حزب الكادحين الثوريين الإيراني المعارض ينفي صلته بـ4 معتقلين اتهمتهم طهران بتنفيذ اغتيالات

سكرتيره العام: اعترافاتهم أخذت تحت التعذيب

TT

نفى عبد الله مهتدي، السكرتير العام لحزب عصبة الكادحين الثوريين الإيراني (كومالا)، أحد التنظيمات الكردية المعارضة للنظام الإيراني، أن يكون الأكراد الأربعة الذين أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقالهم أول من أمس، ينتمون إلى حزبه، كما زعم بيان عن وزارة الاستخبارات الإيرانية.

وكان البيان قد ذكر أن المعتقلين هم ماجد بختار وهجير إبراهيمي ولقمان مرادي وزانيار مرادي، وأنهم أعضاء في منظمة «كومالا» المحظورة وقد اعتقلوا في مدينة ماريوان غرب إيران. واتهم الأربعة بتنفيذ خمسة اغتيالات في إيران خلال العامين السابقين، حسبما أوردته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، شبه الرسمية.

وبحسب البيان، فإن المعتقلين «اعترفوا بتسلمهم أوامر في مدينة السليمانية (العراقية) من قائدهم جليل فتاحي المقيم في بريطانيا»، مضيفا أنه جرت مصادرة وثائق وأسلحة كانت بحوزتهم.

وقالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إن فتاحي يعتبر «أحد قادة منظمة (كومالا) الإرهابية التي ارتكبت كثيرا من الاغتيالات في مدن إيران الغربية منذ الثورة الإسلامية عام 1979». وأشارت إلى أن المعتقلين الأربعة قالوا إنهم تلقوا وعدا بالحصول على 20 ألف دولار لكل عملية قتل، إلا أنهم لم يتسلموا سوى ثمانية آلاف دولار بعد إكمالهم المهمة.

ونفى مهتدي أن يكون جليلي أو أي من المعتقلين الأربعة أعضاء في الحزب، مشيرا إلى أن عملية الاعتقال تمت قبل عام في الصيف الماضي وليس قبل أيام. وقال: «فتاحي ليس قائدا ولا عضوا في (كومالا). والإيرانيون يعرفون ذلك».

وأضاف مهتدي: «يبدو أن الأمر جزء من حرب البروباغندا ضد الحركات الكردية، ويريدون (السلطات الإيرانية) اتهام البريطانيين بالتورط وهذا أيضا أمر مستغرب ولا أحد يمكن أن يصدقه». وأشار إلى اعتقاده بأن إيران تتحدث عن القضية الآن رغم مرور عام على الاعتقال، ربما لاستعمال القصة ضد بريطانيا «لأن رئيس المخابرات الخارجية إم آي 6 تحدث الأسبوع الماضي عن تورط إيران بالمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط، ويريدون الانتقام».

وأشار مهتدي إلى أن الأشخاص الأربعة تم اتهامهم من قبل السلطات الإيرانية بالتورط باغتيال قريب الإمام جمعة من ماريوان، مضيفا أن الصحافة الكردية تحدثت عن اعتقالهم العام الماضي. وقال: «لا ندري إذا ما كانوا متورطين أم لا، ولكن اعترافات السجناء الإيرانيين تحت التعذيب بالطبع غير صالحة».

وأصدرت عصبة الكادحين الثوريين الإيرانية لاحقا بيانا تلقت «الشرق الأوسط» نصه، جددت فيه نفيها «وجود أية علاقة للعصبة بأربعة سجناء تحتجزهم السلطات الإيرانية».

وجاء في البيان: «(إننا) في عصبة الكادحين الثوريين نعتقد أن إلصاق هذه التهمة بنا، لا يعدو سوى محاولة أخرى من الجمهورية الإسلامية لتشويه سمعة نضالنا الثوري المشروع ضمن إطار الحركة التحررية الكردستانية في إيران، وهي كذلك محاولة للتغطية على فرض المزيد من أحكام الإعدام بحق الشباب الكردي»، وأضاف أنه «بناء عليه نعلن نحن في عصبة الكادحين الثوريين بأن هؤلاء المعتقلين لا علاقة تنظيمية لهم مطلقا بالعصبة، وأن العصبة أساسا لا تلجأ إلى هذا الأسلوب في نشاطها، بل إنها تعتبر طريق النضال السياسي هو الطريق الأسلم والأصح الذي يصب في مصلحة الحركة الكردستانية وتحقيق أماني شعبه في الديمقراطية بإيران».

ومطلع سبتمبر (أيلول) قتلت قوات الأمن الإيرانية أربعة من أعضاء منظمة «كومالا» في محافظة كردستان الإيرانية. وشهدت مناطق غرب إيران التي تسكنها أعداد كبيرة من الأكراد، اشتباكات دموية خلال السنوات الأخيرة بين قوات الأمن الإيرانية والجماعات الكردية المتمردة التي تعمل من قواعد في العراق المجاور. وفي مايو (أيار) الماضي نفذت إيران حكم الشنق بحق أربعة أكراد، من بينهم امرأة، بعد إدانتهم بالانتماء إلى حزب كردي محظور آخر هو «الحياة الحرة لكردستان».