أزمة إذاعة «الشرق» في باريس تسلك منعطفا جديدا

تقرير خبراء المحاسبة يوضح نقاط ضعف خطة الإدارة

TT

سلكت الأزمة التي تعيش إذاعة «الشرق» في باريس فصولها منذ شهور منعطفا جديدا، مع صدور تقرير خبراء المحاسبة الذين طلبت منهم «لجنة المؤسسة» تقديمه لتقويم مشروع الإدارة في صرف عدد كبير من الموظفين، ولبيان شروط بقائها والتدابير الاجتماعية المصاحبة التي تقترحها الإدارة على المصروفين.

وتعرف الإذاعة أجواء مشحونة بسبب ما يبدو أساسا أنه «أزمة ثقة» بين الجانبين، وبسبب الاحتجاجات القائمة على مشاريع الإدارة التي تقول إنها ضرورية للحفاظ على المؤسسة. وكلف خبراء المحاسبة بإعداد تقرير في 12 من الشهر الماضي وأعطوا مهلة 16 يوما لإنجازه. وشكا الخبراء في تقريرهم الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» من قصر المهلة ومن عدم حصولهم على عدد من المستندات «رغم المراجعات المتكررة» التي قاموا بها لدى الإدارة.

ويقوم مشروع الإدارة، وفق ما هو معروض في تقرير المحاسبة، على صرف 38 موظفا «من أصل 70 موظفا»، وذلك بهدف تخفيف أعباء الرواتب، مع التركيز في مرحلة أولى على الرحيل «الطوعي». وتتشكل ميزانية الإذاعة (للعام الحالي) بنسبة ساحقة (87 في المائة) من مبيعات برامجها إلى شركة «وايف هولدينغ»، فيما لا توفر الإعلانات سوى 13 في المائة.

وتبلغ قيمة العقد السنوية مع «وايف هولدينغ» 5.8 مليون يورو. غير أن هذه الشركة قررت وضع حد لتعاملها مع الإذاعة المذكورة، وعمدت إلى تقديم شركة «ميديا تايز» إلى الإدارة لكي تحل مكانها بدءا من عام 2011. وتبلغ قيمة العقد مع الشركة الجديدة 3 ملايين يورو فقط. وتبين إحصائيات التقرير أن 65 في المائة من الميزانية تصرف على الموظفين، و15 في المائة على البث. لكن توقعات تطبيق ميزانية العام الحالي تظهر أن الإذاعة ستكون في وضع شبه توازن، حيث لن تزيد خسارتها على 34 ألف يورو، وهو مبلغ زهيد إذا ما قيس بالميزانية العامة البالغة 6.57 مليون يورو.

وينتقد التقرير مشروع الإدارة لجهة صرف 71 في المائة من العاملين في قسم الأخبار. وتريد الإدارة إلغاء 22 وظيفة في القسم المذكور، بحيث لا يبقى فيه سوى 9 موظفين. وبالمقابل، فإن القسم التجاري لن يمس. أما القسم الإداري فسيحافظ على 6 وظائف من أصل 9 لإدارة 32 موظفا. وفي تحليله لشبكة البرامج التي تنوي الإدارة تطبيقها بعد إجراء التعديلات، يلاحظ التقرير تراجع موقع الأخبار إلى المرتبة ما قبل الأخيرة، بحيث يخسر 66 في المائة من الوقت المخصص له.

ويرى التقرير أن مشاريع الإدارة في تهميش موقع قسم الأخبار تجانب الصواب لأربعة أسباب: الموقع التاريخي لإذاعة «الشرق»، وشهرة الإذاعة المرتبطة تحديدا بما توفره من أخبار في البيئة الفرنسية، وكون الأخبار تشكل الأمر الأساسي من عقدها مع «ميديا تايز»، وأخيرا عامل الجذب الذي تشكله نشرات الأخبار بالنسبة للإعلانات. فضلا عن ذلك، يلاحظ التقرير أن الأخبار هي أحد الجوانب التي تستطيع إذاعة «الشرق» أن تتميز بها عن الإذاعات الأخرى التي تتوجه إلى نفس الجمهور، كما أن البرامج الإخبارية يمكن بيعها بما يوفر مداخيل إضافية للإذاعة.

وفي الجانب المالي المحض، وبعد تحليل كلفة الصرف ودور المساهم الرئيسي في الإذاعة، يؤكد الخبراء أن الإذاعة تستطيع الاحتفاظ بـ7 موظفين إضافيين، منهم 4 صحافيين لقسم الأخبار بالعربية والفرنسية لتحافظ الإذاعة على دورها، ولتحسن نوعية البرامج الإخبارية التي تستطيع تقديمها. كما أن من شأن ذلك تبرير المحافظة على ستة إداريين.