تصعيد هادئ للتوتر بين اليابان وروسيا

طوكيو تسحب سفيرها.. وموسكو تعلن عن زيارات أخرى إلى الكوريل

TT

تصاعد التوتر بين اليابان وروسيا، أمس، على خلفية الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إلى إحدى جزر الكوريل المتنازع عليها بين البلدين. لكن هذا التصعيد كان هادئا نسبيا، إذ حرص البلدان على عدم الإساءة للعلاقات بينهما.

وبينما كشف وزير الخارجية الياباني، سيدزي مايهارا أمس، أن بلاده اتخذت قرارها بشأن استدعاء سفيرها لدى روسيا ماساهارو كونو للتشاور حول أبعاد وتبعات زيارة الرئيس الروسي لجزر كوريل، قال الأمين العام للحكومة اليابانية، يسيتو سينجوكو، إن الإجراءات التي سوف تتخذها الحكومة اليابانية سوف تتسم بالتحفظ الشديد، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين قطعت شوطا طويلا على طريق التطور بما يصعب معه اتخاذ قرار من طراز «نعم أو لا» على حد تعبيره. وكانت الخارجية الروسية أعربت عن عدم قلقها تجاه اتخاذ طوكيو لمثل هذا الإجراء.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس خلال زيارة إلى أوسلو، أن الرئيس الروسي ميدفيديف سيزور جزرا أخرى في أرخبيل الكوريل الذي تتنازع موسكو وطوكيو بعض جزره. وقال لافروف إن ميدفيديف «سيزور جزرا أخرى من مجموعة الجزر هذه». وأضاف أن ميدفيديف نفسه قال إنه لن يفعل شيئا يسيء إلى العلاقات بين موسكو وطوكيو.

وعلى الرغم من تصاعد التوتر، قالت مصادر الكرملين إن الرئيس ميدفيديف لا ينوي تأجيل زيارته لليابان خلال الفترة من 13 - 14 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للمشاركة في قمة رؤساء بلدان منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر الحكومة اليابانية عن احتمال تنظيم لقاء يجمع الرئيس الروسي مع ناوتو كانا، رئيس وزراء اليابان، إلى جانب لقاءات أخرى لوزيري خارجية البلدين على هامش قمة العشرين التي ستجرى في سيول خلال الفترة من 11 - 12 نوفمبر الحالي أو قمة رؤساء بلدان التعاون الاقتصادي التي ستجرى في يوكوهاما اليابانية.

وكانت موسكو قد استدعت في وقت سابق السفير الياباني لدى روسيا لإبلاغه احتجاجها ضد ردود فعل الجانب الياباني على زيارة ميدفيديف لجزيرة كوشانير، مؤكدة عدم قبولها لأي محاولات للتأثير على خيارات الرئيس الروسي لمسارات جولاته في المناطق الروسية واعتبار أن هذه المحاولات تتعارض مع علاقات حسن الجوار بين البلدين.

ويأتي الجدل مع موسكو في أسوأ وقت بالنسبة للحكومة اليابانية (وسط - يسار) التي تشهد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي أزمة دبلوماسية خطيرة مع الصين بخصوص مجموعة أخرى من الجزر تقع في بحر الصين الشرقي. وتأخذ المعارضة وقسم كبير من الصحافة اليابانية على الحكومة برئاسة كان أنه أظهر ضعفا في مواجهة ضغوطات بكين للإفراج عن قبطان السفينة الصينية إثر حادث الاصطدام بين السفينة وخفر السواحل الياباني قرب جزر سينكاكو أو دياويو بالصينية التي يطالب بها البلدان. وكتبت أكبر صحيفة يابانية «يوميوري شمبون»، أمس، أن «الجانب الروسي استفاد من الفوضى التي تسود الدبلوماسية اليابانية لتسجيل نقطة بالنسبة لمطالب طوكيو باستعادة الجزر الأربع». وأوردت صحيفة «نيكاي شمبون» التحليل نفسه، وقالت في افتتاحيتها: «من الأكيد أن روسيا استغلت ثغرة في الدبلوماسية اليابانية بعد أدائها السيئ في إدارة الحادث مع سفينة الصيد الصينية».