هولندا تمنع دخول طائرات الشحن المقبلة من اليمن.. وتشديد إجراءات الأمن الجوي

طرد مشبوه في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ببرلين

TT

عثر على طرد مشبوه في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ببرلين الثلاثاء، ويجري فحصه لمعرفة ما إذا كان يحوي متفجرات، على ما أعلنت متحدثة باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت أن خبراء المتفجرات يفحصون الطرد. ويبدو أن الطرد المشبوه وصل إلى مكتب المستشارة الألمانية حين كانت في زيارة رسمية لبلجيكا.

وعثر على الطرد في الوقت الذي عثرت فيه الشرطة اليونانية على خمسة طرود مفخخة موجهة إلى سفارات سويسرا وبلغاريا وروسيا وتشيلي وألمانيا، وذلك غداة العثور على أربعة طرود مماثلة موجهة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وثلاث سفارات.

من جهة أخرى، تتهم واشنطن تنظيم القاعدة بأنه أرسل من اليمن طردين مفخخين إلى مكاني عبادة في شيكاغو تم اعتراض أحدهما في دبي والثاني في بريطانيا.

إلى ذلك، منعت هولندا طائرات الشحن المقبلة من اليمن من الهبوط في أراضيها، وذلك بعد اكتشاف طردين مفخخين في دبي وبريطانيا الجمعة، حسب ما أعلن جهاز التنسيق الوطني ضد الإرهاب.

وقال متحدث باسم الجهاز هو أدموند ميشايرت: «توصلنا إلى اتفاق مع شركات الطيران والمشرفين على الشحن لتعليق كل عمليات الشحن والرسائل البريدية المشحونة جوا من اليمن إلى هولندا أو عبر هولندا إلى دول أخرى». وأضاف «أنه تدبير وقائي بانتظار اتخاذ قرار أوروبي حول هذه المسألة». وتم الجمعة اعتراض طردين مقبلين من صنعاء إلى أماكن عبادة يهودية في شيكاغو (الولايات المتحدة)، في مطاري دبي وإيست ميدلاندز، وسط إنجلترا.

وأعلنت السلطات الأميركية أن الطردين المفخخين صنعهما - على الأرجح - خبير المتفجرات الذي صنع القنبلة التي استخدمت في محاولة تفجير طائرة رحلة أمستردام - ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي.

وفي الوقت نفسه، شددت السلطات في عدد من الدول على إجراءات الأمن الجوي، وسلطت المؤامرة الضوء على ما بدا أنها ثغرة في أمن الشحن الجوي بما يعرض أرواح الركاب للخطر، بعد أن أكدت شركة الخطوط الجوية القطرية أن طرد دبي الملغوم نقل على واحدة من أسطول طائراتها للركاب من صنعاء عبر الدوحة.

وقالت بريطانيا إنها تعتقد أن المؤامرة دبرها تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، لكنها قالت إنه ليس لديها معلومات عن أن التنظيم يخطط لشن المزيد من الهجمات.

وكإجراء احترازي، قالت بريطانيا إنها قررت حظر حمل حاويات الحبر الخاصة بطابعات الكومبيوتر في الأمتعة التي يحملها الركاب بصحبتهم على متن الطائرات، في حين قالت نيجيريا إنها ستعزز إجراءات التفتيش على البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وخضعت إجراءات الأمن الجوي في نيجيريا، أكثر الدول الأفريقية تعدادا للسكان، للتمحيص بعد إلقاء اللوم في محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة إلى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد، على راكب نيجيري أخفى متفجرات في طيات ملابسه الداخلية. وأعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» مسؤوليته عن المحاولة.

وحظرت وكالة مكافحة الإرهاب الهولندية كل البريد والبضائع المنقولة جوا من اليمن من دخول هولندا. وقالت ألمانيا إنها علقت رحلات الركاب الجوية المقبلة من اليمن وتدرس فرض توسيع حظر على رحلات الشحن إلى دول لم تسمها. وقالت بريطانيا إنها قررت حظر جميع الشحنات الجوية المقبلة من الصومال، إضافة إلى الحظر الذي فرضته في مطلع الأسبوع على رحلات الشحن المقبلة من اليمن.

وفي العام الماضي، اختلفت شركات الشحن مع صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن المطالبة بعمليات تفتيش مائة في المائة للحاويات المنقولة بحرا. وتأجلت خطط لتطبيق تفتيش كامل بدءا من عام 2012.

وقد تواجه شركات الطيران ضغوطا لوضع شحنات أقل على متن طائرات الركاب أو تحسين سبل الحماية من التفجيرات.

وقال خبير أمني إسرائيلي إنه كان سيكون من «المستحيل تقريبا» باستخدام أجهزة أشعة إكس العادية اكتشاف القنبلتين المرسلتين من اليمن.

وقال يوفال أمستردام من شركة «تامار أسكبلوسيف تكنولوجيز»، التي تصنع نماذج لقنابل للتجارب الأمنية: «هيكل الطابعة سميك جدا لدرجة أنه من الصعب جدا تحديد المتفجرات أو المفجر من خلال المسح البصري». وقال فيليب بوم، رئيس تحرير مجلة أمن الطيران العالمي، إن التكنولوجيا الجديدة لن تمنع خطر الهجمات على الطائرات. وقال لـ«رويترز»: «الشيء الوحيد الذي يمنع حدوث مثل هذه الأشياء هو إما حسن الحظ أو الناس».