الكنيست يناقش سياسة نتنياهو الخارجية.. ويعتبرها السبب في العزلة الدولية

عضو البرلمان: الأميركيون يرون الحكومة كمجموعة سكارى تقود سيارة

TT

فرض الكنيست الإسرائيلي، أمس، نقاشا سياسيا على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بسبب العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل جراء سياسته الخارجية وعجزه عن دفع مفاوضات السلام. ورد نتنياهو على منتقديه بالقول إن الفلسطينيين هم الذين يعرقلون مفاوضات السلام المباشرة، بسبب فرضهم شروطا مسبقة. ولكن الكثير من النواب رفضوا ادعاءاته وقالوا إن سياسته مبنية على التهرب وحذروا من أزمة مع الإدارة الأميركية، خصوصا بعد نتائج الانتخابات.

وكان النقاش في الكنيست قد فرض على نتنياهو فرضا، بعد أن وقع 40 نائبا من المعارضة على طلب بهذا الشأن. وقدم البحث باسمهم النائب رون بار أون، وزير المالية السابق من حزب «كديما»، فقال إن على نتنياهو أن يقرأ جيدا ما يكتب ويقال في الولايات المتحدة عنه وعن سياسته. واقتبس ما كتبه توماس فريدمان، الذي قال «إن القيادة الإسرائيلية تبدو كمجموعة من الأشخاص الذين يقودون سيارة وهم سكارى». ثم لفت نظر نتنياهو إلى تصريحات تنسب إلى رئيس الدولة في إسرائيل نفسها، شيمعون بيريس، الذي دعا إلى وقف المماطلات والتوجه إلى تسوية في موضوع الاستيطان تتيح استئناف المفاوضات، محذرا من أن الوضع الحالي كارثي بالنسبة لإسرائيل. وتعهد بار أون باسم حزبه، أكبر الأحزاب في إسرائيل، بأن يساندوا أي تحرك يخدم قضية السلام.

وقال نائب آخر من هذا الحزب، يوحنان بليسنر، إن نتنياهو فنان في إقامة اللجان. كل موضوع يعجز عن التوصل إلى صيغة مناسبة فيه ويفشل في التصرف إزاءه كقائد قوي، يحيله إلى لجنة. يتهرب من الحسم في أي شيء ويقيم لجنة. وقد أصبح ضروريا أن تقام لجنة تحقيق في تصرفاته، لأنه يفرض عزلة غير مسبوقة على إسرائيل في الساحة الدولية ويتسبب في أزمة مع الولايات المتحدة.

وقال نائب ثالث، زيف بويم، إن نتنياهو بدأ خطأه من اليوم الأول لتشكيل حكومته، عندما عين أفيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية، فحكم بهذا على إسرائيل أن تعيش عزلة. فهذا الوزير «فنان في تدمير العلاقات الجيدة بين إسرائيل والخارج».

وهاجم نتنياهو أعضاء الكنيست ممثلو الأحزاب العربية، الذين شاركوا في الدعوة إلى الجلسة، فاتهموه بخداع المواطنين والسعي الحثيث لإضاعة فرصة التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين. وقال النائب أحمد الطيبي، رئيس القائمة العربية الموحدة للتغيير، إن نتنياهو يضيع الوقت سدى ويمتنع عن الاستجابة إلى أدنى وأبسط الشروط للمفاوضات. ولفت إلى تصريحات ياسر عبد ربه، الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي قال في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية أمس إن نتنياهو حاول التدخل في الانتخابات الأميركية لصالح الحزب الجمهوري وضد الحزب اليدمقراطي حزب الرئيس باراك أوباما، لكي يجد له نصيرا في الكونغرس يساعده على التهرب من مسيرة السلام.

من جهته رد نتنياهو بالقول إن على الإسرائيليين أن يكفوا عن جلد الذات.. «فالفلسطينيون هم المشكلة لأنهم يثبتون يوميا أنهم غير ناضجين للسلام مع إسرائيل». وقال إن القيادة الفلسطينية، بمن في ذلك ما يسمى بالمعتدلين، لم يوافقوا بعد على حق إسرائيل في الوجود كدولة للشعب اليهودي. ولكنهم لا يجاهرون بهذا الموقف ويحاولون التستر عليه من خلال وضعهم شروطا مسبقة على المفاوضات. واتهم نتنياهو المعارضة الإسرائيلية بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين في هذه المعركة وممارسة الضغط على الحكومة لخدمة الفلسطينيين. ونفى أن يكون قد تسبب في أزمة مع الإدارة الأميركية أو أن يكون استغل الانتخابات الأميركية، قائلا إن الأيام والأسابيع المقبلة ستفاجئ أولئك الذين يوجهون له هذه الاتهامات. وقال إنه مسافر إلى الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات حول السبل الكفيلة باستئناف المفاوضات. وامتدح في كلمته أوباما على جهوده لتحقيق السلام وقال إنه سيتعاون معه إلى أقصى حد في سبيل إنجاح نواياه الطيبة. وكان نتنياهو قد حضر إلى الكنيست من جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر في حكومته، وفيه تركز البحث حول «ظواهر التحريض على إسرائيل وغياب ثقافة السلام في السلطة الفلسطينية». وذكر الناطق بلسانه، أوفير جندلمان، أنه تم خلال الجلسة استعراض «مؤشر التحريض وثقافة السلام» الذي تمت صياغته من قبل جهات مختصة في الدوائر الحكومية والأجهزة الأمنية. ويرتكز المؤشر على أربعة محاور مركزية وهي: التحريض المباشر على ارتكاب العنف، وتشجيع أجواء العنف والإرهاب، والتحريض على كره إسرائيل، وعدم تهيئة الرأي العام الفلسطيني إلى السلام. وقرر المجتمعون تخويل الجهات المعنية بمواصلة المراقبة على مكونات هذا المؤشر وبعرضه في منتديات مختلفة في إسرائيل والعالم بهدف «التأثير على السلطة الفلسطينية لتوقف التحريض على ارتكاب العنف».

وقال نتنياهو في هذا الصدد: «إن إحراز السلام التاريخي مع الشعب الفلسطيني يتطلب تغيير نهج السلطة الفلسطينية بحيث يجب عليها أن تعترف بدولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي. لا يوجد في إسرائيل نفي وإنكار للطرف الثاني، ولذلك نتوقع من الفلسطينيين أن يعتنقوا نهج السلام».