إجماع عراقي على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين.. وكتلة المالكي تتحفظ على التوقيت

عبد المهدي: رسالة حرص * الهاشمي: أتمنى عدم إضاعتها * تنظيم الحكيم: نتعامل بإيجابية مع أي مبادرة.. * شاويس: نريد إفساح المجال لدعوة بارزاني

صورة ارشيفية للقاء جمع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي في بغداد (إ.ب.أ)
TT

أجمعت الكتل والشخصيات السياسية العراقية على الترحيب بمبادرة العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث وصفت غالبية هذه الكتل، في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» وعبر بيانات صحافية تسلمت «الشرق الأوسط» نسخا منها، المبادرة السعودية بـ«المهمة».

وقال عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم: «لقد اطلعنا على الرسالة الكريمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، إلى فخامة الرئيس طالباني، وإلى القوى السياسية والشعب العراقي بكل أعراقه ومذاهبه ودياناته المتسامحة»، واصفا إياها بأنها «رسالة إخاء ومحبة وحرص ومسؤولية لتحقيق الوحدة والعزة والأمن والازدهار للشعب العراقي وللأمتين العربية والإسلامية، بإطلاق مبادرة لالتقاء القوى العراقية في الرياض، بعد موسم الحج المبارك».

وعبر عبد المهدي عن شكره لـ«جلالته على خطوته ومبادرته»، مشيرا إلى «أننا نجهد أنفسنا مع بقية الشركاء العراقيين من أجل إنجاح مبادرة الرئيس برزاني، ووضعنا لهذا الغرض برنامجا زمنيا لتحقيق النتائج، من أجل تشكيل حكومة شراكة وطنية تشارك فيها جميع القوائم الفائزة، من دون تهميش أو تضعيف، تستطيع مواجهة التحديات، وتنجح في تحقيق مطامحنا التي قدم شعبنا كثيرا للوصول إليها؛ فإذا وفقنا في ذلك، وكلنا تفاؤل أننا سنصل إلى النتائج المرجوة، فنكون قد أنجزنا المهمة وأبعدنا عن البلاد الأزمة الخانقة التي نمر بها، والتي يحذر منها جلالته، بخلافه فسنقف موقفا مسؤولا وإيجابيا من أي خطوة أو مبادرة داخلية أو خارجية، كمبادرة الرئيس برزاني أو العاهل السعودي، بما من شأنه أن يعزز سيادة العراق، ويمنع أي تدخل في شؤونه، ويؤسس لتعاون جدي بين القوى العراقية المختلفة من جهة.. ومن جهة أخرى بين العراق ودول الجوار كافة والجامعة العربية، بما يحقق الأمن والاستقرار، وأن لا يكون العراق ساحة صراع داخلي أو إقليمي، بل ساحة أخوة وصداقة وتعاون وبناء، وعلى الصعد كافة».

وأعلن طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، والقيادي في ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، أمس، عن ترحيبه بدعوة العاهل السعودي، وقال: «أرحب بدعوة العاهل السعودي التي جاءت في وقت مناسب، وباتت ضرورية، بعد أن فشلت الجهود التي بذلتها الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات على مدى الشهور الماضية في الوصول إلى توافق وطني يسهل مهمة تشكيل حكومة شراكة وتكافؤ وطني»، مضيفا: «أقدر مبادرة الملك عبد الله، وأعتقد أن المملكة العربية السعودية مؤهلة لمثل هذا الدور ولها سجل طيب في هذا المجال، وأتمنى التوفيق في هذه المبادرة، وآمل أن تلقى هذه الدعوة استجابة مختلف الفرقاء، وأدعوهم أن لا يضيعوها». وعبر روز نوري شاويس، نائب رئيس الحكومة والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان عن شكره «لجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز على مبادرته، والتي تنم عن حرصه واهتمامه بالشأن العراقي»، مشيرا في ذات الوقت إلى «ضرورة إفساح المجال لمبادرة السيد مسعود بارزاني، التي يُتوقع لها النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة، من خلال الإشارات الإيجابية التي خرج بها الاجتماع الأول».

في حين قال باسم العوادي، المستشار الإعلامي لزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس الأعلى اطلع على المبادرة من خلال وسائل الإعلام، وإنه سيتم التعامل معها بعد وصولها بشكل رسمي»، منوها بأن «المجلس يتعامل بإيجابية مع أي مبادرة خارجية أو داخلية تنطلق من سيادة العراق واحترام قراره الداخلي، وبعد اتضاح تفاصيل تلك المبادرات».

وثمن علي العلاق، عضو ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، المبادرة السعودية لجمع الفرقاء السياسيين، لكنه أضاف أن «المبادرة وصلت متأخرة، لأننا اليوم بصدد التفاعل والتعامل مع المبادرة الوطنية للتحالف الكردستاني (مبادرة بارزاني)، خصوصا أننا في المراحل الأخيرة منها، ولا شك أننا نحترم المبادرة السعودية، وحريصون على تفعيلها، ولكن حوارات القوى السياسية العراقية باتت قريبة من تشكيل الحكومة، ونحن سنرى عندما نقيم نتائج المبادرة الوطنية لمسعود بارزاني، ثم نرى ما إذا كانت الأخيرة (أي المبادرة السعودية) مجدية أم لا».

وأكد جعفر محمد باقر الصدر، القيادي في ائتلاف دولة القانون، وأحد أهم الأسماء التي طرحت في بداية أزمة تشكيل الحكومة كمرشح تسوية لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوة الكريمة من السعودية مبادرة تستحق الثناء والتقدير والاحترام لشخص جلالة الملك ولحكومة وشعب المملكة الشقيقة، في ذات الوقت الذي نتمنى فيه أن تصل حوارات ومواقف الكتل السياسية الجارية الآن في عراقنا العزيز إلى نهايات سعيدة، قبل حلول عيد الأضحى المبارك، لتحقق آمال شعبنا العزيز بعد زمن طال انتظاره، لكننا سنسجل يومها باعتزاز وتقدير هذا الموقف للملكة العربية السعودية وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية».

وفي السياق نفسه، قال إبراهيم بحر العلوم، القيادي في الائتلاف الوطني العراقي، ورئيس تجمع عراق المستقبل لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المبادرة تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لحلحلة أزمتنا السياسية، وأتمنى على الكتل السياسية العراقية أن تتعامل معها بجدية، وتدرسها للخروج برؤية موحدة»، مضيفا: «نحن دائما نعبر عن الفجوة العربية، عن الساحة العراقية، وهذه المبادرة تحاول أن تعطي وضعا جديدا للمنظومة العربية، للاهتمام بالشأن العراقي». وأكد نصار الربيعي، القيادي في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، أن التحالف الوطني الذي يضم (ائتلاف المالكي والحكيم) قد أصدر بيانا حول المبادرة السعودية أكد فيه شكره لكل جهد عربي، غير أن الربيعي أشار إلى أن القادة العراقيين «محددون بزمن وعليهم المضي نحو الطاولة المستديرة (مبادرة بارزاني للقاء القادة)، وأنهم سيتجهون نحو النجاح لتشكيل الحكومة قبل عطلة العيد».

وتوقع الربيعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يتم الإعلان عن نتائج تشكيل الحكومة والاتفاق على الرئاسات الثلاث قبل الدخول إلى قبة البرلمان ضمن المدة التي حددتها المحكمة الاتحادية، وأمدها أسبوعان، تنتهي الأحد المقبل.