البيت الأبيض: سياستنا الخارجية لن تتأثر

«ستارت» على رأس أولويات واشنطن في المرحلة المقبلة

TT

في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، على أهمية المصادقة على معاهدة «ستارت» مع روسيا للحد من الترسانة النووية للبلدين خلال ما تبقى من الدورة الحالية للكونغرس، شدد البيت الأبيض على أن نتائج انتخابات الثلاثاء الماضي لن تؤثر على السياسة الخارجية لواشنطن.

وتضع إدارة أوباما المصادقة على معاهدة «ستارت» على رأس أولوياتها قبل دخول الكونغرس المنتخب مؤخرا في يناير (كانون الثاني) المقبل، التي سترتكز بشكل أساسي على القضايا الخارجية.

وقال أوباما بعد اجتماعه مع وزرائه في البيت الأبيض أمس «هناك قضايا خلال حالة البطة العرجاء (أي ما تبقى من الدورة الحالية) المتعلقة بالسياسة الخارجية التي ستكون في غاية الأهمية، وعلى الأخص معاهدة «ستارت». وأضاف «لقد تفاوضنا مع الروس من أجل خفض مهم في أسلحتنا النووية وهذه قضية حصلت تقليديا على دعم الحزبين»، مشددا على أن «هذه ليست قضية تابعة تقليديا للديمقراطيين أو الجمهوريين، بل قضية متعلقة بالأمن الوطني الأميركي، وآمل أن نتم القضية، ونرسل رسالة قوية إلى روسية بأننا جادون حول تقليص الترسانة النووية». وفي الوقت نفسه، ربط أوباما بين المصادقة على المعاهدة ومواجهة الطموح الإيراني في تطوير برنامجها النووي، قائلا إن «المصادقة على المعاهدة سترسل رسالة إلى العالم بأننا جادون في منع انتشار الأسلحة النووية، لقد أحرزنا تقدما رائعا في إرسال رسالة إلى إيران بأنهم معزولون دوليا وجزء من ذلك يعود إلى أن العالم رأى أننا جادون في تحمل مسؤولياتنا في منع انتشار الأسلحة النووي».

وهناك ترقب لمصادقة الكونغرس على المعاهدة النووية وخاصة أن أوباما يستعد للقاء الرئيس الروسي دميتري مدفيديف للمرة العاشرة خلال جولته إلى آسيا هذا الأسبوع. وأصبحت قضية «ستارت» القضية الخارجية الأبرز التي يؤثر عليها الكونغرس وقد أحرج إدارة أوباما أمام الروس الذين امتنعوا عن المصادقة على المعاهدة من طرفهم انتظارا للموافقة الأميركية.

ويستطيع الكونغرس التأثير على السياسة الخارجية من خلال تأخير المصادقة على معاهدة دولية أو مرشحي أوباما كسفراء، بالإضافة إلى استجواب المسؤولين الأميركيين في قضايا خارجية على رأسها الحربان في أفغانستان والعراق ومعالجة الملف الإيراني والعلاقات مع سورية، إلا أن البيت الأبيض أكد أمس أن نتائج الانتخابات النصفية الأخيرة التي كانت من صالح الجمهوريين لن تؤثر على السياسة الخارجية. وقال الناطق باسم مجلس الأمن الوطني الأميركي مايك هامر، أمس، إن «لدى الولايات المتحدة تقليدا طويلا للتعاون بين الحزبين لحماية مصالح الأمن الوطني، فكلنا نعمل من أجل حماية الشعب الأميركي وتحقيق مستقبل أفضل له». وأضاف «لا أرى سببا للقلق على قدرة الرئيس لتطبيق أجندته مستقبلا».

وعلى الرغم من التوقعات بأن الكونغرس قد يضغط على أوباما في ما يخص سياساته في أفغانستان، حيث من المتوقع أن يراجع أوباما استراتيجيته هناك بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، قال هامر «نحن غير قلقين من التأثير على سياستنا الخارجية». وأضاف أن «التقييم في ديسمبر للاستراتيجية في أفغانستان سيركز جهودنا على هذه القضية»، مؤكدا أن الهدف الأساسي هو مواجهة تنظيم القاعدة. وشدد هامر على أن الإدارة ما زالت عازمة على العمل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط بالإضافة إلى مواصلة «الانسحاب المسؤول» من العراق.

وبعد تركيزه على السياسة الداخلية خلال الأسابيع الماضية استعدادا لانتخابات الكونغرس النصفية يوم الثلاثاء الماضي، يسلط أوباما عينيه على السياسة الخارجية مع توجهه اليوم إلى الهند وبدء جولة آسيوية ستتطرق إلى ملفات أساسية، منها أفغانستان وكوريا الشمالية والتعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والقارة الآسيوية.