مقرب من عبد المهدي لـ«الشرق الأوسط»: أبلغ الأسد بضرورة تفعيل مبادرة خادم الحرمين

الأمين العام للجامعة العربية: إنها إيجابية * زيباري: مبادرة خير جاءت لخدمة الشعب العراقي لكنها لم تصلنا رسميا

الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلا نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أمس (إ.ب.أ)
TT

كشف مصدر مقرب من الدكتور عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية العراقي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، عن أن عبد المهدي بحث خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس «ضرورة تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الساعية إلى جمع الأطراف السياسية العراقية في الرياض بعد موسم الحج وتحت مظلة جامعة الدول العربية».

وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق إلى أن عبد المهدي «أبلغ الرئيس السوري أهمية هذه المبادرة التي لا تتعارض مع مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني». وقال: إن عبد المهدي، مرشح الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم لرئاسة الحكومة المقبلة «بحث مع الرئيس الأسد آخر مستجدات الوضع السياسي، وجدد عدم مشاركة المجلس الأعلى الإسلامي في حكومة يشكلها نوري المالكي (زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الحكومة المنتهية ولايتها)، وأنه يجد في مبادرة العاهل السعودي مخرجا للأزمة السياسية في العراق»، واصفا هذه المبادرة بـ«الكريمة والحريصة على الشعب العراقي والمخلصة».

وفي تصريحات بعد لقائه الأسد ونائبه فاروق الشرع، وصف عبد المهدي اللقاء مع الرئيس السوري بـ«الممتاز»، مشيرا إلى أن لسورية «دورا كبيرا في إيجاد حل للمسألة العراقية بالتشاور مع الأطراف العراقية والإقليمية»، لافتا إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي قال إن «هناك ردودا إيجابية في الأوساط العراقية والإقليمية حولها». وأكد عبد المهدي «أن الحكومة المطلوب تشكيلها في العراق هي حكومة شراكة وطنية.. والحكومة يجب أن تكون ناجحة ولا تعيد تجربة الأعوام الأربعة الماضية».

إلى ذلك، دعا الرئيس السوري إلى الإسراع في تشكيل «حكومة وحدة وطنية تحظى بتأييد الشعب العراقي ليكون باستطاعتها إعادة الأمن والاستقرار للعراق» مجددا دعم سورية «لكل ما يتوافق عليه العراقيون». وأدان الأسد «بشدة» التفجيرات التي استهدفت بغداد أول من أمس وحادثة كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد الأحد الماضي، معربا عن «وقوف سورية إلى جانب الشعب العراقي في مواجهة الإرهاب».

وفي بغداد، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي أمس: «تلقينا باهتمام كبير المبادرة الكريمة لملك السعودية، وهي مبادرة خير، ومبادرة طيبة، ونصفها بأنها مبادرة حسن نوايا جاءت لخدمة الشعب». وأوضح زيباري في مؤتمر صحافي: «يدرك العرب والسعودية أن تشكيل الحكومة شأن داخلي، لكن هذه المبادرة قد تساعد في حث القيادات العراقية على أن تكون أكثر إيجابية». لكنه استدرك قائلا: «إننا في الحكومة تفاجأنا بالمبادرة، لأنه لم يجر الإعداد لها مسبقا، وسمعنا عنها عن طريق الإعلام» مؤكدا أنه «لم يصلنا خطاب رسمي».

من جهته، وصف عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، المبادرة السعودية بـ«الإيجابية». وحول الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية أوضح موسى أنه أجرى مشاورات هاتفية مع الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، لبحث هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه هاتف أمس رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ووزير الخارجية زيباري، كما أجرى اتصالا آخر أول من أمس مع عبد المهدي وسيتصل بالرئيس العراقي جلال طالباني. وقال إنه التقى في هذا الخصوص أيضا، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق برهم صالح.