ذعر الطرود المفخخة: إخلاء مطار غلاسكو ومثول شخصين أمام محكمة بأثينا

شرطة اليونان تعثر على مزيد من الرسائل المريبة

TT

تسببت ظاهرة الطرود المفخخة في حالة من الذعر في الكثير من الدول الأوروبية. وأعلنت الشرطة البريطانية أمس أن الإنذار الذي أطلق بعد اكتشاف طرد مشبوه وأدى إلى إخلاء مطار غلاسكو الاسكوتلندي جزئيا مساء الأربعاء كان خاطئا.

وقال المفوض رواريدث نيكولسون «مع أنه تبين أنه إنذار خاطئ، فإنه لا شك أن الإجراءات الأولية التي اتخذها طاقم المطار كانت مناسبة تماما».

وكان مطار غلاسكو أخلي جزئيا عند الساعة 19:55 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش) بعد اكتشاف طرد مشبوه في منطقة لتفتيش الركاب قبل صعودهم إلى الطائرة. وتحدثت الشرطة أولا عن وجود «طرد مشبوه» في المطار.

وقالت متحدثة باسم الشرطة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن شرطة غلاسكو «بوسعها أن تؤكد أنه عند الساعة 19:55 رصد عناصر الأمن في مطار غلاسكو غرضا مشبوها». وأضافت أنه «تم إخلاء أجزاء من المطار في إطار إجراءات احترازية». وبقي المطار مفتوحا خلال الإنذار، وواصلت الطائرات الهبوط فيه، لكن علقت عمليات صعود الركاب إلى الطائرات. وكان هذا المطار الواقع جنوب غربي اسكوتلندا هدفا لمحاولة اعتداء في يونيو (حزيران) 2007 عندما صدمت سيارة مشتعلة وممتلئة بالغاز والوقود والمسامير مبناه من دون أن تنفجر.

وفي أثينا، وصل رجلان إلى محكمة أمس للرد على التهم الموجهة إليهما بحيازة طردين ملغومين، غير أنهما يرفضان حتى الآن الحديث أو الاعتراف بالمحكمة. كما رفضا الإدلاء بأي معلومات للشرطة أو القبول بإجراء فحص لبصمات اليد أو اختبارات الحامض النووي (دي إن إيه). وألقي القبض على الرجلين، وهما يونانيان، أحدهما عمره 22 عاما، والآخر 24 عاما، الاثنين الماضي الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) وبحوزتهما طردان ملغومان أحدهما كان موجها للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي. كما عثر أمس في أثينا على طرد مفخخ هو الرابع عشر من نوعه، موجه إلى السفارة الفرنسية، وقام خبراء المتفجرات الذين أخطرهم الموظفون الفرنسيون بتفجيره، على ما أفاد مصدر في الشرطة اليونانية. وأوضح المصدر أن الطرد الذي اعتبر مشبوها لدى وروده إلى القنصلية، أعيد إلى مكتب البريد السريع الذي أرسل منه في كاليثيا بضواحي جنوب أثينا. وبحسب الشرطة، فإن المرسل المدرج على الطرد هو أسقفية أثينا الأرثوذكسية، وكانت المتفجرات مخبأة داخل كتاب انتزعت صفحاته لجورج سوريس، وهو شاعر هجائي يوناني من القرن التاسع عشر.

ومن جهته، قال مسؤول بشرطة اليونان أمس إن الشرطة فجرت طرودا مريبة بشركة لنقل الطرود في إحدى ضواحي العاصمة. وقال متحدث باسم الشرطة لـ«رويترز»: «عثرنا على طرود مريبة في ضاحية ماركوبولو قرب أثينا، ونفحصها حاليا». ولم يذكر عدد الطرود التي عثر عليها. وواصلت اليونان الحظر المستمر لمدة 48 ساعة على كل الشحنات الجوية. كما توجه رجال شرطة ألمان إلى أثينا للمساعدة في التحقيقات. إلى ذلك، قال مسؤولون إن السلطات اليونانية لا تعتزم تمديد تعليق مدته 48 ساعة لشحن رسائل البريد والطرود جوا انتهى أمس. وقال مسؤول بوزارة النقل طلب عدم نشر اسمه «لا تعتزم اليونان في الوقت الراهن تمديد التعليق»، مضيفا أن الهدف من التعليق كان فحص كل الطرود. وأضاف «سينتهي الفحص الليلة».

وفي برلين، فجر الطرد المفخخ الذي أرسل من اليونان إلى مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، والطرود المفخخة القادمة من اليمن وكانت تستهدف معبدين يهوديين في الولايات المتحدة، جدلا واسعا في ألمانيا حول ضوابط الدولة القانونية في مكافحة الإرهاب.

وتسعى ميركل إلى تشديد الرقابة والإجراءات الأمنية في الاتحاد الأوروبي، حيث يعتزم وزير داخليتها توماس دي ميزير طرح حزمة من إجراءات مكافحة الإرهاب في الشحن الجوي بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقترح وزير الداخلية المحلي بولاية سكسونيا السفلى غربي ألمانيا، أوفه شونمان، إجراء تعديل في الدستور الألماني يسمح بموجبه بقصف طائرات النقل التي يخطفها إرهابيون لتنفيذ عمليات إرهابية بها على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) التي استهدفت الولايات المتحدة.

ويعتزم شونمان طرح خطته خلال مؤتمر وزراء الداخلية على المستوى الاتحادي والولايات المقرر في 18 و19 من الشهر الحالي. ومن جانبه، طالب رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني، فولفغانغ بوسباخ، بمراجعة كيفية وصول طرد مفخخ من اليونان لمكتب المستشارية في برلين.

ومن ناحية أخرى، حذر خبير الشؤون القانونية في الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان أرينت، من استغلال موضوع الطرود المفخخة في تجديد المطالب بتخزين بيانات الاتصالات. وقال أرينت في تصريحات لصحيفة «ميتل باياريشه تسايتونغ» الألمانية «الطرود المفخخة القادمة من اليمن تم اكتشافها عبر معلومات استخباراتية، وليس عبر تخزين البيانات». وطالب أرينت بتشديد الرقابة على الشحن الجوي مثلما يتم تشديد إجراءات تفتيش الركاب وتحسين الربط بين المعلومات المجمعة حول أي تهديدات أمنية محتملة.

وفي سيول، أعلن مسؤولون أمس أن الشرطة الكورية الجنوبية بدأت في تفتيش جميع البريد المرسل إلى الموقع الرئيسي لقمة مجموعة العشرين في سيول، بعدما أثار اكتشاف طرود ملغمة موجهة لقادة الدول الأوروبية مخاوف أمنية. وتعقد اجتماعات قمة العشرين في مركز المؤتمرات والمعارض (مجمع كويكس) بجنوب العاصمة سيول خلال يومي 11 و12 نوفمبر الحالي، بمشاركة نحو 10 آلاف شخص، من بينهم 32 قائدا ورئيسا من الدول والمنظمات الدولية.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن هيئة الشرطة الوطنية القول إن جميع الرسائل والطرود المعنونة إلى مجمع «كويكس» الذي توجد في مبناه الرئيسي المئات من شركات الأعمال والتجارة، ستخضع إلى مسح بأشعة إكس والتفتيش بالاستعانة بكلاب بوليسية. وقالت الهيئة إن خدمات توصيل الطرود غير مسموح بها خلال فترة القمة، وعلى أصحاب الطرود تسلم طرودهم شخصيا في مواقع التخزين المنفصلة وتمريرها بمنقطة التفتيش الأمني لإحضارها داخل المبنى.