الإرهاب.. يثير مخاوف اليمنيين

يلقي بظلاله على رجال الأعمال والعاملين في مجال الشحن الجوي

TT

تلقي الإجراءات الأمنية التي أعلنت في اليمن وبدأ تطبيقها فعليا، بظلالها على رجال الأعمال وأنشطة المواطنين اليمنيين العاملين في مجال الشحن الجوي، الذين يريدون أيضا نقل بضائعهم بين اليمن وبعض الدول والمراكز التجارية في المنطقة والعالم، كدبي وهونغ كونغ والهند والصين وغيرها من الدول، التي يرتبط بها التجار اليمنيون في تجارتهم.

وأعلنت هيئة الطيران المدني اليمنية فرض إجراءات أمنية لتفتيش طرود الشحن، ووصفت تلك الإجراءات بأنها «غير اعتيادية»، وذلك بالتزامن مع التحقيق الذي تجريه الهيئة، بالاشتراك مع أجهزة الأمن، في قضية طرود الشحن التي خرجت من اليمن وهي مفخخة.

ويتوقع مراقبون أن تتأثر سلبا الأنشطة التجارية، سواء الكبيرة أو الصغيرة أو المتوسطة، جراء الهاجس الأمني المسيطر على أجهزة الأمن اليمنية ودول عدة في العالم، بسبب التأخير للتفتيش وإزالة الشبه، مما سيلقي بظلاله، بلا شك، على حركة ومواعيد الرحلات الجوية، خاصة أن رحلات يومية كثيرة تطير من مطار صنعاء نحو عواصم عربية وغربية وهي تحمل العشرات من المرضى.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن السيارات، وبالأخص شاحنات نقل البضائع والخضار والأسماك إلى العاصمة صنعاء، شوهدت وهي تقف في طوابير طويلة عند مداخل ومخارج المدينة وتتعرض لتفتيش دقيق، استجابة لتوجيهات وزارة الداخلية اليمنية، وهو الأمر الذي سيترك آثارا سلبية على المواطنين في أعمالهم وفي نشاطهم الاقتصادي والتجاري.

وإلى جانب الضغوط الإجرائية بسبب الهاجس الأمني، فإن بروز اسم اليمن كمصدر لتلك الطرود التي نشرت الذعر في دول العالم، إضافة إلى النشاط المتنامي لتنظيم القاعدة في اليمن، يجعل من المواطن اليمني في الخارج محل شك حتى يثبت العكس، وهذا ما يُلمس من الشارع اليمني والمواطن البسيط.

وتتباين وجهات نظر المواطنين اليمنيين بشأن التطورات الأخيرة وقضية الحرب على الإرهاب بصورة عامة، حيث باتت قضية الطرود، حديث الناس في الشارع والمنتديات ومجالس القات، ومادة دسمة للمواقع الإخبارية وساحات الحوار والدردشة على شبكة الإنترنت، خاصة بعد اعتقال الطالبة الجامعية حنان السماوي كمتهمة بالتورط في إرسال تلك الطرود.

ويعتقد كثير من المواطنين الذين استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، بوجود مبالغة كبيرة وتضخيم لحجم تنظيم القاعدة ومدى تواجده على الأراضي اليمنية، ويرجع البعض هذا «التضخيم» إلى مآرب لدى الولايات المتحدة الأميركية، في حين يذهب البعض إلى وصف ما يجري بأنه حرب على الإسلام، ويعتقد البعض الآخر أن الحكومة اليمنية أسهمت في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، من خلال حديثها عن وجود «القاعدة»، وتهديداتها، واتهامها بالقيام بعمليات إرهابية، وكذا من خلال عدم حسمها المبكر لهذه القضية والقضاء على تلك العناصر حتى تكاثرت، وهناك من يرى ضرورة الاستمرار في الحرب على الإرهاب بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول، وبالأخص مع المملكة العربية السعودية، فهي البلد الكبير والجار، وجل من يتواجد من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، هم من المواطنين اليمنيين والسعودية.

وتسود مخاوف لدى المواطنين اليمنيين من اتساع رقعة الحرب على الإرهاب في اليمن، على غرار ما يجري في أفغانستان والعراق وباكستان والصومال، الأمر الذي يستدعي مشاركة عسكرية غربية في محاربة «القاعدة» على الأراضي اليمنية، خاصة بعد حادثة الطرود التي جعلت اليمن، خلال ساعات معدودة، محط أنظار العالم والبلد الذي تتحدث عنه جميع وسائل الإعلام في العالم باعتباره مصدرا للإرهاب.

وتكمن المخاوف لدى اليمنيين في الآثار السلبية التي ستنعكس إذا تطورت الأمور، على الوضعين الأمني والاقتصادي بدرجة رئيسية، حيث يعد اليمن بلدا معظم مواطنيه مسلحون، وأي اختلال أمني قد يجر البلاد إلى فوضى أمنية غير مأمونة العواقب، أما فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي، فالمواطن اليمني يعرف أن الاقتصاد هش وبلده فقيرة، وبالتالي يعتقد أن الإرهاب سيسبب الكثير من الكوارث للبلاد.