أوباما «يتحمل مسؤولية» هزيمة الانتخابات ويدعو الجمهوريين للتعاون

الديمقراطيون يفقدون سيطرتهم على مجلس النواب.. وأغلبيتهم في مجلس الشيوخ تتراجع

أوباما يتحدث في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس بعد انتخابات الكونغرس (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحمله شخصيا مسؤولية نتائج انتخابات الكونغرس النصفية التي أدت إلى خسارة حزبه الديمقراطي سيطرته على مجلس النواب بينما تراجعت أغلبيتهم في مجلس الشيوخ. وبدا أوباما متفهما للناخب الأميركي الذي أعطى رسالة واضحة للديمقراطيين بعدم الرضا عن سجلهم في الحكم بعد أن كان أوباما قد دخل البيت الأبيض بأغلبية كبيرة في الكونغرس جعلته قادرا على فرض أجندته السياسية.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس: «أتحمل المسؤولية»، مضيفا أن «الشعب الأميركي محبط» من تحسن الاقتصاد على الرغم من وعود أوباما بتحسين حياتهم اليومية. ودعا الرئيس الأميركي الحزبين الجمهوري والديمقراطي للعمل معا لمعالجة التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية. وكان من اللافت دعوة أوباما للأميركيين للاتحاد في مواجهة «المنافسة الأكبر» التي قال إنها تأتي من الصين. وأشار أوباما إلى الصين مرتين في مؤتمره الصحافي الذي استمر قرابة الساعة، معتبرا أنه يتعين على الولايات المتحدة تحسين بناها التحتية وتطوير البحوث من أجل التنافس مع الصين.

ووصف أوباما ليلة أول من أمس بأنها «ليلة طويلة» حيث أعلنت نتائج الانتخابات في 50 ولاية واحدة تلو الأخرى، التي تشير إلى تقدم كبير للجمهوريين مع خسارة الديمقراطيين 60 مقعدا في مجلس النواب لصالح خصومهم الذين حصلوا على أغلبية في مجلس النواب بشغلهم 239 مقعدا من أصل 435 مقعدا. أما في مجلس الشيوخ، فخسر الديمقراطيون 6 مقاعد، ليصبح لديهم 51 مقعدا فقط بعد أن اقتربوا من أغلبية مطلقة قبل عامين في المجلس.

وقال أوباما إنه يتعين على الديمقراطيين والجمهوريين الآن أن يجدوا أرضية مشتركة حتى يمكنهما حل المشكلات التي تواجه البلاد. وأضاف: «من الواضح أن كثيرين جدا من الأميركيين لم يشعروا بذلك التقدم حتى الآن وأنهم أبلغونا بذلك أمس»، في إشارة إلى نتائج الانتخابات التي اعتبرت دليلا على رفض الناخب الأميركي لسياسات الديمقراطيين، أكثر من دعمه للجمهوريين. وتابع: «أنا حريص جدا على الجلوس مع أعضاء من الحزبين كليهما ووضع تصور للمجالات التي يمكننا السير فيها قدما». ولفت أوباما إلى قضايا عدة يمكن للحزبين أن يتعاونا بشأنها؛ أبرزها «الاستقلال في مجال الطاقة» وتطوير التعليم في الولايات المتحدة لتكون «جاهزة للاقتصاد العالمي».

وركز أوباما في مؤتمره الصحافي على الاقتصاد، وهو العامل الأساسي الذي حدد اختيارات الناخب الأميركي. واعتبر أوباما أنه «لا شك في أن اهتمام الشعب الأولي هو الاقتصاد، وقد أحرزنا بعض التقدم ولكن لم تصل نتائج ذلك التقدم إلى أعداد كافية بعد». وقال أوباما إنه يجب توحيد الصفوف الأميركية والتركيز على معافاة الاقتصاد «لأن المنافسة الأهم التي نواجهها هي بين الولايات المتحدة ومنافسينا الاقتصاديين حول العالم.. مثل الصين».

وفي حين كانت هناك مخاوف من خسارة رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد في ولاية نيفادا، استطاع ريد التمسك بمقعده أمام منافسته شارون انغل من حركة «حفل الشاي» اليمينية.

وكانت هناك عوامل عدة أدت إلى هزيمة الديمقراطيين، أبرزها تخلي المستقلين عن الحزب الديمقراطي. وقال الخبير في السياسة الأميركية جيري هاغستروم: «كانت بعض خسائر الديمقراطيين حتمية، فقد حصلوا على 50 مقعدا في مجلس النواب خلال انتخابات 2008 كانت تقليديا للجمهوريين». وأضاف: «من الصعب التمسك بمقعد تابع لمنطقة غالبية سكانها مؤيدون للحزب المعارض». وتابع أنه بينما كان الجمهوريون ضعفاء عام 2008 بسبب انعدام شعبية الرئيس الأميركي حينها جورج بوش، فإن حماسهم عاد لمعارضة أوباما.

من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» جون رغبي رئيس معهد «زغبي الدولي» لاستطلاعات الرأي إن الناخبين المستقلين شكلوا عاملا أساسيا في انتخابات أول من أمس، موضحا أن «المستقلين لهم دور مهم دائما في الانتخابات، وبعد أن كانوا من أبرز المساندين لأوباما والديمقراطيين عام 2008، توجهوا بنسب عالية إلى الجمهوريين هذه المرة». وسيتعين على أوباما حشد القاعدة الشعبية المؤيدة للديمقراطيين بالإضافة إلى كسب ثقة المستلقين من أجل الحفاظ على رئاسته في انتخابات الرئاسة بعد سنتين.

وحرص أوباما أمس على التأكيد للناخبين بأنه «تقلى الدرس»، قائلا: «إنني متأكد أن هناك طرقا أفضل لتعلم الدرس. ولكن هذه عملية نمو وتطور» له ولإدارته. وردا على سؤال حول ما إذا كان الشعب الأميركي قد صوت لصالح الجمهوريين للتعبير عن عدم رضاه عن عمل أوباما في البيت الأبيض، قال أوباما: «بالنسبة لي، فإن الانتخابات تبرز أنه يتعين علي أن أودي وظيفتي بشكل أفضل وهو ما يتعين أن يفعله الآخرون جميعا في واشنطن». وبينما كرر أوباما أنه سيفكر شخصيا في نتائج انتخابات الكونغرس وما يريده الناخب الأميركي، فإنه رفض تأييد القول إن الناخبين يرفضون سياساته، معتبرا أن نتائج السياسات لم تتضح بعد. وأشار أوباما في أجوبته إلى تمسكه بأجندته في المرحلة المقبلة واستعدادا لانتخابات 2012.