السيستاني يستنكر هجوم الكنيسة ويدعو قوات الأمن لتحمل مسؤولياتها

المالكي يأمر باحتجاز قائد القوة المكلفة حماية المنطقة.. ومراسم تشييع للضحايا في بغداد والموصل

مشيعون يحملون نعوش بعض ضحايا الهجوم على كنيسة «سيدة النجاة» ملفوفة بالعلم العراقي خلال مراسم التشييع في بغداد أمس (أ.ب)
TT

شيعت أمس جثامين بعض ضحايا المجزرة التي شهدتها الأحد الماضي كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد إثر مداهمة القوات العراقية لها لتحرير أكثر من مائة رهينة احتجزهم مسلحون تابعون لتنظيم «دولة العراق الإسلامية» المرتبط بـ«القاعدة». وفيما أعلنت السلطات اعتقال قائد القوة المكلفة حماية المنطقة، دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني القوات الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها في توفير الأمن.

وقال مصدر مقرب من السيستاني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «سماحة المرجع يستنكر العمل الإجرامي الذي تعرض له إخواننا المسيحيون». وأضاف أن «السيستاني يدعو الجهات الأمنية تحمل مسؤولياتها في حفظ أمن المواطن».

وأقرت الحكومة العراقية أمس ضمنا بسوء أداء قواتها ومسؤوليتها عما جرى بقرارها محاسبة المقصرين من الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية المنطقة وأمرت بإعادة إعمار الكنيسة فورا، حسبما أعلن الناطق باسم الحكومة. وقال علي الدباغ في بيان إن «مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة تحقيق في الجريمة ومحاسبة المقصرين في القطاع المعني ومعالجة الجرحى وتعويض ذوي الشهداء وإعادة إعمار الكنسية فورا». وأمر رئيس الوزراء نوري المالكي بحجز آمر الفوج المسؤول عن حماية منطقة الكرادة التي وقع فيها الاعتداء حسبما أعلنت قناة «العراقية» الرسمية.

وشيع مئات المسيحيين وسط أجواء من الحزن الشديد ضحايا الهجوم الذي أودى بحياة 53 شخصا. وورد أن نحو 500 شخص شاركوا في تشييع 15 جثمانا وسط إجراءات أمنية مشددة. وأقيم قداس مهيب في كنيسة «مار يوسف» بحضور كبار القيادات الأمنية وشخصيات من جميع الطوائف والأديان برئاسة البطريرك عمانوئيل دلي الثالث كاردينال الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وقال الكاردينال دلي في إشارة إلى الضحايا: «قدموا إلى الكنيسة ليصلوا إلى الله ويقيموا شعائرهم الدينية لكن يد الشيطان دخلت إلى هذا المكان المقدس لتقتلهم». ودعا دلي «الحكومة إلى مساعدة عائلات الضحايا وليس من خلال الوعود فقط». وأضاف: «لسنا خائفين من الموت والتهديد، نحن أبناء هذا البلد وسنبقى مع إخواننا المسلمين في العراق يدا بيد لتمجيد اسم العراق (..) نريد أن نبين أن المسلمين والمسيحيين إخوان مثلما نظهر اليوم».

وتجمع صباح أمس عشرات الأشخاص وهم يبكون بينهم نساء يرتدين الملابس السوداء بالقرب من مستشفى «الراهبات» أثناء تسلمهم جثث اثنين من الرهبان قضيا في الاعتداء. ووضعت النعوش على مركبات تحمل صورهم والعلم العراقي نقلتهم إلى كنيسة القديس مار يوسف في موكب ترافق مع تدابير أمنية واسعة النطاق. وحملت إحدى السيارات نعش الأب اثير وشقيقه رائد الذي قتل أيضا في الهجوم فيما حملت سيارة أخرى نعش الكاهن الثاني وسيم صبيح (27 عاما).

ووفقا للناجين فإن قوة خاصة مدججة بالسلاح اقتحمت أثناء القداس بعد ظهر الأحد كنيسة سيدة النجاة بعد وقت قصير من بدء القداس. وقال عم الأب اثير سالم عبد الأحد (48 عاما) الذي لم يكن موجودا في القداس إن «الأب أثير كان يقرأ مقطعا من الإنجيل عند وصول المسلحين فقال لهم اقتلوني واتركوا المؤمنين بسلام». بدوره، أحد الرهائن الناجين من المجزرة ويدعى ستيفن (24 عاما) روى أن مسلحا قال لأحد المصلين «اعتنق الإسلام لأنك ستموت على أي حال وبعد ذلك أطلق النار على رأسه». وفي منطقة الموصل شيع أهالي مدينة الحمدانية جثامين ستة من ضحايا الهجوم.