أقوى ثوران للبركان يوقع 69 قتيلا جديدا في إندونيسيا

«جبل النار» يثير الرعب ويتسبب في إجلاء أكثر من 100 ألف شخص

شرطي اندونيسي يبحث عن ضحايا تحت انقاض منزل تعرض للدمار نتيجة انفجار بركان جبل ميرابي في اندونيسيا مرة اخرى يوم 4 نوفمبر أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان إلى نحو 6000 مترا فوق الجبل وقتل ما لا يقل عن 7 اشخاص (إ. ب. أ)
TT

قتل ما لا يقل عن 69 شخصا وأصيب العشرات بجروح أمس بسبب سحب الغاز والرماد الناجمة عن ثوران جديد للبركان ميرابي، الذي أثار ذعر السكان ويعد أنشط براكين إندونيسيا.

وقال سورونو خبير البراكين المكلف مراقبة بركان ميرابي إن الحركة البركانية الأخيرة هي «الأقوى» منذ أن دخل البركان مرحلة جديدة من الثوران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتسبب البركان في مقتل 69 شخصا على الأقل بينهم تسعة أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات فيما أدخل عشرات الأشخاص المصابين بحروق إلى المستشفى كما قالت أجهزة الإسعاف. وبذلك يرتفع إلى 113 عدد الأشخاص الذين قتلوا بسبب سحب الغاز والحمم البركانية المتوهجة التي تنبعث منذ عشرة أيام من فوهة البركان البالغ ارتفاعه 2914 مترا في منطقة مكتظة بالسكان في جزيرة جاوة.

وغطت سحب الرماد التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة كيلومترات في السماء أيضا صباح أمس مدينة يوغياكارتا الكبرى على بعد 30 كلم. وقالت الكاتبة الفرنسية اليزابيت ايناندياك المقيمة في المنطقة منذ سنوات: «كان الأمر يشبه مشهد نهاية العالم، لم يعد من الممكن تنفس الهواء، انعدمت الرؤية على مسافة أمتار واضطررنا لإشعال أضواء السيارات للسير».

ووصفت الوضع في مراكز استقبال النازحين التي أقيمت في مبان بلدية أو دينية فقالت إن «اللاجئين خائفون جدا ومحبطون في آن، وخصوصا الأطفال منهم».

ويرفض خبراء البراكين إصدار أي توقعات فيما يبدو نشاط البركان حاليا أقوى مما كان عليه في فترات ثورانه السابقة. وقال أحدهم، سوباندريو: «نظرا لكمية المواد البركانية المنبعثة، فإن هذا الثوران يعتبر أسوأ من ذلك الذي حصل في عام 1930» وأدى إلى مقتل 1400 شخص. ولذلك قررت السلطات توسيع المنطقة التي يحظر الوصول إليها حول البركان لتصل إلى 20 كلم مقابل 15 سابقا و10 في بداية الأسبوع. وقال سورونو ليلا إن «على السكان أن يغادروا بسرعة»، موضحا أنه لا يمكن التكهن بتطور نشاط هذا البركان بعد ثورانه الأخير الذي وصف حتى يوم أمس بأنه الأسوأ منذ أكثر من نصف قرن.

ويعتبر ميرابي أو «جبل النار» بلغة جاوة أخطر بركان في العالم وقد عرف نحو سبعين ثورانا منذ منتصف القرن السادس عشر، بعضها كان مدمرا كما في 1930 حين قضى 1400 شخص. واجتاح الثوران الأخير للبركان الذي بدأ بعيد منتصف الليل قرية ارغوموليو رغم أنها تبعد 18 كلم عن الفوهة، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال تيغو دوي سانتوسا الطبيب في الشرطة إن «المنازل احترقت بسبب الرماد البركاني والسحب المتوهجة، وقضى العديد من الأطفال». ويمكن رؤية عدة جثث وسط حطام ناتج عن سيل بركاني. وقال أحد رجال الإنقاذ ويدعى اوثا إنه عثر في منزل على «ثلاث جثث لطفل ووالديه كانوا نائمين حين تسربت سحب الرماد» مضيفا: «لقد عثرت أيضا على رجل ميت وهو يحمل هاتفه بيده».

وأثارت عمليات الإجلاء وفرار بعض السكان «مشاهد فوضى» وسط الليل بحسب مسؤول عمليات الإغاثة ويدي سوتيكنو الذي أوضح أنه «تم استخدام جميع وسائل النقل المتوافرة لوضع السكان في مأمن». وكان الوضع صعبا صباح أمس حتى في جوار مدينة يوجياكارتا الواقعة على مسافة ثلاثين كلم من البركان. وأصبح أكثر من مائة ألف شخص لاجئين في مدارس أو مبان إدارية أو حتى ملعب يوغياكارتا الرياضي الذي يتسع لثلاثين ألف شخص. واشتكى بعضهم من نقص في التنظيم في حين أمر الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو أمس بتعبئة فوج من سلاح البر لنقل المساعدات. وقال متحدث باسم وزارة النقل بامبانغ ارفان إنه تم إغلاق مطار يوجياكارتا فجر أمس لأن «الرماد يغطي المنطقة»، متوقعا إعادة فتحه خلال النهار. وتدعو السلطات الطيارين إلى لزوم منطقة حظر جوي تمتد على بعد 12 كلم على أقل تقدير حول البركان.