شماليو الحركة الشعبية يتمسكون بالوحدة على أسس جديدة واحترام خيار الجنوبيين

نائب رئيس حكومة الجنوب: على الجميع أن يستيقظوا على حقيقة الانفصال

طلاب جامعة أبيي السودانية يطالبون بتطبيق اتفاق السلام لعام 2005 في تظاهرة أمام مقر حكومة جنوب السودان أمس إ.ب.أ)
TT

أغلقت حكومة جنوب السودان الباب أمام أي آمال في تحقيق الوحدة مع الشمال خلال استفتاء تقرير المصير بداية العام المقبل. ودعا نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار الشماليين والجنوبيين للاستيقاظ وإدراك أن الانفصال أصبح أمرا واقعا، وأن الاستفتاء سوف يجرى في مواعيده إذا تم ترسيم الحدود أو لم يتم.

إلى ذلك، أعلن نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان أن الشماليين في الحركة يعملون على تحقيق وحدة على أسس جديدة مع احترام خيارات الجنوبيين في الاستفتاء، وطالب بضرورة التعايش والسلام الاجتماعي، منوها بأن الانفصال سيولد جنوبا جديدا بالقضايا ذاتها.

وأجرى نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار مباحثات مع قنصل فرنسا في جوبا كريستيان ريدير، لبحث الوجود الدبلوماسي للجنوب في باريس والاستثماري الفرنسي بجنوب السودان. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مشار نقل موقفا واضحا من قضية استفتاء تقرير المصير، وشدد على أن «الانفصال أصبح أمرا واقعا، وعلى الجميع في الشمال والجنوب أن يستيقظوا على هذه الحقيقة ويعملوا من أجل علاقات متطورة بين الدولتين من خلال إقامة شراكة اقتصادية، وحريات التحرك والعمل والإقامة وحسن الجوار. ورفض مشار أي دعوة لتأخير الاستفتاء عن موعده المحدد له في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل.

وكشف مسؤول قطاع الشمال في الحركة الشعبية ونائب أمينها العام وعضو المكتب السياسي ياسر عرمان في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عن مشاركته في مشاورات بجوبا مع رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميارديت، واجتماع ضم عددا من قادة الحركة، وسيستمر التشاور مع سلفا ونائبيه رياك مشار وجيمس واني، في إطار التحضير لاجتماع تاريخي للمكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان في غضون الأيام القادمة، لطرح رؤية صافية وقاطعة لتحقيق وممارسة الاستفتاء في موعده، وإقامة علاقات استراتيجية وجوار جاذب في حالة إذا ما اختار شعب الجنوب الانفصال. وقال إن «الحركة ستشارك في حملة واسعة تدعو لها قيادة الحركة الشعبية للتعايش السلمي والسلام الاجتماعي مع كل منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية»، داعيا لمشاركة المؤتمر الوطني والإسلاميين والوقوف صفا واحدا ضد الاستثمار في الكراهية وزرع الفتن والبغضاء. ودعا عرمان للدفاع عن «حق الشماليين الجنوبيين في الشمال، وحق الجنوبيين الشماليين في الجنوب، كأهم ثروة وطنية لبلادنا بغض النظر عن الترتيبات السياسية القادمة».

وأكد عرمان تمسك أعضاء الحركة من بنات وأبناء شمال السودان برؤية السودان الجديد، والوصول إلى سودان موحد على أسس جديدة عبر الاستفتاء على حق تقرير المصير، واحترام حق شعب الجنوب في الاستفتاء وقبول نتائجه.

وشدد عرمان على أن الحركة ستواصل حواراتها مع كل القوى السياسية والمجتمع المدني بما في ذلك «المؤتمر الوطني»، إلا أنه اتهم الأخير بالاستمرار في سياسة شراء الوقت. وعبر عن قلقه من إشارات متضاربة عن تأجيل الاستفتاء. ونوه عرمان بأن شمال السودان في حالة الانفصال يحتاج إلى ترتيبات دستورية جديدة تخاطب قضايا الديمقراطية والعلاقة بين الهامش والمركز والوصول لمشروع وطني في شمال السودان مجمع عليه لحل أزمة الحكم التي لن تحل بذهاب الجنوب الذي سوف يولد جنوبا جديدا له نفس قضايا وسمات الجنوب القديم.