«القاعدة» في العراق تتوعد الكنيسة المصرية.. وتمهلها يومين لإطلاق «مسلمات أسيرات»

الأمن يتعامل معها بجدية.. والبطريركية تقول: ليس لدينا سجون وحمايتنا مسؤولية الدولة

TT

هدد تنظيم «دولة العراق الإسلامية» المرتبط بتنظيم القاعدة في العراق، الكنيسة المصرية باستهداف الآلاف من أتباعها والمئات من أديرتها حول العالم، وأمهلها 48 ساعة للإفراج عمن قال إنهن «مسلمات مأسورات في سجون أديرة» بمصر. وبينما قال مصدر أمني مصري إن «القاهرة تتعامل بجدية مع هذه التهديدات»، علق مصدر كنسي بقوله إن «الكنيسة لا تستشعر القلق.. ولا يوجد لدينا أسيرات».

وكان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» قد أعلن مسؤوليته عن عملية احتجاز رهائن في كنيسة «سيدة النجاة»، إحدى أكبر كنائس بغداد، أول من أمس. وقال التنظيم في بيان بث أمس على مواقع إسلامية على الإنترنت، ويعتقد أنه سابق على تنفيذ عملية تحرير الرهائن التي قامت بها قوات أمن عراقية مدعومة بقوات أميركية مساء أول من أمس، إنه يمهل الكنيسة القبطية 48 ساعة «لتبيان حال أخواتنا في الدين، المأسورات في سجون أديرة» الكنيسة في مصر «وإطلاق سراحهن جميعهن، والإعلان عن ذلك عبر وسيلة إعلامية تصل إلى المجاهدين في فترة الإمهال».

وقال مصدر أمني مصري لـ«الشرق الأوسط» إن سلطات الأمن تضع هذه التهديدات في عين الاعتبار وتتعامل معها بجدية، وأنها اتخذت التدابير اللازمة لحماية أمن البلاد، موضحا أن من تلك التدابير الاحترازية تسيير حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات لمنع أي انتظار للسيارات أمامها، والتدقيق في هويات مرتادي الكنائس وتشديد الأمن حولها.

لكن مصادر كنسية في القاهرة قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها «لم تلحظ اختلاف في الإجراءات الأمنية»، وهو ما علق عليه مصدر أمني بقوله «لن يلاحظها أحد.. هذه مهمتنا ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد».

ونفى القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية ما تداولته تقارير إعلامية عن عزم المجمع المقدس عقد اجتماع لبحث تلك التهديدات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إننا (الكنيسة) في دولة وهي المسؤولة عن حمايتنا»، مؤكدا أن الكنيسة «لا تستشعر أي قلق.. مصر في أمان»، مضيفا أن «الكنيسة لا تحتجز أحدا ولا يوجد لدينا أسيرات ولا سجون».

وشهدت القاهرة جدلا خلال الشهور الأخيرة بشأن مزاعم حول احتجاز الكنيسة المصرية لزوجتي كاهنين مصريين هما وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة بعد إشهارهما إسلامهما. ونفت الكنيسة هذه المزاعم وبثت تسجيلا لإحداهما (كاميليا شحاتة) قالت فيه إنها لم تشهر إسلامها، لكن إسلاميين شككوا في صحة التسجيل، ونظموا عددا من المظاهرات تطالب الكنيسة بالإفراج عنهن.

وتحدثت تقارير إعلامية، نقلا عن موقع «سايت» الأميركي المتخصص في مراقبة نشاط المواقع الإليكترونية الإسلامية، عن بث تنظيم دولة العراق الإسلامية أيضا لتسجيل مصور منسوب إلى «مقاتل» يقود مجموعة انتحارية، كرر فيه تهديده للكنيسة القبطية في مصر، وقال إن زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وأضاف «الانتحاري» بحسب التقارير أنه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم، «ستفتحون على أبناء ملتكم بابا لا تتمنونه أبدا.. ليس في العراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة. فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا إن لم تستجيبوا».