رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: مواجهتنا المقبلة مع إيران وسورية وحزب الله

قال إن السلام مع الفلسطينيين سيزيد من خطر الحرب

فلسطينيون ينتظرون تسلم مواد غذائية من وكالة غوث اللاجئين في مخيم الشاطىء في غزة امس(أ ب)
TT

أعلن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أمس، أن المواجهة القادمة بين إسرائيل وأطراف معادية لها ستكون متعددة الجبهات، مشيرا بالاسم إلى إيران وسورية وحزب الله كمصدر تهديد لإسرائيل.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال عاموس يدلين قوله إن المواجهة «ستكون متعددة الجبهات وستسفر عن عدد أكبر من الإصابات في الأرواح لم تشهدها المواجهات السابقة».

وعرض يدلين صورة قاتمة عن الوضع في المنطقة في جلسة خاصة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست اليوم قبل إنهاء مهامه وقال: «يجب ألا تختلط عليكم الامور جراء الهدوء الأمني الحالي».

وأضاف: «إن سورية تضاعف قدراتها العسكرية، وكذلك حزب الله وحركة حماس» مشيرا إلى أنهم «يشكلون مصدر تهديد لإسرائيل».

واعتبر أن إيران تشكل تهديدا كبيرا على الدول العربية المعتدلة وعلى إسرائيل.

وفي لقاء وداع مع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال عاموس يدلين، إن التوصل لسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية لن يقلل من أخطار الصدام العسكري في المنطقة، بل سيزيدها. وأكد أن الحرب القادمة لن تبقي على جبهة واحدة، مثلما حصل في 2006 و2008، إنما ستكون على جبهتين وربما أكثر. وقال إن إيران أصبحت قادرة على صنع القنبلة النووية، ملمحا إلى أن إسرائيل هي وراء تدمير المنشأة النووية السورية في دير الزور.

وكان يدلين قد حضر، أمس، آخر اجتماع للجنة البرلمانية قبل انتهاء خدمته العسكرية التي دامت 40 سنة، آخر خمس منها رئيسا للاستخبارات العسكرية، الذي يعتبر أهم منصب في الجيش بعد منصب رئيس الأركان. وحظي بإطراء شديد من غالبية النواب في اللجنة، باستئناء النائب المعارض أريه الداد، من حزب الاتحاد اليميني المتطرف، الذي رفض أن تكون هذه جلسة وداع احتفالية وراح يمارس الضغط على يدلين أن يعطي تفسيرات حول ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في الأسبوع الماضي الذي كشفت فيه عن أن حزب الله تمكن من رصد خطة هجومية لقوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية فنصب لها كمينا (في منطقة الأنصارية على الشاطيء الجنوبي في لبنان) وقتل منها 12 مقاتلا.

وعندما رفض رئيس اللجنة، تساحي هنغبي، هذا الطلب وسمح للنواب أن يواصلوا الإطراء على يدلين، أتيح له أن يقدم آخر تقرير له. وقال إن احتمالات نجاح مفاوضات المصالحة الفلسطينية الداخلية ما زالت ضعيفة جدا، وإن المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية لن تتقدم كما يطمح الأميركيون «لأن الفلسطينيين ضخموا الأزمة في موضوع تجميد البناء الاستيطاني بشكل زائد ويحاولون الالتفاف على إسرائيل وإدارة المفاوضات مع الأميركيين، بدلا من الإسرائيليين ويعدون للجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة في حالة فشلهم مع واشنطن». وقال يدلين إنه حتى لو جرى التوصل لتسوية دائمة، فإن هذا لن يقلل من أخطار الحرب. وفسر ذلك بالقول إن حماس في غزة وحزب الله في لبنان تلجمان نفسيهما جيدا في الوقت الحاضر، لدرجة أن إسرائيل تعيش فترة هدوء غير مسبوقة في تاريخها. ولكن هذا الهدوء يجب ألا يخدع. فهما لا تخوضان حاليا معارك مع إسرائيل لأنهما تعلمتا الدرس من حربي 2006 و2008، لكنهما تعززان من قوتهما العسكرية والصاروخية بشكل كبير ونوعي، استعدادا للحرب القادمة، فحماس من جهتها تسيطر بالكامل على غزة، وحزب الله يستطيع متى يريد أن يسيطر على لبنان. وفي حال اتهامه رسميا بقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، سيفقد قدرته على الدعاية وقد يلجأ إلى إحداث الفوضى في لبنان. وتوقع أن تنشب الحرب على الجبهتين معا وربما أكثر وأن تكون الحرب أقسى من سابقتيها، أيضا بالنسبة للطرف الإسرائيلي، حيث ستطلق صواريخ أكثر عددا وعدة. ولكنه طمأن سامعيه بأن إسرائيل قادرة على ردع أعدائها.

وقال يدلين إن روسيا عادت للعب دور أساسي في تعزيز قوة سورية. فهي تزودها بصاروخ «إس - 300»، الذي يعتبر رخيصا نسبيا ولكنه فتاك وتعيد تجديد ترسانة الأسلحة وتحديثها. فإذا اشتعلت الحرب مجددا، هناك خطر أن تصبح الجبهة السورية شبيهة بالجبهة المصرية في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

واتهم يدلين سورية باللعب على حبلين، فمن جهة تبدي رغبة بالجنوح إلى مسيرة سلام ومن جهة ثانية تأسر نفسها بالولاء لقوات الحرس الجمهوري الإيرانية.