلك الذي نظمته شخصية إعلامية أخرى، غلين بيك، وهو مقدم برنامج محافظ متشدد في محطة التلفزة فوكس، في أغسطس (آب) الماضي.

ويستفيد الجمهوريون من استمرار ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة؛ حيث سُجل انتعاش حقيقي للنمو لكن بوتيرة بطيئة. وتنامى حضور «حزب الشاي» الذي أنشأه قسم من الناخبين الجمهوريين، منذ بداياته في 2009 من خلال مطالبته بحكومة أقل حضورا في الحياة العامة وبتخفيض الضرائب.

وإدراكا منه لأهمية التيار الجديد فإن زعيم الأقلية الجمهورية جون بونر الذي قد يصبح رئيسا لمجلس النواب في حال فوز حزبه توعد بأن الديمقراطيين لن يحصلوا على «أي سنت» لتمويل برنامجهم السياسي.

وفي حال فاز الجمهوريون بالأغلبية في مجلس النواب، فإنهم سيحصلون على صلاحيات للتحقيق يمكن أن يستخدموها ضد إدارة أوباما. كما وعدوا بأنهم سيتصدون لإصلاح نظام التأمين الصحي والنظام المالي.

ويبدو أن أوباما بدأ يستعد لمرحلة ما بعد الانتخابات بدعوته الجمعة الجمهوريين إلى الاتحاد. وقال أثناء زيارة إلى ميريلاند (شرق): «إن الموسم السياسي سينتهي قريبا، وعندما يحصل ذلك ستقع على كل منا مسؤولية العمل معا من أجل الدفع قدما بالعمل والنمو».