واشنطن: نؤيد سياسة أشد تجاه طهران.. وعدم إذعانها سيفتح الباب أمام عقوبات جديدة

متقي ينفي وجود شروط أميركية.. وإسرائيل: سنرد على الدعوات الإيرانية لإبادتنا

رجال دين إيرانيون يجلسون في جامعة طهران بانتظار بدء مراسم صلاة الجمعة، أمس (رويترز)
TT

عبرت واشنطن عن رغبتها في استئناف الحوار مع إيران لمعالجة القضايا الرئيسية بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه، وجددت رغبتها في فرض شروط «أقسى» في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وأكدت أنها تؤيد خيارات من بينها تفعيل سلطات خاصة لتفتيش المنشآت الإيرانية تمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق البحث في أي مكان في إيران. وجاء ذلك، بينما نفت الجمهورية الإسلامية وجود شروط أو مقترحات أميركية في المفاوضات النووية، ووصفت التقارير التي أفادت بذلك بـ«الكاذبة».

وقال نائب وزير الطاقة الأميركي دانييل بونيمان: إن الولايات المتحدة تأمل أن تستأنف المحادثات قريبا مع إيران. وأضاف، في مقابلة مع وكالة «رويترز» على هامش اجتماع لمنتدى الإطار الدولي للتعاون في الطاقة النووية على البحر الميت في الأردن: «نأمل أن يتحدد تاريخ ومكان لتلك المحادثات قريبا جدا».

كانت كاثرين آشتون، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، قد قالت في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: إن إيران مستعدة لعقد أول محادثات لها في أكثر من عام مع مجموعة من 6 قوى عالمية. وستكون هذه المحادثات أول مفاوضات من نوعها منذ أن فرضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات أشد على إيران هذا العام.

وقال بونيمان: «نحن مستعدون للحوار مع إيران. واستئناف المحادثات ومعالجة تلك القضايا الجوهرية هما الصواب الذي ينبغي عمله». وأضاف بونيمان أن مجموعة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة هذا العام حفزت إيران للدخول في محادثات. وهذه المجموعة هي المجموعة الرابعة في السنوات الأربع الماضية وتهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني الذي يعتقد الغرب أنه ستار لصنع قنابل.

وقال بونيمان: «أنت ترى آثار تلك السياسة. ولهذا يبدو في النهاية أن السيدة آشتون تلقت ردا مؤكدا من الإيرانيين بمعاودة الاشتراك في تلك المحادثات».

وتريد القوى الـ6 – وهي: بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة - أن تعطل إيران برنامجها للتخصيب في مقابل الحصول على مزايا تجارية ودبلوماسية معروضة عليها منذ عام 2006.

وقال بونيمان إنه من «المهم جدا أن تظهر إيران امتثالها التام لكل الالتزامات»، وصرح بونيمان، الذي شارك العام الماضي في فيينا في التفاوض بشأن اتفاق تعثر تنقل بموجبه إيران يورانيوم مخصبا إلى روسيا وتحصل مقابله على وقود يستخدم في مفاعل للأبحاث الطبية، بأن «فكرة تبادل الوقود ما زالت خيارا صحيحا». وأضاف: «أريد أن أكون استراتيجيا هنا وأقول: إن ما كان مهما العام الماضي هو أن جزءا كبيرا من تلك المادة التي أنتجت في إيران ستخرج من إيران حتى نحقق فعلا بناء الثقة في أن نوايا إيران لا تتجه نحو الخيار النووي العسكري».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يعدان عرضا جديدا لتقديمه لإيران بشان اتفاق تبادل الوقود سيتضمن شروطا أشد من تلك التي رفضتها طهران العام الماضي. وأضاف بونيمان: «من الضروري إخراج المادة من إيران لبناء هذا النوع من الثقة».

وبدت إيران أكثر حرصا على استئناف المحادثات بشأن اتفاق مبادلة الوقود الذي تسلم بموجبه يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج وتحصل على وقود مخصب لدرجة أعلى في المقابل لتستخدمه في مفاعل الأبحاث الطبية.

وصرح بونيمان بأنه يؤيد أن تتبنى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة سياسة أشد، بما في ذلك تفعيل سلطات خاصة للتفتيش تمنح الوكالة حق البحث في أي مكان مع إخطار طهران قبل التفتيش بفترة قصيرة. وأكد: «نؤيد بشدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقوم بمسؤولياتها كاملة من خلال استخدام الموارد المتاحة كلها»، وصرح بونيمان بأن عدم إذعان إيران سيفتح الباب أمام جولة جديدة من العقوبات يفرضها المجتمع الدولي.

وقال المسؤول الأميركي: «إن الأمل الآن هو أن يتفاوضوا (الإيرانيون) بشكل إيجابي، أعتقد أن عواقب عدم فعل ذلك ستكون المزيد من الضغط، وأعتقد أنه سيكون متروكا للمجتمع الدولي في المناقشات في نيويورك أن يقرر ما ستكون عليه هذه الإجراءات».

كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت أن الغرب يطالب إيران بإرسال نحو طنين من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى خارج البلاد، مما يعني زيادة الكمية التي كانت مطلوبة في اتفاق العام الماضي - الذي انهار لاحقا - بأكثر من الثلثين. وأضافت أنه ينبغي على إيران أيضا أن توقف إنتاج الوقود الذي يتم تخصيبه بنسبة 20% - وهي خطوة مهمة تجاه المستويات اللازمة لتصنيع قنبلة - والموافقة على التفاوض بشأن مستقبل برنامج إيران النووي.

غير أن منوشهر متقي، وزير الخارجية الإيراني، وصف، أمس، التقارير التي أفادت بوجود مقترحات أميركية جديدة أو شروط أخرى حول تبادل الوقود النووي بأنها «كاذبة» و«لعبة إعلامية».

واعتبر متقي هذه «المزاعم غير منطقية وغير صحيحة»، وقال: «لم نتسلم أي موضوع في هذا الصدد وأرى أن هذه لعبة إعلامية»، حسبما أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا).

وقال متقي: «لو قررت طهران مقايضة اليورانيوم منخفض التخصيب مع الوقود النووي فإنها ستأخذ كمية الوقود النووي الذي تحتاجه بنظر الاعتبار وأن بيان طهران يحدد الإطار المقبول لتبادل الوقود النووي».

إلى ذلك، صرح قائد الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي بأن إسرائيل تأخذ الدعوات الإيرانية إلى إبادتها على محمل الجد وهي مستعدة لإعطاء الرد الملائم إذا اقتضت الضرورة ذلك.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أشكنازي قوله أمس: إن إسرائيل تعيش واقعا أمنيا معقدا على الرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده حدودها.