وزير خارجية المغرب يبحث تطورات نزاع الصحراء مع نظيرته الإسبانية في مدريد

قبيل جولة جديدة من المفاوضات في ضواحي نيويورك

TT

تصدر ملف نزاع الصحراء مباحثات وزيرة الخارجية الإسبانية الجديدة، ترينيداد خيمينيث، مع نظيرها المغربي، الطيب الفاسي الفهري، التي جرت بينهما أمس في مدريد.

وكان الفاسي الفهري وصل إلى العاصمة الإسبانية أمس في أول زيارة له منذ تعيين خيمينيث رئيسة للدبلوماسية الإسبانية خلفا لمغيل أنخل موراتينوس.

وكان متوقعا أن تقوم الوزيرة خيمينيث بأولى زياراتها خارج بلادها قاصدة الرباط، سيرا على تقليد سنته أول حكومة اشتراكية بقيادة فليبي غونزاليس، عقب عودة الديمقراطية إلى إسبانيا، بيد أن سفرها المفاجئ إلى الأرجنتين لتقديم العزاء في وفاة رئيسها السابق نستور كيرشنر حال دون تحقيق هذا التقليد المتبع، غداة تسلمها مقاليد رئاسة دبلوماسية بلادها. يذكر أن خيمينيث أجرت منذ تعيينها اتصالين هاتفيين مع الوزير الفاسي الفهري.

ويرى المراقبون أن الزيارة الخاطفة للفاسي الفهري لمدريد ليست مرتبطة بالخلاف الناتج عن التوتر الأخير الذي طرأ على العلاقات بين البلدين بسبب الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت في توقيت متزامن في محافظات الصحراء، ومدينة مليلية، التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، على اعتبار أن الفاسي الفهري انتقد بالاسم المراسلين الصحافيين الإسبان المعتمدين في المغرب الذين يحرفون الوقائع وينحازون إلى الطروحات المعادية لبلاده، والتي تصدر عن جبهة البوليساريو. وعزت مصادر مطلعة زيارة الفاسي الفهري إلى مدريد بأنها تهم قضية الصحراء بالدرجة الأولى، وذلك على ضوء الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة المزمع عقدها بين المغرب وجبهة البوليساريو يوم الاثنين المقبل في ضواحي نيويورك.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن انعقاد جولة ثالثة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول نزاع الصحراء في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في إحدى ضواحي نيويورك.

وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، إن هذا الاجتماع الذي سيمتد على يومين سيعقد في «غرين تري» في جزيرة لونغ إيلاند، وسيضم كذلك ممثلين عن الجزائر وموريتانيا، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف نيسيركي أن «حل النزاع في الصحراء الغربية يبقى أولوية لدى الأمم المتحدة، ونأمل أن يكون هذا اللقاء المقبل مثمرا، ويساعد الأطراف على تجاوز المأزق».

ويأتي عقد الجولة الثالثة من المفاوضات عقب نهاية الجولة التي قام بها موفد الأمم المتحدة، كريستوفر روس، إلى المنطقة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان روس يأمل أن تساهم جهوده في تخفيف حدة التوتر بين الأطراف المدعوة للتفاوض، وتليين مواقفها المتصلبة من أجل إحراز تقدم يتيح مد جسور الثقة في المفاوضات التي تتطلع الأمم المتحدة من خلالها إلى إنهاء الصراع في منطقة المغرب العربي على أساس حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف المعنية بالنزاع.

يذكر أن المغرب وجبهة البوليساريو لم يتوصلا خلال اجتماع غير رسمي عقد في فبراير (شباط) الماضي، قرب نيويورك، إلى تجاوز خلافاتهما. وقبل ذلك انعقد اجتماع في أغسطس (آب) 2009 في النمسا دون أن يثمر عن أي نتيجة. وتجدر الإشارة إلى أن خيمينيث أعلنت عقب تعيينها وزيرة للخارجية أن مدريد تسعى إلى إيجاد حل سياسي سلمي متفاوض عليه لنزاع الصحراء في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة، تفضي بشكل من الأشكال إلى تقرير مصير سكان الصحراء. وينتظر أن تقوم خيمينيث في الأيام المقبلة بزيارة للرباط لاستكمال المباحثات وتعميق التعارف مع نظيرها المغربي. وأعلنت خيمينيث والفاسي الفهري أمس في لقاء مع الصحافة أن نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية الإسباني، ألفريدو بيريث روبالكابا، سيزور المغرب في وقت لاحق للإعداد لأشغال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.