خفر سواحل أوروبي ينتشر على الحدود بين اليونان وتركيا لمراقبة تدفق المهاجرين

جدل في ألمانيا حول تسرب الأجانب من التعليم أحد أسباب قضية الاندماج

ثيو تسفانتسايجر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، وماريا بومر مفوضة الهجرة الألمانية يتحدثان لمهاجرة قبيل انعقاد «قمة الاندماج»، أمس، في دار المستشارية ببرلين والتي تعقد سنويا (رويترز)
TT

بدأ خفر سواحل تابعون لـ26 دولة أوروبية في الوصول إلى أوريستيادا في شمال شرقي اليونان للمساعدة على مكافحة تدفق المهاجرين إلى تركيا، حسب ما أعلنته الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية (فرونتكس).

وسينفذ خفر السواحل الذين تدير تحركاتهم الشرطة اليونانية عمليات مراقبة للحدود حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول)، وكشف للمهاجرين غير الشرعيين، أملا في القضاء على موجة هجرة تظهر اليونان قصورا في التصدي لها.

وفي المجمل، من المفترض أن يبدأ 170 من خفر السواحل في العمل، اعتبارا من اليوم الخميس، حسب ما أفاد به المتحدث باسم «فرونتكس» ميشال بارزيتشيك، في اتصال هاتفي من أثينا. ومع إرسالها 351 شرطيا، تشكل ألمانيا المساهم الرئيسي في هذه الفرق، للتدخل السريع على الحدود، التي تنشر للمرة الأولى في بلد ضمن الاتحاد الأوروبي. وأرسلت فرنسا 17 شرطيا. وقال بارزيتشيك: «نريد أن يتم التعرف على جميع الذين يجتازون الحدود، ونريد أن يكون تدفق المهاجرين تحت السيطرة». وأوضح أن بصمات المهاجرين سيتم تسجيلها، مشيرا إلى أن هؤلاء لن يتم إرسالهم مباشرة إلى تركيا، بل سيخضعون للاستجواب بهدف معرفة بلدهم الأم قبل ترحيلهم.

وقال: «ربما سيكون لهذه الحركة أثر رادع». وبحسب «فرونتكس»، فإن أكثر من 40 ألفا و997 شخصا تم اعتراضهم على حدود الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2010 دخلوا عبر اليونان. وغالبيتهم الساحقة تتشكل من لاجئين اقتصاديين تستغلهم شبكات الاتجار بالبشر. ومنذ أغسطس (آب) يقوم 200 إلى 350 شخصا باجتياز الحدود البرية بين اليونان وتركيا كل يوم. وطلبت أثينا مؤخرا مساعدة الاتحاد الأوروبي لمعاونتها على التصدي لهذه الموجة. إلى ذلك، يتواصل الجدل في ألمانيا حول قضية اندماج الأجانب، حيث طالبت الحكومة الألمانية، الولايات المختلفة ببذل المزيد من الجهد لخفض أعداد أبناء المهاجرين الذين يتسربون من التعليم.

يأتي هذا قبيل انعقاد «قمة الاندماج» في دار المستشارية في برلين أمس، التي تعقد سنويا منذ عام 2006. وقالت مفوضة شؤون الاندماج في الحكومة الألمانية ماريا بومر، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «تعهدت (حكومات) الولايات بالعمل على خفض معدلات التسرب من المدارس بين الأطفال الأجانب، لتصل إلى مستواها نفسه بين الأطفال الألمان».

وتقدر نسبة التسرب من المدارس بين أبناء المهاجرين في ألمانيا بـ13 في المائة، فيما تبلغ سبعة في المائة فقط بين الأطفال الألمان. وانتقدت ميركل أيضا هذا الأمر، وقالت في تصريحات نشرتها صحيفة «باساور نويه بريسه» الصادرة أمس: «معدل تسرب أبناء المهاجرين من المدارس في ألمانيا يبلغ ضعف المعدل نفسه بين الأطفال الألمان، كما أن نسبة حصول الشباب الأجانب على تدريب مهني، نصف نسبتها بين الشباب الألمان، ولذلك فإن نسبة الحاصلين على إعانات البطالة بين المهاجرين أكبر منها بين الألمان، وهو أمر يجب أن يتغير».

من جهتها دعت وزيرة التعليم الألمانية أنيتا شافان، إلى جذب المزيد من القوى العاملة المتخصصة من خارج ألمانيا وقالت: «أتمنى أن تخرج قمة الاندماج بإشارة مفادها أن ألمانيا بلد مفتوح على العالم».

وأضافت الوزيرة في تصريحات لصحيفة «هامبورجر آبندبلات»: «يجب أن تكون ألمانيا جاذبة للمواهب من كل العالم».