نتنياهو يلتقي بايدن اليوم وكلينتون وميتشل غدا للتفاهم حول موضوع الاستيطان

باراك يتوقع تطورات تاريخية لتسوية الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني خلال سنتين

أفيغدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل لدى لقائه بنظيره الألماني غيدو وسترويل في القدس أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي غادر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة للقاء المسؤولين الأميركيين ومواصلة المحادثات حول تجميد البناء الاستيطاني، صرح نائبه وزير الدفاع، إيهود باراك، بأن تغييرات تاريخية لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ستطرأ في السنتين المقبلتين، وطلب من رفاقه في حزب العمل عدم عرقلة هذه المسيرة بالصراعات الشخصية التي يبثونها من حوله.

وقال باراك، في رسالة وجهها إلى أعضاء مؤتمر حزب العمل، إن الجهود التي يبذلها هو ورفاقه في الحكومة بدأت تنضج لتثمر، وأنه من الآن وحتى نهاية الدورة الحالية للحكومة، يتوقع تغييرات تاريخية في المنطقة، وأن حكومته تنوي استغلال الفرصة التاريخية السانحة حاليا، وهي فرصة وجود القيادة الفلسطينية الحالية التي تعتبر الأكثراعتدالا في تاريخ الشعب الفلسطيني. وكان باراك قد وجه هذه الرسالة ليرد فيها على الحملة المعادية له داخل حزبه والهادفة إلى تقديم موعد الانتخابات الداخلية للإطاحة به من رئاسة الحزب، فحاول التوضيح أن هذه الحملة تمس في عصب سياسة حزب العمل، الهادفة إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين.

وأكد أنه، من جهته، سيواصل قيادة الحزب والتأثير على الحكومة لكي تسير في اتجاه عملية السلام.

من جهة ثانية، أكد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن نتنياهو ينوي تكريس جل زيارته إلى الولايات المتحدة لدفع عملية السلام. وكان من المفترض أن يلتقي نائب الرئيس، جو بايدن، أمس ليتباحث معه في عدد من القضايا التي تهم هذه المسيرة.

وسيلتقي نتنياهو غدا الثلاثاء في نيويورك مع وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، والمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل، ليواصل محاولات التوصل إلى صيغة لتسوية مشكلة استئناف البناء في المستوطنات.

وقالت مصادر سياسية عليمة إن كلينتون وافقت على طلب نتنياهو اللقاء بها لأنها تأمل فعلا أن يكون قد حمل معه اقتراحا معقولا يتيح استئناف المفاوضات.

وأكدت المصادر ذاتها أن نتنياهو بات مدركا أنه لا مفر من التوصل إلى صيغة لتجميد البناء الاستيطاني ولو لفترة محدودة، على أن يستأنف البناء بشكل محدود فيما بعد، مشيرة إلى أن الأميركيين بعثوا برسائل وتلميحات تنم عن تهديد بأنه في حالة عدم توصل الطرفين إلى تفاهم حول الموضوع، فإنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ولن يسمحوا بانهيار المفاوضات، لكنهم سيطرحون اقتراحا أميركيا، وستغضب واشنطن كثيرا على من سيرفضه. فإذا اتفقا عليه تستأنف المفاوضات، وتعطى مدة سنة واحدة لتنجح في إبرام اتفاق سلام دائم بالخطوط العريضة (اتفاقية إعلان مبادئ شبيهة باتفاقيات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر). ويصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة لكي يشارك في المؤتمر السنوي لاتحاد التنظيمات اليهودية في أميركا الشمالية، الذي يضم جميع التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة بما في ذلك «إيباك» و«جي ستريت» وغيرهما، ويعقد هذه السنة في لويزيانا، للتضامن مع أهلها بمناسبة مرور خمس سنوات على الإعصار الذي دمر كثيرا من الأحياء والبلدات الساحلية. وسيشارك معه في المؤتمر نائب الرئيس جو بايدن، لأن الرئيس أوباما يقوم بجولة في دول آسيا. وسيلتقي نتنياهو في المؤتمر مع عدد من أعضاء الكونغرس المنتخبين حديثا، وفي مقدمتهم جو باينر، الذي سينتخب زعيما للأكثرية الجمهورية في الكونغرس، والمعروف بصداقته لإسرائيل ورفضه ممارسة ضغوط أميركية عليها، وتأييده لاتخاذ موقف حازم ضد إيران.

وينوي نتنياهو إيجاد صيغة تجعل العلاقات مع الكونغرس مميزة ولصالح إسرائيل وتعزيز مكانتها في الولايات المتحدة، وتصعيب إمكانية فرض عقوبات عليها في مجلس الأمن وسائر المحافل الدولية. لكن مصادر أخرى في حزب الليكود الحاكم، قالت لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن نتنياهو سيقدم على خطة درامية لإنقاذ مفاوضات السلام، وذلك في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع، وإنه ينوي عرض الخطوط العريضة لهذه الخطة على كلينتون، لتبحثها مع الرئيس أوباما لاحقا، وتعطي ردا أوليا عليها. وأضافت هذه المصادر أن نتنياهو يأخذ في الاعتبار احتمال أن تؤدي خطته إلى تغييرات في تركيبة حكومته، بحيث يدخل حزب كديما الائتلاف، وتصبح تسيبي ليفني، وزيرة للخارجية مكان أفيغدور ليبرمان. وأضافت المصادر ذاتها أن الائتلاف الجديد لا يحتاج بالضرورة إلى انسحاب حزب ليبرمان (إسرائيل بيتنا) من الحكومة. بل بالعكس، فإنه سيتصرف بحذر شديد حتى لا يفتح عليه النار من رفاقه في الليكود.