القضايا الداخلية تتصدر اهتمامات الناخب الأميركي مع ترقب مصير إدارة أوباما

«الشرق الأوسط» تستطلع آراء ناخبين وضعت أمامهم 10 اختيارات في ميريلاند

TT

بدأ الناخبون في مقاطعة برينس جورج في ولاية ميريلاند، التوجه إلى صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر أمس، ليدلوا بأصواتهم في انتخابات الكونغرس الأميركي وانتخابات المجالس التشريعية المحلية بالإضافة إلى اختيار حاكم للولاية. وبينما ينصب الاهتمام الخارجي بالانتخابات النصفية الأميركية لمعرفة تأثير ذلك على إدارة الرئيس باراك أوباما وتوجه الولايات المتحدة السياسي والاقتصادي، تتصدر القضايا المحلية والداخلية اهتمام الناخب الأميركي الذي بات منشغلا بالدرجة الأولى بالوضع الاقتصادي في البلاد.

وشرح رئيس مجلس الانتخابات في مقاطعة برينس جورج كينيث باركسديل أن «هذه الانتخابات مهمة جدا وتشمل اختيار حاكم للولاية وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء في الكونغرس وأعضاء في المجلس التشريعي المحلي ومجلس إدارة المدارس والمجلس المحلي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» «هناك قضايا مهمة تطرح في هذه الانتخابات، فهي القضايا التي تؤثر على حياة الناخب اليومية»، موضحا «أهم القضايا هنا هي مسألة البطالة وخلق فرص العمل بالإضافة إلى الأمن والخدمات المحلية».

وكانت الإعلانات التي بثت في وسائل الإعلام المحلية في المقاطعة تركز على الاقتصاد والخدمات المحلية، ولم تتطرق إلى قضايا خارجية أو حربي العراق وأفغانستان. وتشمل ورقة الاقتراع، وهي باللغتين الإنجليزية والإسبانية، أكثر من 10 اختيارات للناخب، من بينها اختيار لحاكم الولاية ومناصب محلية بالإضافة إلى السيناتور الممثل للولاية في مجلس الشيوخ.

وعلى الرغم من أهمية القضايا المحلية، فإن الناخبين واعون لما تعنيه هذه الانتخابات للسنتين المتبقيتين من رئاسة أوباما. وقال جيمس شون، وهو ناخب أميركي من أصول أفريقية في الثلاثينات من عمره إن «الخوف الأكبر هو التغيير في الكونغرس الديمقراطي»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» «ما زال هناك الكثير من العمل يجب إنجازه ويجب منح الرئيس أوباما فرصة».

أما كلوديا أو، وهي ناخبة مؤيدة لأوباما وكانت صوتت أيضا لصالحه عام 2008، فقالت: «قلقي الأساسي هو من الناخبين غير الواعين، فمن الضروري أن يصوت الجميع وألا يستمع إلى المعلومات الخاطئة عن الرئيس». وأكدت «لا توجد قضية أساسية تشغلني أكثر من حرصي على أن يبقى الديمقراطيون أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ».

ولدى مقاطعة برينس جورج 700 ألف ناخب مسجل صوتوا أمس في 223 مركز اقتراع، ومن المتوقع أن تعلن نتائج الانتخابات في المقاطعة في الساعة الواحدة ظهر اليوم. والمقاطعة هي من أكثر المناطق المؤيدة للديمقراطيين لأوباما، وفيها أغلبية من الأميركيين من أصول أفريقية. وعلى الرغم من أن ولاية ميريلاند تعتبر «ولاية ديمقراطية» تقليديا، فإن التنافس بين حاكم الولاية الديمقراطي مارتن أومالي والحاكم السابق الجمهوري بوب إيرليك كان شديدا بعد أن استطاع إيرليك أن يحصل على تأييد كبير من المستقلين في الولاية خلال الأسابيع الماضية، إلا أن الحزب الديمقراطي سرعان ما تدارك ذلك وكثف من جهوده في الولاية، بما في ذلك حضور أوباما مناسبة خاصة فيها، مما أعاد أومالي إلى صدارة السباق أمس. ولكن أمام عضو مجلس النواب الديمقراطي فرانك كراتوفيل مهمة صعبة في الاحتفاظ بمقعده الذي فاز به عام 2008 عن مقاطعة محافظة في ميريلاند، ويواجه منافسة شديدة من المرشح عن الحزب الجمهوري أندرو هاريس.

وكراتوفيل من بين أعضاء مجلس النواب الذين يخشى الديمقراطيون أنهم سيخسرون مقاعدهم بعد فوزهم بإعداد مقاعد غير مسبوقة عام 2008 ضمن موجة الحماس لانتخاب أوباما رئيسا للبلاد، إلا أن المرشح الديمقراطي للمجلس التشريعي المحلي لميريلاند جاستين روس عبر عن ثقته بأن الديمقراطيين ما زالوا قادرين على توجيه هذا الحماس للحصول على ثقة الناخبين. وقال روس لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى فجوة في حماس الناخبين الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين، فالقاعدة الديمقراطية نشطة ومتحمسة».

وعلى الرغم من أن فوز روس مؤكد في هذه الانتخابات إذ لا يوجد منافس له في هذا المقعد «الآمن» للديمقراطيين، فإنه كان حاضرا في مركز الاقتراع في مدرسة «إلينور روزفلت» في مقاطعة برينس جورج منذ الساعة السابعة والنصف صباحا. وعلى الرغم من البرد الشديد صباح أمس، وقف روس لبضع ساعات أمام مركز الاقتراع ليحث الناخبين على تأييد الديمقراطيين في المرحلة المقبلة.

وشهدت مدرسة «إلينور روزفلت» سيلا مستمرا ولكنه خفيف من الناخبين ليدلوا بأصواتهم عبر 15 ماكينة اقتراع إلكترونية منذ الساعة السابعة صباحا، وبعد تصويته يحصل كل ناخب على ورقة لاصقة تقول «أنا صوّت». ووضعت كلوديا اللاصقة على سترتها الخارجية بعد أن صوتت في الساعة السابعة والربع صباحا، قائلة: «جئت هنا قبل التوجه إلى العمل، إذ لم أرغب في حدوث أي شيء يمنعني من التصويت. من الضروري أن نسمع أصواتنا وألا نتخاذل».