مستشار لأحمدي نجاد: إيران غير مستعدة لمناقشة القضية النووية

خلال محادثات من المتوقع أن تجرى الشهر المقبل مع الغرب

TT

قال علي أكبر جوانفكر المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، إن إيران لن تناقش برنامجها النووي خلال محادثات مع القوى العالمية من المتوقع أن تجرى الشهر المقبل، مضيفا بذلك شكوكا جديدة بشأن إمكانية التوصل لاتفاق عبر التفاوض ينهي مواجهتها مع الغرب.

وذكرت إيران أنها مستعدة لاستئناف المحادثات التي توقفت قبل أكثر من عام مما أدى إلى تشديد العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية التي يخشى كثير من الدول أنها تسعى لحيازة أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. وقال الجانبان إن المحادثات قد تستأنف بعد العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) لكن جوانفكر قال إنها لن تتناول القضية النووية وهي القضية الوحيدة التي تريد الدول الأخرى بحثها. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن جوانفكر قوله «لن نتحدث مع الأطراف الغربية عن قضية الطاقة النووية في هذه الجولة من المفاوضات».

وتريد مجموعة «خمسة زائد واحد»، التي تتكون من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب ألمانيا، أن تعلق طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن يكون لها استخدامات عسكرية ومدنية مقابل مزايا تجارية ودبلوماسية، وهو عرض قائم منذ عام 2006.

وتقول إيران إن طموحاتها النووية سلمية وتنفي سعيها لصنع أسلحة نووية، لكنها ترفض قبول مطالب مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم وتعرضت لتشديد العقوبات منذ يونيو (حزيران) بهدف إجبارها على الالتزام. ويتهم متشككون إيران بالتسبب في تعثر المحادثات في الوقت الذي تواصل فيه تخزين المواد النووية، وتصر إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف جوانفكر أن الدول الست الكبرى لم تف بعد بشروط أحمدي نجاد لاستئناف المحادثات. ولم يذكر النقاط التي ستغطيها المحادثات ما لم تتناول القضية النووية. وفي مقابلة تلفزيونية أجريت الليلة الماضية كرر أحمدي نجاد موقفه وهو أنه قبل المحادثات يجب أن تحدد الأطراف المشاركة ما إذا كانت ستجلس على مائدة المفاوضات كأصدقاء لإيران. وأضاف في المقابلة التي أجرتها قناة حكومية «منذ البداية قلنا لهم إنه ليس أمامهم خيار آخر سوى التفاوض مع إيران. لكن يجب أن تستند إلى العدالة».

واستطرد «نسأل على أي أساس ستتفاوضون.. هل على أساس العدل والاحترام.. لكنهم لا يجرؤون بعد على الإفصاح». كما طلب من الأطراف الغربية إعلان موقفها من الترسانة النووية المزعومة لإسرائيل. وتقول إسرائيل إنها لا تستبعد توجيه ضربة عسكرية لإيران لمنعها من الحصول على قنبلة نووية. وقال الرئيس الإيراني إن المحادثات قد تجرى حتى إن لم تكن إيران راضية عن نتائجها، لكنه أضاف «نحن سنتفاوض في طريق مع الأصدقاء وفي طريق آخر مع الأعداء». ولم يحدد ما إذا كان يعني أن إيران ستدخل المفاوضات لكن سترفض تناول القضية النووية. وأبقى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست على تفاؤله بأن المحادثات - التي اقترحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عقدها في فيينا في الفترة بين 15 و17 نوفمبر (تشرين الثاني) - ما زالت ممكنة. ونقلت عنه وكالة «فارس» للأنباء قوله «الاتصالات والمشاورات جارية ونحن نأمل أن نتوصل لاتفاق بشأن تفاصيل المحادثات ومن بينها زمان ومكان ومحتوى المفاوضات». وإيران أكثر حرصا فيما يبدو على استئناف المحادثات بشأن الخطة المتوقفة التي سترسل بموجبها يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج وتحصل في المقابل على وقود أعلى تخصيبا لمفاعلها للأبحاث الطبية. ويقول دبلوماسيون غربيون إنه حتى في حالة إحياء فكرة مبادلة الوقود النووي فلن تبدد بواعث قلق أكبر بشأن خطط إيران النووية التي يتعين عليها أيضا أن توافق على مناقشتها، حسب «رويترز». وقالت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إن واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي تعد عرضا جديدا لإيران للمبادلة ستشمل شروطا أشد من التي رفضتها إيران العام الماضي.