ليبيا: احتدام الصراع بين التيار الإصلاحي والحرس القديم

توقف موقعي «المنارة» و«ليبيا اليوم».. وتواصل اعتقال 10 صحافيين

TT

دخل الصراع بين التيار الإصلاحي والحرس القديم في ليبيا مرحلة جديدة وغير مسبوقة، بينما أعلنت «وكالة ليبيا برس» المحسوبة على المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أن السلطات الليبية ما زالت تحتجز، لليوم الثاني على التوالي، 10 صحافيين تابعين لمكتب الوكالة في طرابلس، من دون إبداء أي أسباب لهذا الاحتجاز الذي نفذه جهاز الأمن الداخلي مساء الجمعة الماضي.

واعتبرت الوكالة، في بيان لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الاحتجاز يمثل ضربا لقانون تعزيز الحريات، والوثيقة الخضراء، وجميع الأعراف والمواثيق الدولية، التي وقعت عليها ليبيا.

واستهجنت الوكالة بشدة احتجاز 4 زميلات صحافيات، واعتبرته أمرا مخالفا للقانون ومعيبا ومشينا للغاية، واستهتارا بقيم المجتمع الليبي ومبادئ الثورة التي كرمت المرأة ورفعت من شأنها.

ولفتت الوكالة إلى أنها تعمل بشكل رسمي داخل ليبيا، وفق اللوائح المنظمة للعمل الإعلامي، بعدما حصلت على موافقات رسمية من قبل هيئة الإعلام الخارجي لتغطية القمم والمحافل التي شهدتها ليبيا مؤخرا بما فيها القمتان: العربية الاستثنائية، والعربية الأفريقية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ونفت الوكالة أن تكون قد تجاوزت الثوابت الوطنية في تغطياتها، وطالبت جهاز الأمن الداخلي بالإفراج الفوري عن الصحافيين المحتجزين، وهم: فايز سويري، مفتاح الصغير، إبراهيم الصغير، مازن إدربيكة، مراد بن عمار، إيمان المهذب، وديان بن مالك، التهامي بلعيد، هدى الغيطاني، سوزان الغيطاني.

إلى ذلك، قال القائمون على موقعي «المنارة» و«ليبيا اليوم» الإلكترونيين المستقلين الصادرين من العاصمة البريطانية لندن: إن الموقعين تعرضا لهجمات إلكترونية مكثفة على أيدي (هاكرز) غير معروفين، مما أدى إلى توقفهما عن البث أمس.

وبدا أن لهذا الهجوم الإلكتروني صلة قوية بالحملة التي تشنها السلطات الليبية على التيار الذي يطالب بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية والذي يحظى بدعم من المهندس سيف الإسلام القذافي.

وتعذر أمس الحصول على تعقيب فوري من نجل القذافي الذي يقوم حاليا بزيارة عمل إلى الجزائر، بينما قال مساعدوه لـ«الشرق الأوسط» إنه يسعى لوقف الحملة التي تستهدف تطويق مناصريه ووقف المنابر الإعلامية المحسوبة عليه. واستأنفت صحيفة «أويا» صدورها الورقي أمس بعدما تعرضت لتوقيف مفاجئ يوم الخميس الماضي بقرار من رئيس الحكومة الليبية، الدكتور البغدادي المحمودي. وقالت الصحيفة إن توقيفها لم يكن لأسباب فنية، وإنما تنفيذا لتعليمات البغدادي، معربة عن أملها في أن يكون هذا الإيقاف هو الأخير، وأن يتم الكف عن التدخل في شؤون الصحيفة ما دامت الثوابت الوطنية هي القاسم المشترك بين الليبيين كلهم. وقال مجلس تحرير «أويا» في بيان لـ«الشرق الأوسط»: إننا نستهجن ونستنكر هذا التزوير الذي تعرضت له صحيفتنا ونعتبر صحيفة «صباح أويا» صحيفة ممسوخة لا علاقة لها بالصحيفة الأصلية.

ودعا مجلس التحرير الجهات التي أصدرت «صباح أويا» إلى سحب النسخ فورا من الأسواق.

وكشفت مصادر ليبية مطلعة عن أن مسؤول اللجنة الإدارية لمركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، أحمد إبراهيم، الذي يعتبر من أبرز المقربين من العقيد القذافي، عقد سلسلة من اللقاءات لحشد الدعم لتأسيس «جمعية سياسية» داخل ليبيا تهدف إلى محاربة تمكين الليبيين العائدين من الخارج من مناصب قيادية داخل الدولة الليبية.

وقالت المصادر: إن إبراهيم دعا إلى منع الشركات الأجنبية من الإسهام في تنفيذ خطة التنمية، واعتبار الانفتاح الاقتصادي والاستثمار الأجنبي ظاهرة غير صحية تضر بالاقتصاد الليبي، والعمل على العودة بالمجتمع الليبي إلى «حقبة الثمانينات».