أكاديميون عراقيون لـ«الشرق الأوسط»: مبادرة خادم الحرمين مهمة.. ولا بد من تعامل واقعي معها

أحدهم اعتبرها مكملة لـ«وثيقة مكة» التي حرمت الدم العراقي

TT

تتفق الرؤى الأكاديمية العراقية المتخصصة في العلوم السياسية على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بخصوص دعوة الأطراف السياسية العراقية للاجتماع في الرياض وبرعاية الجامعة العربية من أجل التشاور وإنهاء الأزمة التي تعترض سبيل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، للخروج من عنق الزجاجة ودفع العملية السياسية العراقية نحو الأمام.

الدكتور علي حسين الحميد، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة بغداد، قال: «ابتداء، ومن أجل أن نكون أمام حلول في عراق اليوم، خصوصا أن هنالك مفاوضات عسيرة لم تنتج حتى الآن حكومة بعد أكثر من 7 أشهر، فإن على القوى السياسية العراقية ألا تركز على جغرافية المبادرة بقدر ما ينصب التفكير في ثنايا الاستفادة من الرؤى والأفكار في تنشيط العملية السياسية». وقال: «نحن نبارك جميع الخطى الساعية إلى تشكيل الحكومة العراقية ذات المضامين الهادفة لخدمة جميع العراقيين، ومنها المبادرة الطيبة للعاهل السعودي، ونحن نبين أن العراق اليوم يحتاج إلى مبادرة ذات مضامين تضع المصلحة العراقية قبل كل شيء، فهذه مبادرة مباركة، ونحن حقيقة أمام صفحة من الصفحات المشرقة للعمل العربي المشترك في المساهمة بأن تكون السعودية والدول العربية جزءا من الحل».

وأوضح الحميد أنه «طالما اجتمعت النوايا على الحل سواء أكانت رؤى وطنية من الداخل أم أفكارا إقليمية من البيئة المحيطة بالعراق، فإن فرص النجاح أكبر، كلما توافقت الرؤى الداخلية مع الرؤى الإقليمية للخروج من عنق الزجاجة وتشكيل الحكومة العراقية بأسرع وقت ممكن».

من جهته، ذهب الدكتور قحطان الخفاجي، أستاذ العلاقات الدولية، إلى وصف المبادرة بأنها «محمودة» وتهدف إلى «مساعدة القوى السياسية في حل مشكلة الداخل العراقي والمتمثلة بتشكيل الحكومة العراقية التي انتظرها الشعب العراقي أكثر من 7 أشهر، وعلى ما يبدو فإن المبادرة كانت لاعتبارات عدة يتقدمها العمق العربي والإحساس السعودي بعدم التخلي عن العراق في هذه اللحظة التاريخية، وبالتالي أصبحت مشكلة التوافق السياسي شأنا إقليميا مثلما هي شأن داخلي».

وأضاف الخفاجي: «نحن اليوم ننظر بشيء كبير من الإيجابية للمبادرة، خصوصا أنها تحت رعاية الجامعة العربية، وبودنا أن تؤخذ المبادرة بصورة جدية من قبل القوى السياسية العراقية، خصوصا أن الرأي أولا وأخيرا سيكون عراقيا خالصا لصنع المشتركات نتيجة لحوار بناء ومثمر».

إلى ذلك، أكد الدكتور محمد العلي، أستاذ العلوم السياسية، أن «المبادرة السعودية تدلل على وجهين، الأول: أن السعودية حريصة على أن تكون جزءا مهما في المعادلة العراقية اليوم، والثاني: أنها تحاول أن تتبع خطابا سياسيا متجددا ومتغيرا عن الخطاب الإيراني، وبالتالي الحد أو تجميد استمرارية الدور الإيراني وتأثيراته في العراق، ومحاولة التقرب بشكل كبير من جميع القوى السياسية العراقية». وأضاف: «من الصعب الحديث عن عدم جدوى المبادرة عند النظر إليها من أول وهلة؛ لأنها حقيقة ذات واقعية كبيرة في العديد من أركانها وهي فعلا مبادرة جيدة».

أما الدكتور أسامة مرتضى، أستاذ السياسة الدولية، فيرى أن «الوضع السياسي العراقي يجعل من الممكن قبول المبادرات». وقال: «علينا ألا ننسى أن السعودية كانت سباقة في التفاعل مع القضية العراقية بإيجابية، خصوصا أن العراقيين وقعوا في مكة (وثيقة مكة) لتحريم الدم العراقي وشارك فيها الزعماء العراقيون من كل الأطياف والمذاهب الدينية».