باريس: أحد الطردين المفخخين تم تفكيكه قبل 17 دقيقة من انفجاره

مصادر تشير إلى أنه الطرد الذي اكتشف في مطار بريطاني

TT

أثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي مساء أمس، بداية جدل بين باريس وواشنطن. فقد كشف هورتفو عن معلومات بحوزته تفيد أن أحد الطردين المفخخين اللذين اكتشفا في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «تم تفكيكه قبل 17 دقيقة من انفجاره» من دون أن يحدد أيهما.

غير أن مصادر وزارة الداخلية أشارت في وقت لاحق إلى أن الوزير كان يشير إلى الطرد الذي اكتشفته أجهزة الأمن البريطانية في مطار إيست ميدلاند، وسط بريطانيا. واللافت في الأمر أنه لا الجانب البريطاني ولا الجانب الأميركي أكدا النبأ الذي كشفه هورتفو. واكتفى الناطق باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية بالقول إنه «لا يملك معلومات تؤكد» أقوال الوزير الفرنسي، فيما امتنعت وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على النبأ.

ولم يفهم الغاية التي سعى الوزير هورتفو إلى بلوغها من خلال كشف معلومة من هذا العيار، من شأنها أن تثير القلق في نفوس المواطنين، إلا إذا كان يريد التأكيد على أن التهديد الإرهابي «حقيقي» وليس شيئا نظريا.

والملاحظ أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي اكتفت بالقول إن الشحنة «كانت صالحة» وكان يمكن أن «تنفجر» من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وترى بعض المصادر الفرنسية أن تصريحات هورتفو غرضها «إعطاء مصداقية» للتحذيرات المتلاحقة التي أطلقها المسؤولون الفرنسيون، وهو أحدهم، منذ عدة أسابيع، وقبل انكشاف أمر الطرود، حول إمكانية تعرض فرنسا لعملية إرهابية.

وكان هورتفو قد أعلن الشهر الماضي أن باريس تلقت معلومات من الأجهزة السعودية تفيد بأن امرأة انتحارية تسعى إلى تنفيذ عملية في مترو الأنفاق في فرنسا. وبما أن أجهزة الأمن لم تعثر على هذه المرأة أو على أثر لوجودها، فإن كثيرين اتهموا السلطات باستخدام التخويف للتغطية على المشكلات الاجتماعية التي تعرفها فرنسا بسبب إصلاح قانون التقاعد. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة البريطانية في لندن قبل ثلاثة أيام أن المؤشرات المتوافرة لباريس تفيد بأن التهديد الإرهابي ضد فرنسا «بالغ الجدية» مما برر عقد اجتماع أمني مصغر، في اليوم التالي، في قصر الإليزيه بحضور رئيس الحكومة فرنسوا فيون ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية لتدارس التدابير الإضافية الواجب اتخاذها من أجل تفادي وقوع أعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية أو ضد المصالح الفرنسية في الخارج. وجدير بالذكر أن الأجهزة اليونانية اكتشفت طردا مفخخا كان موجها إلى ساركوزي. غير أن الدوائر الفرنسية الرسمية رفضت الخوض في التفاصيل تاركة أمر التحقيق لليونان. وأكدت الخارجية الفرنسية أن باريس «تضع نصب عينيها المحافظة على أمن الفرنسيين في فرنسا وأمن المواطنين الفرنسيين خارجها» وأنها تعمل على «توثيق التعاون الدولي في محاربة الإرهاب وهي تعبئ إمكانياتها لهذا الغرض». وترى فرنسا أن اليمن الذي انطلقت منه الطرود «ضحية الإرهاب». لكن البيت الأبيض رفض تأكيد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي.. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس للصحافيين «لا أملك أي معلومة تؤكد ذلك».