تشكيك في رواية بريطانية حول علاقة منشق من «القاعدة» في كشف عملية الطرود الملغومة

الداخلية السعودية ترفض التعليق.. وخبراء يقولون: كيف يمكن له تقديم رقم بوليصة شحن وهو خارج التنظيم منذ شهرين؟

أحدث صورة لجابر الفيفي (أ.ب)
TT

في وقت امتنعت فيه الداخلية السعودية عن إبداء أي تعليق حول تصريحات بريطانية، تفيد بعلاقة عنصر انشق من تنظيم القاعدة في اليمن وسلم نفسه لسلطات الأمن السعودية بكشف عملية الطرود الملغومة، شكك خبراء بصحة رواية البريطانيين، كون جابر الفيفي الذي سلم نفسه لسلطات الرياض طواعية، يعتبر خارج التنظيم منذ نحو شهرين.

كانت السلطات السعودية قد أعلنت في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن عودة المطلوب جابر الفيفي المدرج ضمن قائمة الـ85 الملاحقة، بعد أن التحق بتنظيم القاعدة في اليمن إثر استعادته من غوانتانامو.

ورفض اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، تأكيد أو نفي الرواية البريطانية، التي تقول إن جابر الفيفي الذي أعلنت الرياض عن عودته منتصف الشهر الماضي، هو من قدم المعلومات لأجهزة الأمن السعودية المتعلقة بالطرود الملغومة التي كانت في طريقها للولايات المتحدة الأميركية.

كان مسؤولون أمنيون بريطانيون قد قالوا أمس إن عضوا سابقا في تنظيم القاعدة سلم نفسه للسلطات السعودية، هو من قام بالإبلاغ عن نية تنظيم القاعدة تنفيذ عملية الطرود الملغومة.

لكن خبراء، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، شككوا في صحة الرواية البريطانية، وذلك بالنظر إلى المعطيات التي تشير إلى أن جابر الفيفي يعتبر في عداد المنشقين من تنظيم القاعدة منذ نحو شهرين، وتحديدا في شهر رمضان المبارك.

وتمت عملية استعادة جابر الفيفي، الذي أعلن عن تراجعه عن أفكار تنظيم القاعدة، بالتعاون مع سلطات الأمن اليمنية والسعودية، في عملية يعتقد أنها تمت بحسب ترشيحات مصادر لـ«الشرق الأوسط» في نهاية أغسطس (آب) وبداية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

ومن هنا، شكك خبراء في أن يكون جابر الفيفي هو من قام بتقديم المعلومات عن الطرود الملغومة للسعودية، كون عملية استعادته قد تمت بالتعاون مع السلطات اليمنية؛ حيث كان حريا الإدلاء بتلك المعلومات لسلطات صنعاء في ذلك الوقت.

ومقابل المعلومات البريطانية التي تشير إلى أن جابر الفيفي قام بتزويد السلطات السعودية برقم بوليصة الشحن التي كانت تحمل الطردين الملغومين، تساءل خبراء: كيف يمكن أن يمد الفيفي السعوديين برقم بوليصة الشحن قبل شهرين من تنفيذ العملية؟

كانت الرياض قد أدرجت الفيفي و84 من زملائه، على قائمة تحمل اسم 85 مطلوبا، جميعهم تم رصدهم خارج الأراضي السعودية، وتحديدا في إيران والمثلث الباكستاني - الإيراني - الأفغاني، والعراق، ولبنان، وغيرها من البلدان.

وسبق للسعودية أن استعادت المطلوب الذي سلم نفسه، جابر الفيفي، من معتقل غوانتانامو عام 2007، وأخضعته لبرنامج تأهيلي، لكنه قام و10 من زملائه بالفرار إلى اليمن، والانضمام إلى القاعدة هناك، قبل أن يقرر العودة طواعية هو ومجموعة من زملائه الذين تراجعوا عن أفكار القاعدة.