نعمان بن عثمان لـ«الشرق الأوسط»: «صدى الملاحم» الذراع الإعلامية لـ«قاعدة» اليمن

إعداد سموم بيولوجية وصنع قنابل ومتفجرات في المنزل والتفجير عن بعد باستخدام الجوال في موقع أصولي

لقطة من مشاركات منتدى «العدة والإعداد» بموقع «شموخ الإسلام» القريب من «القاعدة» («الشرق الأوسط»)
TT

مسألة الترويج للعنف والإرهاب على شبكة الإنترنت لم تكن يوما غائبة بالطبع عن اهتمام أجهزة الأمن، لكن الاهتمام بها ازداد في شكل لافت منذ فشل مؤامرة لتفجير طائرة مدنية أميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على يد الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي تأثر بأنور العولقي الناشط اليمني - الأميركي الذي يختبئ حاليا في اليمن ويروج من هناك لتنظيم القاعدة في خطبه على شبكة الإنترنت. ويشكل التعاطي مع المواقع التي تروج لتنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت هاجسا للحكومات في أنحاء العالم، في ظل غياب للتشريعات الموحدة التي تحدد بوضوح طريقة التعامل مع المواقع التي تخرق القوانين.

وقبل أيام فقط، لمح الأمين العام لجهاز الشرطة الدولية (إنتربول)، رونالد نوبل، إلى أن مواقع المتطرفين ارتفعت من مجرد 12 موقعا عام 1998 إلى 4500 موقع عام 2006.

هذا وقد تناول الباحث محمد علي موسوي، من معهد كويليام البريطاني لمكافحة التطرف، هذا الموضوع في دراسة معمقة أصدرها في 27 سبتمبر (أيلول)، حيث تناول فيها تحديدا، فحوى المواد التي تنشر على مواقع الجهاديين على شبكة الإنترنت، محاولا تحديد مرجعياتهم الفكرية والمسائل التي تثير اهتماماتهم وردود أفعالهم.

من جهته، كشف الباحث الليبي نعمان بن عثمان، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وكبير المحللين في معهد كويليام لمكافحة التطرف، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، عن أن «قاعدة» اليمن لم تتوقف منذ عامين عن إصدار البيانات عبر مجلة «صدى الملاحم»، إضافة إلى إصدار مجلة «انسباير» بالإنجليزية، وقد صدر منها العدد الثاني ويكتب فيها أنور العولقي المطلوب أميركيا، وكذلك عزام الأميركي وعدد آخر من قيادات «القاعدة»، والمجلة موجهة إلى الأوروبيين لأنها تكتب بلغتهم. وأوضح بن عثمان الخبير في مكافحة الإرهاب أن «صدى الملاحم» بالنسبة إلى «قاعدة» اليمن باتت اليوم أشبه بـ«السحاب» الذراع الإعلامية لـ«القاعدة» حول العالم وصوت بن لادن وأيمن الظواهري على الشبكة العنكبوتية. وقال بن عثمان إن العدد الثامن من مجلة «صدى الملاحم» الصادر في مارس (آذار) 2009 أكد على أن أي بيان لم يصدر عن «مؤسسة الملاحم» أو «مركز الفجر الإعلامي» لا يمت لـ«القاعدة في جزيرة العرب» بأي صلة، أي أنه، في أدبيات الجهاديين، يعتبر «اللجنة الإعلامية» لـ«قاعدة» اليمن. وركزت دراسة «كويليام لمكافحة التطرف» التي حملت عنوان «التهليل لأسامة.. كيف يستخدم الجهاديون المنتديات الحوارية على الإنترنت؟»، على المنتديات باللغة العربية فقط لكونها المنبر الأساسي الذي تروج فيه لآيديولوجيا «القاعدة». ومرد ذلك بالطبع إلى أن هذا التنظيم ليس لديه موقع رسمي ينطق باسمه، فاستعاض عن ذلك بمواقع تروج له وتنشر بياناته وبيانات فروعه في أنحاء العالم.

وأوردت هذه الدراسة لائحة بأبرز المنتديات التي تروج لـ«القاعدة» (على رأسها منتديات «الفلوجة» و«شموخ الإسلام») وعدد المشتركين فيها، ملاحظة أن هناك توجهين مختلفين في المواقع المحسوبة على «القاعدة»، «يعكسان الانقسامات الحالية بين مؤيدي (هذا) التنظيم»؛ التيار الأول هو التقليدي الذي يضم المشاركين في المنتديات ممن يتبعون الآيديولوجية التي يعبر عنها قادة «القاعدة» مثل أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري. وفي منتدى «العدة والإعداد» بموقع «شموخ الإسلام» أمس كان هناك نقاشات لا تنقطع بين الأصوليين حول إعداد سموم بيولوجية، وصنع قنابل ومتفجرات، والتفجير عن بعد باستخدام الجوال، ودورات لإعداد متفجرات «سيمتكس» وتبادل أفكار بين الإسلاميين حول كيفية اقتحام قاعدة باغرام الأميركية الحصينة في أفغانستان. ورغم أن بريطانيا دعت الأسبوع الماضي الولايات المتحدة إلى إغلاق مواقع على الإنترنت يستخدمها متطرفون وحثت على مزيد من تضافر الجهود لإحباط تهديدات المتشددين قبل اللجوء إلى الحرب، وعبر مسؤولون بريطانيون عن قلقهم من السماح بمواقع يستخدمها متطرفون مثل رجل الدين أنور العولقي لتجنيد قوات مناهضة للغرب، فإن نعمان بن عثمان، كبير المحللين في «كويليام»، يرى على العكس أن الكثير من مواقع الأصوليين القريبة من «القاعدة» تمثل قيمة استخباراتية لا تقدر بثمن لما تحتويه من معلومات غاية في الأهمية. ودافعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نهجها باعتباره يعبر عن التوازن المناسب بين المصالح المتنافسة، ومنها استخدام مثل هذه المواقع كمصدر للمخابرات وكنموذج لحرية استخدام الإنترنت الذي يمكن أن يقلل في نهاية المطاف من التطرف السياسي العنيف.

وفيما يلي عرض لأفكار عامة لهجمات جرت مناقشتها في الآونة الأخيرة في غرف دردشة ومواقع على الإنترنت خاصة بالمتشددين ومحمية بكلمات سرية بحسب تقارير معهد «سايت»، مقره الولايات المتحدة، الذي يرصد مواقع الإرهاب، ومنها: نقل المتفجرات عبر نقاط التفتيش، وتصنيع مادة «سيمتكس»، وهي متفجرات بلاستيكية، بعد أن أشار عضو في منتدى «شموخ الإسلام» إلى صعوبة اكتشافها بواسطة الأجهزة الحديثة للكشف عن المتفجرات. وبدأت المناقشة في 16 أكتوبر (تشرين الأول) وشارك فيها بصفة أساسية متشددون يتحدثون العربية حاولوا ترجمة كتيب باللغة الإنجليزية عن «سيمتكس» إلى اللغة العربية.