رسالة من مبارك إلى أوباما يحملها أبو الغيط وسليمان تؤكد خطورة استمرار الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط

صحيفة إسرائيلية: مصر تعكف على إعداد مبادرة لتكون بديلا سياسيا في حال فشل الإدارة الأميركية

TT

في حين أكد مسؤول مصري بارز أن الرئيس محمد حسني مبارك حمل الوفد المصري الذي يضم كلا من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان، الذي سيتوجه إلى واشنطن غدا (الثلاثاء)، رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما تطالب الإدارة الأميركية باستخدام ثقلها العالمي لبدء مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق حل الدولتين قبل الدخول في الوقت الحرج، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن مصر تعكف على إعداد مبادرة لتكون بديلا سياسيا في حال فشلت الإدارة الأميركية في إخراج عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل من الطريق المسدود الذي انتهت إليه بعد أن رفضت حكومة بنيامين نتنياهو تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية القدس.

وقال المسؤول ذاته إن الرئيس مبارك سيؤكد للرئيس أوباما في رسالته أن استمرار الأوضاع الحالية من استيطان وحصار وقمع إسرائيلي للشعب الفلسطيني، مع عدم ظهور أي ضوء في آخر النفق بالنسبة لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1967، سيفجر الأوضاع مرة أخرى بالمنطقة وستكون أشد حدة من المرات السابقة.

وأضاف المسؤول أن الرئيس مبارك بعث خلال الأسبوع الماضي برسائل مهمة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، من أجل التشاور المستمر حول الخطوات التي يجب اتخاذها لتحريك عملية السلام، إضافة إلى رسالة للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس تطالب إسرائيل بانتهاز هذه الفرصة من أجل تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

من جانبه، صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأنه سيقوم والوزير عمر سليمان بزيارة لواشنطن لإجراء مشاورات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون (الأربعاء) حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وبشأن المفاوضات المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، موضحا أن الزيارة تأتي «لنتعرف على ما تستطيع الولايات المتحدة القيام به لإعادة المفاوضات مرة أخرى بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، على الطريق الصحيح». وأشار أبو الغيط إلى أن مصر تأمل، بعد أن انتهت الإدارة الأميركية من الانشغال بالانتخابات على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، أن تعاود جهودها في إقناع إسرائيل بالعدول عن العقبات التي أدت إلى توقف المفاوضات. وقال أبو الغيط إن «الرئيس مبارك بعث برسالة إلى الرئيس الفلسطيني الخميس قبل الماضي، وقمت مع الوزير عمر سليمان بتسليمه الرسالة في رام الله. وهي تتعلق بالتقييم المصري لمسار التفاوض مع إسرائيل، بما في ذلك البدائل والخيارات المطروحة للتحرك في حالة وصول الجهد السياسي التفاوضي إلى طريق مسدود».

واعتبر أبو الغيط أن رسالة مبارك لعباس هي «رسالة سياسية إلى القيادة الفلسطينية تؤكد دعم القيادة المصرية، وهي رسالة للمجتمع الدولي وإسرائيل، وتؤكد أن الكرة في الملعب الإسرائيلي».

وقام أبو الغيط وسليمان بزيارة أخرى للأردن سلما خلالها الملك عبد الله الثاني رسالة من الرئيس مبارك تتعلق بتطورات الأوضاع والتنسيق العربي لدفع عملية السلام، كما قام الوزير سليمان الخميس الماضي بزيارة إسرائيل، واجتمع مع كل من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمناقشة إمكانية تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقال أبو الغيط إن زيارة سليمان لإسرائيل تأتي تمهيدا لزيارة الوفد المصري إلى واشنطن الثلاثاء المقبل.

من ناحية ثانية، كشفت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر أمس الأحد النقاب عن أن وفدا مصريا سيقوم بعرض المبادرة التي يطلق عليها «الموجة الثانية» على المسؤولين الأميركيين خلال الأيام المقبلة في واشنطن، وذلك قبل أن يتم تنظيم لقاءات بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن البند الرئيس في المبادرة المصرية ينص على تنازل الجانب الفلسطيني عن المطالبة بتجميد الاستيطان مقابل موافقة إسرائيل على منح السلطة الفلسطينية صلاحيات أمنية إضافية في الضفة الغربية.

ومن المقرر أن يصل وفد مصري برئاسة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ، ويضم مدير المخابرات اللواء عمر سليمان إلى واشنطن اليوم الاثنين، حيث من المتوقع أن يعقد الوفد لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين لإطلاعهم على المبادرة المصرية.

من ناحيته، دعا نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إلى اتفاق مرحلي بعيد المدى مع الفلسطينيين، بدلا من التوصل إلى اتفاق حول الوضع النهائي. وفي تصريحات نقلتها عنه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنجليزية، اعتبر أيالون أن ما يطالب به الفلسطينيون في المفاوضات المباشرة يمثل «تصعيدا مدمرا يمكن أن يهز استقرار المنطقة بأسرها».