سلفا كير: لا نملك المال لإجراء الاستفتاء وندعو الجنوبيين للتبرع

أول أزمة للدولة المنتظرة عدم امتلاكها احتياطيا نقديا

TT

أعلن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت عن فشل الشريكين في التصديق على موازنة لإجراء استفتاء تقرير المصير، في وقت دعا فيه الجنوبيين للاستقطاع من مرتباتهم لمدة شهر لجمع التزام حكومة الجنوب للاستفتاء. وبينما أعلنت الأمم المتحدة عن إيفاء المجتمع الدولي بنسبة 50% من التزاماته لإجراء الاستحقاق، حذر وزير مالية الجنوب من أوضاع عصية ستمر بها الدولة الجديدة حال الانفصال بسبب أزمة مالية لعدم توافر الاحتياطي النقدي.

وبرزت أزمة جديدة في طريق استفتاء جنوب السودان؛ حيث كشف النائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت عن فشل مؤسسة الرئاسة في التصديق على موازنة مفوضية استفتاء تقرير المصير، واتهم سلفا كير، في مؤتمر لحكام الولايات الجنوبية بجوبا، الحكومة المركزية بالتردد في تمويل نشاطات المفوضية، وقال: إن جوبا ستتدخل لسد الفجوة. وأضاف: «أقترح أن أهلنا في الجنوب يمكن أن يتخلوا عن مرتب شهر لإجراء الاستفتاء». وأشار إلى أن جوبا تعهدت بمبلغ مائة مليون جنيه سوداني (أكثر من 40 مليون دولار أميركي).

وأعلن رئيس قسم الانتخابات ببعثة الأمم المتحدة دينيس كاديما عن وفاء المانحين بـ50% من تعهداتهم لدعم الاستفتاء، البالغة نحو 63 مليون دولار، وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بالخرطوم: «نحن متفائلون بإجراء الاستفتاء في موعده نسبة لجدية والتزام طرفي اتفاقية السلام الشامل». وأشار إلى صعوبات محتملة تواجه عملية الاستفتاء مثل ضعف البنيات التحتية وعدم وجود طرق معبدة في بعض المناطق، مما يمثل إحدى التحديات التي تؤثر سلبا على توزيع المواد والمعينات الفنية المستخدمة في الاستفتاء والتي حدد لها فترة 3 أسابيع كحد أقصى لإيصالها، مشيرا إلى استخدام الطائرات العمودية لصعوبة الوصول لبعض المناطق ولضيق الوقت.

إلى ذلك، قالت وزارة المالية بحكومة جنوب السودان: إن الجنوب سيمر بمرحلة عصيبة في حال الانفصال، إما بسبب عدم الاستقرار الأمني وإما بسبب عدم الاتفاق على آلية واضحة لكيفية اقتسام النفط في المرحلة المقبلة. وأشار وزير المالية بحكومة الجنوب، ديفيد أتوربي، في حديث لإذاعة «مرايا إف إم» التابعة للأمم المتحدة، إلى أن الاحتياطي النقدي في الجنوب قد لا يكفي لمقابلة احتياجات فترة ما بعد الاستفتاء، لا سيما في حال انفصال الجنوب، لكنه أكد أن الحكومة وضعت التحوطات اللازمة لتفادي حدوث ذلك العجز، ومن ناحية أخرى أكد أتوربي أن حكومة الجنوب شكلت فريق عمل لمواجهة التحديات التي تواجهها في تجميع الموارد غير البترولية. على الصعيد ذاته، قال غابريال شانسونق، وزير الثقافة في حكومة الجنوب وعضو لجنة ترتيبات اقتسام العائدات النفطية لفترة ما بعد الاستفتاء: إن حكومتي الجنوب والوحدة الوطنية لم تتوصلا إلى أي تسوية لاقتسام النفط رغم استمرار التفاوض بينهما مؤخرا في الخرطوم.

من ناحيته، أبدى وزير الطاقة والتعدين في حكومة الجنوب، قرنق دينق أكونق، للصحافيين، عدم ممانعته في أن يستمر الجنوب في تكرير النفط وتصديره عبر شمال السودان لفترة مؤقتة لم يحددها، لكنه أكد أن تصدير النفط عبر الشمال سيستمر حتى يتمكن الجنوب من تأهيل إمكانات التكرير والنقل الخاصة به.