استطلاع: الغالبية الفلسطينية ضد التفاوض مع الاستيطان.. ومع حل السلطة إذا فشلت التسوية

شتية لـ«الشرق الأوسط»: إذا استمرت إسرائيل في التنكر لاتفاقاتها فسنتنكر لها أيضا وليفسروها كما يشاؤون

TT

لمح الدكتور محمد شتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفد المفاوضات الفلسطيني، بإمكانية حل السلطة والتنصل من كل الاتفاقات مع إسرائيل كخيار أخير، في حال فشلت كل الخيارات الأخرى التي وضعتها القيادة الفلسطينية كبدائل لتعثر المفاوضات، لكن من دون أن يشير إلى ذلك صراحة.

وكرر شتية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، ما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في أكثر من مناسبة ردا على سؤال حول إمكانية اللجوء لحل السلطة، «لدينا عدة خيارات: الأول العودة إلى طاولة المفاوضات بعد وقف الاستيطان، والثاني الذهاب إلى الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والثالث الذهاب إلى الأمم المتحدة، وهذه خيارات تسلسلية... لكن، نحن نقول إن إسرائيل لم توف التزاماتها وقامت بإلغاء كل الاتفاقات السابقة، كما سحبت الولاية القانونية والجغرافية من السلطة، وإذا ما استمرت في ذلك فإننا أيضا لن نلتزم أي اتفاقات معها، وعلى الجميع أن يفهم ذلك بالطريقة التي تشاءها».

وأظهر استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، أمس، أن غالبية الجمهور الفلسطيني (56.1%) يعارضون استئناف المفاوضات في ظل استئناف أعمال البناء في المستوطنات، وقال (34.3%) إنهم مع حل السلطة حال فشلت جهود السلام، وأيد (31.3%) الإعلان عن الدولة من جانب واحد، واختار (29.7%) تصعيد المقاومة.

وأظهر الاستطلاع أن أغلبية الفلسطينيين (56.2%) يؤيدون توقيع الفصائل على الورقة المصرية. ويربط مراقبون ومثقفون وسياسيون حتى داخل حماس وفي إسرائيل بين الإخفاق في المضي قدما في طريق المفاوضات والتقدم الحاصل في ملف المصالحة. وقالت مصادر إسرائيلية إن أبو مازن «يحاول الهروب من استحقاقات عملية السلام باتجاه المصالحة مع حركة حماس، معتبرة أن ذلك سيترك آثارا خطيرة على الجانبين ومدى التعاون بينهما في مجالات مختلفة». وعقب شتية بقوله: «لا يوجد إطلاقا أي علاقة بين الملفين، فتح تعتبر المصالحة مسألة استراتيجية مثلما تعتبر تحرير فلسطين مسألة استراتيجية». وأضاف: «هذا استحقاق يجب أن يتم بغض النظر عما يدور في مسألة المفاوضات، لكن من دون شك المصالحة تعزز موقفنا في المفاوضات.. أن نذهب موحدين إلى جبهة أفضل من أن نذهب منقسمين». وأضاف: «عندما وقعت فتح على الورقة المصرية، لم تكن هناك مفاوضات». وأردف: «فتح لن تبدأ مصالحة من جديد، إنها تستمر في ما بدأته من قبل، وكل الذي يجري هو محاولة طمأنة حركة حماس لتوقيع ورقة المصالحة».

وفي السياق ذاته، قال غالبية في الاستطلاع، (60.3%)، إنهم يفتقدون بشدة الزعيم الراحل ياسر عرفات في الذكرى السادسة لرحيله. وقال 26.4%، أفتقده إلى حد ما، و(5.4%) لا أفتقده إلى حد ما، (6.3%) لا أفتقده بشدة، وتردد (1.6%) عن إجابة هذا السؤال.

وقال نبيل كوكالي، مدير عام المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي: «رغم مضي 6 سنوات على رحيل القائد الرمز ياسر عرفات، لا يزال الشعب الفلسطيني يفتقد حضوره وزعامته، ولعل ذلك راجع إلى قدرته على رص الصفوف تحت قيادته، وما حصل من الانقسام الداخلي بين حماس وفتح، فمرده إلى عدم وجود شخصية قيادية قادرة على إعادة الوحدة، هذا جعلهم يفتقدون الرئيس عرفات».

وتثق الأغلبية (50.2%) أكثر بقيادة حركة فتح، مقابل نحو (24%) بحماس، و(21.8%) لا يثقون بالقيادتين، وتردد (3.5%) في إجابة السؤال. وبالنسبة لقيادة أبو مازن قال (42.3%) من الجمهور الفلسطيني إنهم راضون عن الطريقة التي يدير بها وظيفته كرئيس للسلطة مقابل (44.7%) غير معجبين بها، وامتناع (%12.1).

وتطرق الاستطلاع إلى رأي الفلسطينيين في سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما وفي الانتخابات النصفية للكونغرس. وحول سؤال: إلى أي مدى تؤثر انتخابات أعضاء الكونغرس النصفية على عملية السلام؟ أجاب نحو (26%): تؤثر بشدة، و(18.9%): تؤثر إلى حد ما، و(22.3%): لا تؤثر إلى حد ما، و(19.3%): لا تؤثر أبدا، و(10.2%) أجابوا لا يعرفون. أما حول سياسية أوباما، فقال (15.0%) إنهم متفائلون بسياسته في الشرق الأوسط، و(50.7%) لا متفائلون ولا متشائمون، و(34.3%) متشائمون.

وردا على سؤال حول الموقف من نشر قوات متعددة الجنسيات في الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من الحل، أيد الفكرة بشدة (13.0%)، وإلى حد ما (33.2%)، مقابل (%20.7) لا يؤيدها إلى حد ما، و(28.7%) يعارضها بشدة.

وأجري الاستطلاع خلال الفترة ما بين 22 - 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وشمل عينة عشوائية من 1005 أشخاص، يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، أعمارهم 18 عاما فما فوق.