مسؤول أميركي: ليفكر مرتين من يشك في تعاون السعوديين

مثنيا على الدور السعودي: هذه هي الطريقة التي يجب أن تعمل بها الأجهزة الأمنية

TT

أكد أمس مسؤول استخباراتي أميركي الأخبار التي نُشرت أول من أمس عن أن السعودية كانت قد وجهت تحذيرات للأميركيين من هجمات إرهابية، مشددا على الدور السعودي الكبير في محاصرة الإرهاب.

كان مسؤولون أميركيون قد تحدثوا أول من أمس عن هذا الموضوع إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، في الوقت الذي نقل فيه تلفزيون «سي إن إن»، أمس، تصريحات لمسؤول أميركي أكد فيها التحذيرات السعودية، مضيفا أن من يشك في دور السعودية «عليه أن يفكر مرتين».

وقال المسؤول، الذي لم تكشف «سي إن إن» عن هويته: «الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية من المملكة العربية السعودية مطلع الشهر الماضي عن مؤامرة إرهابية محتملة تنطوي على استخدام طائرة واحدة على الأقل». وأكد المسؤول أن السعودية أشارت إلى إمكانية استخدام طائرة واحدة، أو طائرتين في وقت واحد. وأيضا، أشارت السعودية إلى أن المؤامرة سوف تتكشف في غضون أسبوع أو نحو ذلك.

كان المسؤول يعلق على تقرير «نيويورك تايمز» بأن مسؤولين في الاستخبارات السعودية أرسلوا معلومات إلى الولايات المتحدة بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان يخطط لهجوم إرهابي قبل ثلاثة أسابيع من اكتشاف مؤامرة إرسال الطرود المفخخة على طائرات الشحن، والتي أحبطت في اللحظة الأخيرة.

وقال المسؤول: إن الإنذار السعودي يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) كان «أكثر تفصيلا» من الإنذار الأول في يوليو (تموز) الذي حذر من هجوم ضد الولايات المتحدة أو أوروبا.

وأضاف: «لم يكن أحد في أجهزة الاستخبارات الأميركية يعرف، على سبيل المثال، أن القاعدة في جزيرة العرب كانت تستهدف تحديدا طائرات تغادر اليمن. ولم يكن هذا كله يؤخذ على محمل الجد. وهذا هو السبب الرئيسي للتحرك بسرعة عندما اتصل السعوديون بمسؤولين أميركيين في الأسبوع الماضي».

وأضاف المسؤول، وهو يثني على الدور السعودي: «هذه هي الطريقة التي من المفترض أن تعمل بها الأجهزة الاستخباراتية التي تتعاون في مكافحة الإرهاب. صار الكشف عن مؤامرة البضائع المتفجرة يمثل نجاحا كبيرا في مكافحة الإرهاب»، وقال: «إذا كان أحد يعتقد أن السعوديين ليسوا جادين بشأن الشراكة في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة، فإن الأحداث الأخيرة توحي بأنه يجب أن يفكر مرتين».

في السياق ذاته، نشرت أمس صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «سلسلة من التحذيرات السعودية ألقت الضوء على الدور الذي لعبته المملكة في الأشهر التي سبقت مؤامرة الأسبوع الماضي من قبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لإرسال قنابل في طرود إلى الولايات المتحدة».

ونقلت الصحيفة، على لسان مسؤولين أميركيين، أن الإرهابيين تعمدوا إرسال الطرود قبيل الانتخابات الأميركية، وأن القنابل «كانت تهدف لتفجيرات في الولايات المتحدة بالقرب من المجال الجوي، وأن وجهة المتفجرات النهائية كانت بلدة الرئيس باراك أوباما (شيكاغو)».

كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت أول من أمس على لسان استخباراتيين أميركيين طلبوا عدم الإشارة إلى أسمائهم أن «المعلومات السعودية (الأولى) لم تشر إلى طائرات شحن، أو تفاصيل مؤامرة معينة. لكن المعلومات ساعدت المسؤولين الأميركيين وغربيين آخرين في تحقيقاتهم، حتى وصلت معلومات سعودية (جديدة) الأسبوع الماضي».

كان متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» قد قال أول من أمس إن حلفاء للولايات المتحدة قدموا معلومات مهمة إلى الاستخبارات الأميركية حول أنشطة إرهابية.

وقال المتحدث جورج ليتل: «على مدى الأشهر القليلة الماضية، تلقينا من شركائنا الأجانب معلومات عن تهديدات من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وغيره من الجماعات الإرهابية». وأضاف: «نتلقى مثل هذا النوع من المعلومات من حكومات صديقة على أساس منتظم. وفي الأسبوع الماضي، تلقينا معلومات استخباراتية محددة سمحت للولايات المتحدة ولحلفائنا بعرقلة مؤامرة البضائع المتفجرة. لقد كانت إجراءاتنا سريعة وإيجابية».

وقال مسؤول أميركي آخر: إن الولايات المتحدة ظلت تتابع التطورات في اليمن منذ أن فشلت محاولة يوم عيد الميلاد في العام الماضي لإسقاط طائرة متجهة إلى ديترويت، عن طريق متفجرات مخبأة في الملابس الداخلية للنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب.

وقبل شهرين عثرت على شحنات إلى شيكاغو، والآن اعتبرت أنها كانت بمثابة اختبار لقياس الإجراءات اللوجستية لإرسال شحنات ملغومة عن طريق الجو إلى الولايات المتحدة.

وقال الاستخباراتيون: إن الأجهزة الأميركية تواصل المراقبة، وإن المراقبة صارت مكثفة بسبب تصريحات من إرهابيين بأنهم سيواصلون إدخال متفجرات إلى الولايات المتحدة. وأشاروا إلى تصريح يوم الجمعة باسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بأنها ستواصل شن هجمات على المصالح الأميركية والغربية على وجه التحديد، وأنها ستستهدف الطائرات.