500 مليون دولار لتوسعة السفارة الأميركية في أفغانستان

«إيساف» ترصد تغييرا في اتجاه سير الحرب

رسم هندسي لمشروع السفارة الأميركية في العاصمة الافغانية كابل
TT

خصصت وزارة الخارجية الأميركية عقدا تتجاوز قيمته 500 مليون دولار لتوسعة سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل، وهو مشروع تقول إنه سيوفر مئات الوظائف ويعكس التزامها تجاه أفغانستان. وقالت السفارة الأميركية في كابل إن شركة الإنشاء الأميركية «كادل كونستركشن» فازت بالعقد البالغة قيمته 511 مليون دولار من إدارة عمليات البناء الخارجية بوزارة الخارجية الأميركية لبناء ملحق إضافي لمكتب المحفوظات وتوسعة المساكن الدائمة.

وأضافت أن العقد سيوفر أكثر من 1500 فرصة عمل محلية ويضخ نحو 200 مليون دولار في الاقتصاد الأفغاني من خلال وظائف ومشتريات مواد البناء والنقل وتأجير العقارات. يأتي إعلان أمس على غرار سلوك الولايات المتحدة في العراق، حيث أعلنت عن خططها لإنشاء سفارة ضخمة جديدة في بغداد في 2007، وهي خطوة اعتبرت أيضا رمزا لتحولها من قوة غازية إلى حليف لحكومة سيادية. والسفارة الأميركية في كابل تشغل بالفعل مجمعا ضخما في موقع بارز بالمدينة تتضاءل أمامه البعثات الدبلوماسية الأخرى. كما أن للسفارة شديدة التحصين طريقا خاصا يربطها بمقر حلف شمال الأطلسي بالبلاد وقصر الرئيس حميد كرزاي.

وحصلت «كادل كونستركشن» ومقرها ولاية ألاباما الأميركية على كثير من العقود من الحكومة والجيش الأميركيين حيث شيدت عدة سفارات وقنصليات وقاعات محاكم وسجون.

إلى ذلك، صرح متحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان بأن القوة ترصد الآن تغييرا في اتجاه سير الحرب في المعاقل الجنوبية لطالبان، أي في أقاليم قندهار وهلمند بعد فرض ضغوط هائلة على المسلحين. وقال الجنرال جوزيف بلوتز لوكالة الأنباء الألمانية: «أعداد ونفوذ طالبان في تراجع الآن، ليس في سائر أنحاء البلاد، ولكنه واضح في بعض المناطق». وأضاف الجنرال بلوتز قبل أسبوعين من قمة حلف الأطلسي المقررة في لشبونة أن القوة الدولية «منحت أولوية نوعية وكمية لإقليمي هلمند وقندهار، ويمكننا الآن أن نعلن أنه يوجد حقا تغيير في اتجاه سير الحرب». وتابع بلوتز أن القوات الأجنبية تملك الآن «الأموال اللازمة، والفرص والموارد والهياكل والمفاهيم التي نحتاجها دوما، لكن كنا نفتقر إليها حتى الآونة الأخيرة»، وأضاف: «نحن الآن في وضع لم نكن فيه منذ أواخر عام 2001»، وهو العام الذي أطيح فيه بحكومة طالبان. وقال بلوتز: «نحن الآن نشهد فقط ما يمكن للمرء أن ينجزه عندما تتوافر لديه الأدوات التي يحتاجها بالفعل». وتابع القول إن الاستثمارات المدنية، ومشروعات إعادة الإعمار، والتزام المجتمع الدولي سياسيا، جميعها شهدت طفرة.

وأوضح المسؤول العسكري أن زيادة حجم الخسائر البشرية بين صفوف القوة الدولية خلال العام الحالي منذ بدء العمليات قبل تسع سنوات، كانت نتيجة مباشرة لتوسيع نطاق العمليات، ولم تكن مؤشرا على الفشل، وأضاف: «المئات والمئات من مسلحي طالبان ألقوا أسلحتهم، أو أبدوا استعدادا للاندماج مجددا في المجتمع.. وهذا وحده لن يكون كافيا لحل المشكلة، لكنه يساعد (في حلها)». وقال المتحدث إن المفاوضات الخاصة بالمصالحة مسألة تخص الأفغان، لكنه أضاف: «لن أعلق كل آمالي على تحقيق المصالحة مع (زعيم طالبان الحالي) الملا عمر».