الطرود المفخخة مرسلة إلى شخصيتين تاريخيتين مكروهتين لدى المسلمين

المدعي اليمني: العولقي شخص يميل للشر ولا ضمير له ولا دين ولا شرع

مواطن يمني يمر أمام مكتب أرامكس للشحن الجوي في العاصمة صنعاء أمس (أ.ب)
TT

كانت للإرهابيين المحتملين في اليمن لمحة ساخرة عندما أرسلوا الطردين المفخخين إلى شيكاغو خلال الأسبوع الماضي، حيث بعثوا بهما إلى شخصيتين تاريخيتين لهما سمعة سيئة في تاريخ الشرق الأوسط المتعلق باضطهاد المسلمين.

أُرسل أحد الطردين إلى دييغو ديزا، وهو رجل اشتهر بوحشيته في تنفيذ مهامه ككبير المحققين إبان محاكم التفتيش الإسبانية خلف توماس دي توركيمادا في هذا المنصب. وأرسل الطرد الثاني إلى رينالد كراك، وهو اسم آخر لرينالد من شاتيلون، وهو فارس جاء مع الحملة الصليبية الثانية (يعرف باسم أرناط) وقتل حجاجا مسلمين، وفي النهاية قطعت رقبته على يد صلاح الدين الأيوبي.

وعلى ضوء إرسال الطردين إلى شخصين ماتا قبل مئات السنين، يعتقد محققون داخل ثلاث قارات أن الطردين المفخخين - وكل منهما عبارة عن خرطوشة طابعة معبأة بمواد متفجرة أرسلت عبر «فيدكس» و«يونايتد بارسل سيرفيس» - كان مقررا لهما أن ينفجرا قبل وصولهما إلى شيكاغو.

وفي الوقت الذي يواجه فيه اليمن ضغوطا من أجل اتخاذ إجراءات ضد تنظيم القاعدة، وجه مدعون في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الثلاثاء اتهامات لأنور العولقي، وهو رجل راديكالي أميركي المولد، وبدأوا في عمل محاكمة غيابية له. ويعيش العولقي حاليا في الخفاء، ويعمل على تجنيد عناصر جديدة لتنظيم القاعدة إلى جانب قيامه بدعاية للتنظيم.

ولم يتم الربط بين العولقي (39 عاما) ومؤامرة الطرود بصورة مباشرة حتى الآن، لكن يعتقد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أنه يلعب دورا مهما ومتناميا في عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي.

ووصف المدعي الرئيسي علي الصانع، العولقي بأنه شخص «كان يرتاد بالأمس الحانات وصالات الديسكو في أميركا» لكنه الآن «يدفع إلى إراقة دماء الأجانب والقوات الأمنية»، بحسب ما أفاد به بيان. وأضاف أن العولقي قيادي في تنظيم القاعدة و«شخص يميل للشر ولا ضمير له ولا دين ولا شرع».

واتُهم أنور العولقي، بالإضافة إلى قريبه عثمان العولقي (هارب)، وهشام محمد عاصم الذي كان حاضرا في المحكمة «بتشكيل مجموعة مسلحة تسعى إلى القيام بأعمال إجرامية تستهدف أجانب» كجزء من تنظيم «القاعدة». ويُتهم عاصم (19 عاما)، وهو حارس أمني، بإطلاق النيران على مهندس فرنسي في أكتوبر (تشرين الأول) داخل مقر شركة النفط النمساوية «أو إم في» داخل صنعاء.

وقد تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر الهاتف مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في ما يتعلق بالمؤامرة وأمن الشحن الجوي والحملة التي تستهدف تنظيم «القاعدة». وأثنى مسؤولون أميركيون على الرئيس اليمني لأنه عزز من الضغوط على التنظيم خلال العام الماضي على الرغم من أن الولايات المتحدة نفذت أربع هجمات صاروخية على الأقل ضد معسكرات يشتبه في أنها تابعة لتنظيم القاعدة.

وقال مسؤول في الإدارة يوم الثلاثاء إن الحكومة وسعت من عملية مسح الشحن «عالية المخاطر» المتجه إلى الولايات المتحدة بعد «تجربة» المادة المشتبه فيها التي أرسلت من اليمن إلى شيكاغو في سبتمبر (أيلول). ويقول مسؤولون إن الحادث أعطى إشارات إلى أسلوب إرهابي جديد يستخدمه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن من غير الواضح ما إذا كان الفحص المعدل الذي أجري في سبتمبر (أيلول) ساعد المحققين على العثور على الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن إلى عناوين داخل شيكاغو أم لا.

ويقول مسؤول بارز في الإدارة «في كل مرة نحصل فيها على معلومات استخباراتية جديدة، يكون لها دور في تقييمنا للتهديد وفي إجراءات مكافحة الإرهاب والإجراءات الأمنية التي نتخذها». وبغض النظر عمن يقف وراء الطرد فإن لديه فهما للتاريخ. وحسب ما ذكره أكاديميون متخصصون في الحملات الصليبية فقد ذهب رينالد (أرناط) إلى الشرق الأوسط في النصف الأول من القرن الثاني عشر، وتمكن من احتلال مكانة بارزة من خلال زيجتين استراتيجيتين، واشتهر بعد أن قام بقتل حجاج مسلمين بصورة وحشية وهم في طريقهم إلى مكة. وقال ألفريد أندرا، وهو أستاذ متفرغ في جامعة فرمونت ورئيس رابطة التاريخ العالمية «معروف في التراث الشعبي الإسلامي بأنه شخصية وحشية». وبعد هزيمته في معركة حطين عام 1187 قطع صلاح الدين الأيوبي رقبة أرناط، وجاب الناس برأسه شوارع دمشق.

* خدمة «نيويورك تايمز»