«حزب الشاي» يدخل مجلس الشيوخ ويثبت وجوده على الساحة السياسية

انتخاب عدد من أعضائه قد يمهد لترشيح سارة بالين لانتخابات الرئاسة المقبلة

TT

أثبت حزب الشاي المحافظ، الذي لفت مرشحوه في الأشهر الماضية الأنظار إليهم، من خلال تصريحاتهم المثيرة للجدل، وجوده على الساحة السياسية، مع دخول عدد من أعضائه إلى مجلس الشيوخ بموجب الانتخابات التي جرت، أول من أمس.

وبات راند بول (47 عاما) العضو الأول في الحزب الذي يدعو إلى ضرائب أقل وحكومة أقل تدخلا في الشأن العام، الذي يُنتخب في ولاية كنتاكي (وسط شرق). وتلاه بعد ذلك مارك روبيو (39 عاما)، المتحدر من أصل إسباني في فلوريدا (جنوب شرق)، والنجم الصاعد للحزب.

ووعد بول برفع راية حزب الشاي في واشنطن، وقال في خطاب النصر: «هناك موجة مد لحزب الشاي. نحن نرسل لهم رسالة. إنها رسالة سأحملها معي من اليوم الأول. إنها رسالة للتعقل المالي. إنها رسالة لحكومة دستورية محدودة، وميزانية متوازنة».

أما روبيو، فسارع إلى تحذير الجمهوريين التقليديين من أن الأعضاء الجدد في مجلس الشيوخ لن يلتزموا بالقواعد القديمة، وقال، بعد إعلان انتصاره: «نرتكب خطأ جسيما إذا اعتقدنا أن نتائج هذا المساء هي بمثابة انتماء إلى الحزب الجمهوري. إنها فرصة ثانية للجمهوريين ليصبحوا ما قالوا إنهم يريدون أن يكونوا عليه قبل زمن ليس ببعيد».

وإذا كان الحزب الجمهوري التقليدي حرص، خلال الحملة، على التقرب من الوجوه الجديدة، فإن أعضاء حزب الشاي يصرون على حذرهم من المؤسسات.

وبالإضافة إلى راند وروبيو، انتخب جيم ديمينت، أحد أنصار حزب الشاي، سيناتورا عن ولاية كارولاينا الجنوبية (جنوب غرب)، وأعلن أنه يرى نفسه على رأس كتلة للحزب في مجلس الشيوخ.

ويعتبر محللون أن هذه المكاسب قد تمهد للحركة الجديدة ترشيح سارة بالين لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2012، لكن الحركة المحافظة تعرضت لهزائم أيضا في انتخابات أول من أمس؛ فقد خسرت كريستين أودونيل، أحد الوجوه الأكثر شهرة للحزب والأكثر إثارة للجدل بسبب تصريحاتها المبالغ بها حول الشعوذة، أمام الديمقراطي كريس كونغز في ولاية ديلاوير (شرق). وفي نيفادا (غرب)، فاز هاري ريد الحليف المقرب من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بفارق بسيط على الجمهورية، شارون أنغل، التي تحظى بدعم حزب الشاي.

وأُطلق حزب الشاي مطلع 2009، مع تراجع شعبية الحزب الجمهوري إلى أدنى مستوياتها، ويطالب أعضاؤه بتدخل أقل للحكومة في الحياة العامة، وبخفض الضرائب، وإلغاء نظام إصلاح الرعاية الصحية الذي تبناه الرئيس أوباما. ووصل الحد ببعضهم إلى المطالبة بإلغاء وزارتي التعليم والطاقة، وخصخصة نظام التأمين الاجتماعي.

واتهم عدد من أعضاء حزب الشاي بالعنصرية، بعدما أطلقوا شعارات ضد الرئيس باراك أوباما خلال مظاهرة.

ولا يملك الحزب زعيما أو مقرا عاما أو سجلا رسميا بالأعضاء، إلا أنه قلب، وفي وقت قصير، المعادلة السياسية الأميركية، بعد أن استفاد من استياء الناخبين من الوضع الاقتصادي الصعب، وعلى الرغم من تزايد شعبية الحزب، فإن عددا من الخبراء يتساءلون عما إذا كان له مستقبل سياسي حقيقي بعد انتخابات منتصف الولاية.