الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: نعارض الإرهاب أينما كان وشجعنا دولا أخرى للتحرك ضد «جند الله»

طهران ما زالت تتهم واشنطن بدعم الجماعة المسلحة

TT

أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة صنفت منظمة جند الله على أنها منظمة إرهابية أجنبية، تماشيا مع سياسة واشنطن بمكافحة الإرهاب أينما كان، رافضا الربط بين هذا التحرك المفاجئ وجهود واشنطن لإقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي.

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإشارة إلى اسمه إن منظمة «جند الله مسؤولة عن هجمات متعددة ضد الإيرانيين أدت إلى ضحايا مدنيين عدة، ونشاط (جند الله) عبر الحدود في إيران وباكستان وأفغانستان يزعزع استقرار منطقة مهمة في العالم، مما يعارض مصالح الولايات المتحدة». وأضاف المسؤول أن «تصنيف (جند الله) يرسل رسالة قوية للجماعات الضالعة في نشاطات عنيفة تزعزع الاستقرار، كما يعيد تأكيد معارضة الحكومة الأميركية للإرهاب».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الخطوة الأميركية تأتي ضمن جهود مصالحة أميركية تجاه إيران، قال المسؤول «الوزيرة صنفت (جند الله) بأنها (منظمة إرهابية) بسبب نشاطات المنظمة الإرهابية. نحن لا نوافق على الإرهاب تحت أي ظروف، وهذه ليست أول مرة نصنف فيها مجموعة في إيران معارضة للحكومة الإيرانية». وقد أدرجت واشنطن في السابق حركة بيجاك الكردية على قائمة المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى منظمة مجاهدين خلق. ولفت المسؤول إلى أن واشنطن قد دعت دولا أخرى إلى حظر «جند الله»، قائلا «لقد شجعنا دولا أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة ضد (جند الله)».

ومن جهتها، رحبت إيران أمس بقرار الولايات المتحدة إدراج جماعة جند الله على قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرة أن ذلك خطوة في «الاتجاه الصحيح». وقال رامين مهمان باراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن «مكافحة الإرهاب هي مسؤولية جميع الدول، وجمهورية إيران الإسلامية تعتبر أن قيام الولايات المتحدة بإدراج مجموعة عبد الملك ريغي الإرهابية على قائمة المنظمات الإرهابية خطوة في الاتجاه الصحيح».

لكن في الوقت نفسه، اعتبر المسؤول الإيراني أن واشنطن لا تزال ضالعة في دعم مثل هذه الجماعات. وأوضح أن «جمهورية إيران الإسلامية ستقوم بتقييم عملي للتغير في السياسة الأميركية تجاه دعم جماعات إرهابية مثل جند الله وتوندار ومنظمة بيجاك الكردية الانفصالية».

ونفى المسؤول الأميركي الاتهام الإيراني، قائلا «لقد قلنا تكرارا، وأكرر مجددا، إن الولايات المتحدة لم تزود الدعم لـ(جند الله). الولايات المتحدة لا ترعى أي نوع من الإرهاب، وسنواصل العمل مع المجتمع الدولي للحد من الدعم للمنظمات الإرهابية ومنع استخدام العنف ضد الضحايا الأبرياء». وتعتبر واشنطن أن منظمة جند الله أخذت تزداد عنفا، خاصة بعد وقوع عدد من الهجمات على الحدود بين إيران وباكستان، الأمر الذي يقلق الأميركيين الحريصين على استقرار باكستان. وأوضح المسؤول أنه «بعد إلقاء القبض على قائد المجموعة السابق عبد الله ريغي وموته، كانت الولايات المتحدة تراقب إذا كانت المجموعة ستنهار، إلا أنها وجدت أن المجموعة تقوت بقيادة محمد ظاهر بلوش».