البرازيل: بدء عمليات الاقتراع لانتخاب خلف للولا

مرشحة حزب العمال اليساري تعتبر الأوفر حظا

TT

بدأ نحو 136 مليون برازيلي أمس التوجه إلى صناديق الاقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تعتبر ديلما روسيف المدعومة من الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأوفر حظا للفوز فيها. وفي حال فوزها، ستكون روسيف، 62 عاما، مرشحة حزب العمال اليساري، أول امرأة تقود هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 193 مليون نسمة. وأظهرت آخر الاستطلاعات أنها تتقدم على منافسها الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا، 68 عاما، بما بين 12 و14 نقطة.

كانت روسيف قد فازت في الدورة الأولى من هذه الانتخابات التي جرت في 3 أكتوبر (تشرين الأول) بـ47% من الأصوات مقابل 33% لمنافسها. وروسيف، التي لا تتمتع بحضور قوي، لكنها توصف بـ«المرأة الحديدية»، عندما كانت في الحكومة، سُجنت وتعرضت للتعذيب في مطلع السبعينات لمحاربتها النظام الديكتاتوري العسكري.

وروسيف، التي لم تكن معروفة حتى الآن، تدين بصعودها لدعم لولا الذي يتمتع بشعبية قياسية بعد 8 أعوام أمضاها في السلطة.

ووعدت روسيف، ومثلها خصمها سيرا، بمواصلة السياسة التي سمحت للبرازيل بأن تصبح ثامن اقتصاد في العالم وبإخراج ملايين البرازيليين من الفقر.

وفتحت غالبية مكاتب الاقتراع في هذا البلد الذي تعادل مساحته ضعف مساحة الاتحاد الأوروبي، في الساعة الثامنة، خصوصا في ريو دي جانيرو وساو باولو وبرازيليا. وبعد ساعتين فتحت مراكز الاقتراع الواقعة غربا. وستغلق آخر المراكز أبوابها عند الساعة 21.00 بتوقيت غرينتش. ويجري التصويت بصناديق إلكترونية.

أمام حشد من مناصريها في بيلو أوريزونتي، عاصمة ولاية ميناس غيريس الأساسية، أعربت روسيف عن ثقتها بالفوز في الانتخابات ووعدت بالعمل «من أجل كل البرازيليين». وأكدت أنه في حال فوزها ستحافظ على علاقة «متينة ووطيدة» مع لولا الذي دعمها طوال الحملة الانتخابية. وسيترك لولا، العامل السابق في قطاعات الصناعات المعدنية، الذي احتفل للتو بعيد ميلاده الـ65 السلطة في 1 يناير (كانون الثاني). ولم يكشف عن مشاريعه المستقبلية، لكن المعارضة تؤكد أنه سيستمر في الحكم في الكواليس.

أما سيرا، حاكم ساو باولو السابق، فهو سياسي محنك يكن له الشعب البرازيلي احتراما للعلاج المجاني الذي قدمه لمرضى الإيدز عندما كان وزيرا للصحة. واختتم بدوره السبت حملته الانتخابية في بيلو أوريزونتي.

وصرح ناشط اشتراكي ديمقراطي لوكالة الصحافة الفرنسية: «آمل أن ننجح عكس التيار. لا نريد أبدا أن يصل حزب العمال مجددا إلى سدة الحكم».

وتوقع المحللون نسبة عالية من المقاطعة قد تصل إلى 25% رغم التصويت الإلزامي؛ لأن عددا من الناخبين صوتوا في الدورة الأولى للمرشحة مارينا سيلفا ورفضوا التصويت في الدورة الثانية لديلما أو سيرا.

وشهدت الحملة الانتخابية تبادل اتهامات بالفساد، وهيمن عليها جدل حول الإجهاض، اضطرت معه روسيف إلى التراجع عن وعدها بإصدار قانون يسمح به. وقالت الصحافة: «هناك على الأرجح نقاط توافق أكثر من نقاط اختلاف» في البرامج الانتخابية وراء هذا الجدل. ووعد سيرا بتوسيع البرامج الاجتماعية التي وضعها لولا مثل الأموال المخصصة للأسر والتي تسمح بتأمين العيش لأكثر من 11 مليون أسرة. وسيكون أمام الفائز في الانتخابات الرئاسية عمل ضخم قبل كأس العالم في كرة القدم في 2014 ودورة الألعاب الأولمبية في 2016 اللتين تستضيفهما البرازيل، وسيضطر إلى معالجة الفساد والعنف.