أبو الغيط: القاهرة لا ترى مشكلة في تأجيل الاستفتاء في السودان.. لأن «الحياة أهم»

قال للسودانيين: إذا كان الانفصال آتيا.. عليكم أن تتجهوا إلى الكونفدرالية

TT

قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري: إن القاهرة «لا ترى مشكلة» في تأجيل موعد الاستفتاء على الانفصال بين شمال السودان وجنوبه «لعدة شهور»، مشددا على أن بلاده تعطي أولوية لـ«أهمية الحياة» على «أهمية موعد الاستفتاء»، في إشارة إلى احتمال اندلاع أعمال العنف إذا لم يتوصل السودانيون إلى اتفاق في نقاط الاختلاف حول عملية الاستفتاء. وحذر من أعمال عنف في حال إقرار الانفصال، معتبرا أنها تؤثر على علاقة السودان بدول الجوار، خاصة مصر، التي يمكن أن تضطرها الظروف إلى استقبال السودانيين، قائلا: «هو وضع مقلق يجب الإعداد له جيدا».

وأشار أبو الغيط، في لقاء له مع أعضاء لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان) أمس، إلى أن الجهد المصري ينصب على تجهيز الأدوار جيدا قبل الاستفتاء وإنهاء المشكلات الخلافية، مؤكدا أنه لا مشكلة إذا تم تأجيل الاستفتاء لعدة شهور، مطالبا السودانيين بأن يضعوا في اعتبارهم أولوية «أهمية الحياة» على أهمية موعد الاستفتاء.

وقال: من ضمن المشكلات في السودان وضع إقليم «أبيي» الزاخر بالثروة البترولية والذي يدخله ملايين البشر في حركة سنوية شمالا وجنوبا مع تغير المناخ وهطول الأمطار.

وأعرب أبو الغيط عن قلق بلاده مع اقتراب موعد الاستفتاء في جنوب السودان في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، في ظل عدم التوصل إلى حلول للمشكلات القائمة ومنها الحدود وتوزيع الثروة، خاصة البترول وتحركات القبائل.

وحذر الوزير من أن الانفصال سيترك «بصمة حادة»، موجها حديثه للسودانيين بأن «يتفقوا من الآن، إذا كان الانفصال آتيا عليكم أن تتجهوا إلى الكونفدرالية».

وأوضح أبو الغيط بقوله: إن مصر تخشى من أن يكون الانفصال متسما ببعض أعمال العنف، ويؤثر على علاقة السودان بدول الجوار، ومصر التي يمكن أن تضطرها الظروف إلى استقبال السودانيين «وهو وضع مقلق يجب الإعداد له جيدا».

وذكر وزير الخارجية أن «مصر لديها ما يقرب من ستة آلاف من جنود القوات المسلحة يعملون على استقرار الأوضاع في السودان، ما بين كتيبتي مشاة ميكانيكي وسرية كاملة للاتصالات، وسرية إشارة، وسرية نقل ثقيل، وسرية مهندسين عسكريين، فضلا عن كتيبة مشاة مكونة من ألف فرد بقوة نيران هائلة في جبال النوبة».

وأشار أبو الغيط إلى أن مصر رصدت مبكرا أن هناك تحديات لحقيقة السودان الموحد، وانطلقت مبكرا لكي تساعد أهل الجنوب على الاختيار الأمثل من وجهة نظرها وهو الوحدة، مشيرا إلى أن مصر وضعت خلال السنوات الأربع الماضية ما يقرب من نصف مليار جنيه في جنوب السودان على هيئة مستشفيات ومدارس ومحطات كهرباء وجامعة، وذلك كله تم بهدوء.

وقال أبو الغيط: إنه إذا كان الاختيار لاتجاه الانفصال، فعلى الأقل تكون لدينا علاقة صداقة متينة، خاصة أنهم أهلنا، سواء في الشمال أو الجنوب.

وأشار أبو الغيط إلى أن السودانيين طلبوا إتاحة الوقت لهم لدراسة الخيار المصري، وتابع: «وإن كان لديهم بعض الحذر».

ووصف أبو الغيط هذه اللحظة بالأخطر في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ عام 1818، وقال: «اليوم نشهد تاريخا جديدا نأمل أن تتم صياغته بأكبر قدر من الهدوء».

وأشار أبو الغيط إلى وجود انعكاسات لأزمة جنوب السودان على إقليم دارفور، داعيا حكومة السودان وأطراف التمرد في الإقليم إلى أن يصلوا إلى اتفاق، بشكل سريع؛ لأنه لو حدث انفجار في الموقف هناك سيكون ضارا للغاية على السودان ومصر، وبالتالي نحن نسعى إلى تهدئة الخواطر والتوصل إلى تسوية.

وتناول وزير الخارجية مسألة تقسيم مياه نهر النيل والاتفاقات التي تحكمها بين دول الحوض التسع، وقال: إن القاهرة فوجئت أن خمسا من الدول التسع قررت أن تمضي في توقيع اتفاق إطاري فيما بينها لإعادة توزيع حصص مياه النيل وإقامة مفوضية تشرف على ذلك، مؤكدا تمسك مصر بحقوقها التاريخية والقانونية المتمثلة في الإخطار المسبق عن أي مشروع والموافقة عليه.

وقال إنه «إذا تخلت مصر عن حقوقها القانونية تكون قد تخلت عن حقها في الحياة، وهذا لا يمكن أن يحدث»، مؤكدا أن مصر لن تتخلى عن ذلك أبدا ولديها من قوة القانون ما يؤمن حقوقها.