واشنطن تدعم «الأمن الإلكتروني» وتحصن 15 ألف شبكة إلكترونية عسكرية

بدء عمل قيادة جديدة في الجيش الأميركي مختصة بحماية «الفضاء الإلكتروني»

TT

في خطوة جديدة لدعم «الأمن الإلكتروني» الأميركي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس أنه تم تحصين نحو 15 ألف شبكة إلكترونية عسكرية خاصة بالجيش الأميركي. وبعد وضع الإجراءات الضرورية لحماية المواقع الإلكترونية التي قد تعرض الأمن الأميركي للخطر، في عملية استغرقت أشهرا عدة، أصبحت المواقع الإلكترونية العسكرية الأميركية تعمل بكامل طاقتها من دون خوف من اختراقها. ويأتي هذا الإعلان تزامنا مع الإعلان عن جاهزية وحدة عسكرية جديدة مختصة بحماية «الفضاء الإلكتروني». ومنذ بداية الأسبوع الحالي، أصبحت «قيادة الفضاء الإلكتروني» جاهزة كليا وقادرة على العمل.

وأعلن الجنرال كيث ألكسندر، وهو قائد «قيادة الفضاء الإلكتروني» وفي الوقت نفسه يقود «وكالة الأمن الوطني»، أن «قيادة الفضاء الإلكتروني الأميركية تدمج جهودنا لحماية شبكات وزارة الدفاع، كما أننا نعمل عن كثب مع شركائنا لمساعدتهم في تحقيق مهامهم الأساسية». وأفاد البنتاغون بأن الوحدة الجديدة وصلت إلى «القدرة العملية الكاملة» لحماية الفضاء الإلكتروني. وأضافت الوزارة في بيان أول من أمس أن «تطوير فريق العمل وتزويد الدعم لقادة المعارك وبذل الجهود لتحسين قابلياتنا»، كلها تضمن تقوية القوة الجديدة.

وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد أمر بإنشاء وحدة جديدة في يونيو (حزيران) عام 2009 لمواجهة التهديدات المتزايدة من الهجوم الإلكتروني. وقال الناطق باسم قيادة أمن الشبكات والمعلومات الكولونيل ريفرز جونسون إن ويليام لين، نائب وزير الدفاع، أعلن أن الوحدة التي تتخذ من فورت ميد بولاية ميريلاند مقرا لها جاهزة تماما وتعمل وفق مذكرة صدرت في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأصبحت الولايات المتحدة تعتبر الأمن الإلكتروني عاملا أساسيا في ضمان الأمن القومي الاستراتيجية. وكشف وليام أن أكثر من 100 منظمة مخابرات أجنبية تحاول اختراق شبكات الولايات المتحدة، موضحا أن بعضها لديه بالفعل القدرة على تعطيل البنى المعلوماتية للشبكة الأميركية. إلا أن تحصين الشبكات الإلكترونية لوزارة الدفاع وكل الوحدات التابعة لها داخل الولايات المتحدة وخارجها يهدف إلى إفشال هذه المحاولات. كما أن وزير الدفاع وقع مذكرة تفاهم مع وزيرة الأمن القومي جانيت نابوليتانو الأسبوع الماضي لتوثيق التعاون بين الوزارتين لحماية الفضاء الإلكتروني الأميركي. وتزيد وزارة الدفاع من تعاونها مع شركات خاصة في مجال الأمن من أجل تطوير أنظمة وقاية جديدة للشبكات الإلكترونية.

وتعمل وزارة الدفاع الأميركية حاليا على بلورة استراتيجية خاصة بالأمن الإلكتروني. وأوضح لين في مقال في مجلة «فورن أفيرز» الشهرية أن البنتاغون اقترب من وضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية التي تعتمد على «دفاع تلقائي لمحاربة أي اختراقات بشكل فوري». وأضاف أن هناك «تغييرا أساسيا» في طريقة مواجهة الاختراقات الخارجية لمنع أي هجوم يعطل الأنظمة الأميركية.

ويذكر أن الفضاء الإلكتروني سيكون محل بحث دول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) لوضع وثيقة «المفهوم الاستراتيجي» للناتو للسنوات العشر المقبلة. ومن المتوقع أن تشمل الاستراتيجية الجديدة التي ستكشف منتصف الشهر الحالي خططا ملموسة لزيادة التعاون بين دول الحلف لضمان أمن أجهزتها ومعلوماتها الإلكترونية.