«القاعدة» في العراق: المهلة انتهت.. وكل المسيحيين أصبحوا أهدافا مشروعة

المالكي يقول إن التفجيرات «سياسية بامتياز».. ورئاسة كردستان تحذر من مخطط لـ«حرق العراق»

عنصرا أمن عراقيان يحرسان كنيسة في البصرة أمس (أ.ب)
TT

أكد تنظيم القاعدة في العراق أن المسيحيين أصبحوا «أهدافا مشروعة للمجاهدين» بعد انتهاء مهلته التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لإطلاق سراح سيدتين. وكانت «دولة العراق الإسلامية» أمهلت الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة للإفراج عن مسيحيتين قبطيتين اعتنقتا الإسلام و«مأسورتين في سجون أديرة» في البلاد وذلك عند تبنيها الاعتداء الذي استهدف كنيسة في بغداد الأحد الماضي.

وقال البيان «انتهت المهلة.. لتبيان حال أخواتنا المأسورات وإطلاق سراحهن ولم نسمع من هؤلاء ولا من غيرهم ممن شملهم الإنذار إلا ما يثبت تواطؤهم جميعا على حرب الإسلام»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن موقع «سايت» الإلكتروني الذي يرصد المواقع الأصولية. وأضاف البيان «لذا فإن وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية تعلن أن كل المراكز والمنظمات والهيئات النصرانية، رؤوسا وأتباعا، هي أهداف مشروعة للمجاهدين حيثما طالته أيديهم».

وكانت شائعات واسعة سرت حول اعتناق وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته، وهما زوجتا قسين ينتميان إلى الكنيسة القبطية، الإسلام؛ الأولى في 2004 والثانية في يوليو (تموز) 2010. ويقول بعض الناشطين المسلمين إنهما ممنوعتان من الخروج من محل إقامتهما الذي تعرفه الكنيسة وحدها منذ أن قامت أجهزة الأمن بإعادتهما بـ«القوة» إليها. ويؤكد الأقباط من جهتهم أنه تم إرغام السيدتين على اعتناق الإسلام وأن كلا منهما تركت منزل الزوجية بسبب خلافات أسرية شخصية.

وحول الاعتداء على كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد مساء الأحد، قال البيان إن خمسة من مسلحي التنظيم نفذوها. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن 46 مدنيا وسبعة من عناصر الأمن قتلوا وأصيب 60 آخرون بجروح عندما تدخلت قوات الأمن العراقية لتحرير رهائن احتجزوا داخل الكاتدرائية التابعة للسريان الكاثوليك.

وأثار بيان «القاعدة» مخاوف في الوسط المسيحي في العراق. وقال المطران الكلداني شليمون وردوني «هذا أمر سلبي جدا وبالغ السوء لشعبنا (المسيحيين)». وأضاف أن «هذا التهديد قد يعرضهم للأذى ويمكن أن يجبرهم أيضا على مغادرة البلاد»، لكنه أضاف «يجب أن نكون أقوياء وعلى استعداد لكل شيء». وبدوره، اعترف حازم جرجيس (45 عاما) الأستاذ في جامعة الموصل، التي تعرضت فيها الطائفة المسيحية إلى هجمات متكررة، بالشعور بالخوف من التهديدات الجديدة. وقال «نشعر بالخوف كمكون مسيحي من خلال عودة حملات الاستهداف على أبناء شعبنا».

ويأتي بيان «القاعدة» غداة سلسلة من الهجمات تعرضت لها أول من أمس مناطق متفرقة من بغداد أسفرت عن مقتل أكثر من ستين شخصا. واستهدفت الهجمات، التي وقع معظمها في مناطق ذات غالبية شيعية، مطاعم ومقاهي شعبية، بالإضافة إلى سقوط عدد من قذائف الهاون. وأعلن وزير الصحة العراقي، صالح الحسناوي، مقتل 64 شخصا وإصابة 360 في الهجمات التي لم تتبن أي جماعة مسؤوليتها عنها.

ووصف رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، التفجيرات بأنها «تفجيرات سياسية بامتياز هدفها تعطيل تشكيل الحكومة، وهي محاولة مفضوحة لإثارة الفتنة الطائفية وتمزيق الوحدة الوطنية».

من جانبه، طالب القيادي البارز في القائمة العراقية أسامة النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بإيجاد حل سريع للعملية الأمنية العراقية وإعادة النظر بالخطط والقيادات الأمنية، من ضمنهم الوزراء والقيادات الكبيرة، وقال «إن الأمر لم يعد يحتمل لأن البلد يمر بخرق خطير وعميق، يتطلب وقفة من كل الكتل لمعالجة الأمر وإنقاذ البلاد من الأزمة والمأزق والمنحدر الذي يهدد مستقبله».

وفي السياق نفسه أعلن الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد، اللواء قاسم عطا، أن هناك معلومات وردت لقيادة عمليات بغداد، كشفت عن نية الإرهابيين تكثيف عملياتهم العسكرية مع قرب تشكيل الحكومة. متهما في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ما سماه بـ«تحالف البعث والقاعدة» بتنفيذ هذه العمليات.

بدورها، أعلنت رئاسة إقليم كردستان عن استنكارها الشديد للهجمات التي وقعت الثلاثاء وما سبقها من هجوم على كنيسة «سيدة النجاة» وقالت «مما لا شك فيه أن الإرهابيين وقوى الشر ومن يناصرهم يريدون إبادة وحرق كل ما ينبض بالخير والقيم السمحاء». وأضافت «ولكن الغريب هذه المرة أنهم باتوا يصولون ويجولون في البلاد دون خوف أو رادع، وإلا كيف تسنى لهم تفجير كل هذا العدد الهائل من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وقصف الأحياء السكنية بالصواريخ في يوم واحد؟». كما أعلنت الرئاسة «عن استعداد كافة المستشفيات والمراكز الطبية والصحية في إقليم كردستان لاستقبال المصابين وتقديم كل الإمكانات المتاحة من أجل العناية به».