أعلنت الحكومة البريطانية أمس أنه تم إلقاء القبض على أحد المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة في اليمن، الذي يعتقد أنه كان وراء المخطط لتفجير طائرة شحن في بريطانيا في وقت سابق من هذا العام. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إن المشتبه به، الذي لم تذكر اسمه، تم إلقاء القبض عليه في فبراير (شباط) الماضي للاشتباه في تخطيطه لشن هجوم في بريطانيا. ووفقا لما ذكرته وكالة «برس أسوسيشن» فإن مصادر أمنية قالت إن الرجل الذي أشارت إليه ماي يعتقد أنه خبير كومبيوتر بنغلاديشي المولد، من المقرر أن يمثل للمحاكمة في لندن خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وقالت ماي إن المشتبه به عضو في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي يعتقد أنه وراء محاولة التفجير التي وقعت الأسبوع الماضي. جاء ذلك في كلمة عن الإرهاب ألقتها ماي في معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن. ولم تدلِ الوزيرة بمزيد من التفاصيل، لكنها قالت إنه من المرجح أن يكون متطرفون بريطانيون سافروا إلى الصومال للقتال، «سيعودون ويسعون إلى شن عمليات قتل جماعية في شوارع لندن». وأضافت أن «أحداث الأسبوع الماضي تظهر من جديد أنه لا يمكننا القضاء بالكامل على تهديد اعتداء إرهابي، لكن بإمكاننا التخفيف من المخاطر. وهذا ما تتركز عليه كل برامجنا وجهودنا». ولا يزال غير واضح كيف اعتقل العضو المفترض في «القاعدة» وما إذا كان أودع السجن أو يخضع لمحاكمة.وكان قد عثر على مواد تفجيرية في طابعات على متن طائرات شحن متجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية في مطارات في بريطانيا ودبي. وقالت ماي في خطاب حول استراتيجية مكافحة الإرهاب في لندن: «ألقي القبض على أحد أفراد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في وقت سابق من هذا العام. ويعتقد أنه كان يخطط لشن هجوم إرهابي في البلاد». وأضافت أنه «من المرجح أن تستمر مثل هذه التهديدات». وقالت المصادر الأمنية في لندن إنه يُعتقد أن الرجل هو رجب كريم، يعمل خبير كومبيوتر مع شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتش إير ويز»، وتم إلقاء القبض عليه في 25 فبراير الماضي. ومن المقرر أن يمثل كريم (30 عاما) أمام محكمة وولويتش كراون في لندن خلال شهر يناير المقبل لاتهامه بالتخطيط لشن تفجيرات انتحارية. ويتهم كريم المولود في بنغلاديش وكان يعيش في نيوكاسيل بأنه يمثل خلية نائمة مكونة من رجل واحد اخترق شركة الطيران في إطار خططه.
وأضافت المصادر أن شرطة مكافحة الإرهاب أجرت تحقيقات بشأن الروابط المشتبه بها بينه وبين بلاده وباكستان واليمن. وفي بروكسل أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستعقد الجمعة اجتماع خبراء في مجال الأمن الجوي والمتفجرات لتقييم الردود الضرورية على المخاطر الإرهابية التي شكلتها الطرود المفخخة التي أرسلت من اليونان واليمن. وأعلن ميشال سيركون الناطق باسم المفوضية المكلف الشؤون الداخلية أن اجتماع الخبراء الذي تعقده المفوضية الأوروبية والرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي سيدرس الردود الضرورية والتعديلات المحتملة على القوانين السارية. وأوضح أن خبراء في شبكة رصد المتفجرات سيشاركون في الاجتماع. من جانب آخر أضاف أن المفوضية الأوروبية تعمل بتعاون وثيق مع الكثير من الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا حول هذه القضايا. وأكد المتحدث أن القوانين السارية حاليا على الصعيد الأوروبي تخص فقط الطرود المرسلة من أحد البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقال: «في هذه المرحلة، وبحسب علمي، ليس هناك اقتراح لتعليق البريد الوارد من أحد البلدان»، مقرا باحتمال مناقشة إجراء من هذا القبيل.