طالبان تدعو الكونغرس الأميركي لإرسال بعثة تقصي حقائق إلى أفغانستان

قالوا في بيان: يجب أن تزيلوا من أذهانكم أن البلاد تشكل تهديدا للسلام في العالم

أفغانيات يتظاهرن احتجاجا على الانتخابات البرلمانية الأفغانية السابقة ويطالبن بانتخابات جديدة (أ.ف.ب)
TT

اقترحت حركة طالبان على أعضاء الكونغرس الأميركي إرسال بعثة إلى أفغانستان لتقصي الحقائق حول «الأكاذيب» و«الدعاية» التي يقوم بها جنرالات أميركيون يسعون، بحسب قولها، إلى إطالة أمد الحرب.

وقال يوسف أحمدي، الناطق باسم حركة طالبان، في بيان طويل وصلت نسخة منه إلى وكالة الصحافة الفرنسية «أرسلوا بعثة تقصي حقائق إلى أفغانستان. إن أعضاء هذا الفريق يجب أن تكون لديهم حرية التنقل وأن يسمح لهم بالبقاء بعيدا عن وكالات استخباراتكم». وبذلك تعلن حركة طالبان ضمنا كما يبدو أنها لن تهاجم مثل هذه البعثة في حال قدومها للتحقق من «الواقع على الأرض». وأضاف أحمدي في البيان الموجه إلى «السادة في الكونغرس الأميركي»، أنه «إضافة إلى ذلك يجب أن تزيلوا من أذهانكم أن أفغانستان تشكل تهديدا للسلام في العالم. إنها دعاية لا أساس لها من الصحة وكذبة فبركها قادتكم لتبرير ومواصلة هذه الحرب غير المشروعة وغير العقلانية وغير المبررة، مما يسمى الحرب على الإرهاب».

ومن جهته، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أمس، إنه قد لا يتم اتخاذ قرار بشكل كامل بشأن وتيرة الانسحاب الأميركي المزمع من أفغانستان والذي من المقرر أن يبدأ في يوليو (تموز) المقبل إلا بعد فترة وجيزة من بدئه.

وأثارت المكاسب التي حققها الحزب الجمهوري المعارض في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي شكوكا بشأن تأجيل محتمل في سياسة الرئيس باراك أوباما لبدء الانسحاب من الحرب التي بدأت قبل تسعة أعوام في منتصف 2011.

ويؤيد الحزب الديمقراطي بزعامة أوباما تحديد موعد لبدء الانسحاب من تلك الحرب التي لا تحظى بشعبية ولكن الحزب الجمهوري، الذي ربما يملك الآن دورا أقوى في السياسة، يعارض إلى حد كبير ذلك وربما يحاول تقليص أي انسحاب. وسئل غيتس عما إذا كانت الانتخابات التي فقد فيها الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب أمام الجمهوريين ستجعل أوباما أكثر أو أقل احتمالا للقيام بعملية انسحاب ملموس الصيف المقبل، فقال غيتس «أعتقد أنه أمر لم يتحدد بعد».

وقال غيتس للصحافيين قبيل هبوطه في استراليا لإجراء محادثات ثنائية «إلى حد ما أعتقد أن الأمور ستتوقف على تقييمنا الربيع المقبل وبداية الصيف بشأن طريقة أدائنا.

«أعتقد أن هذا سيكون له أثر كبير على قرارات الرئيس فيما يتعلق بوتيرة» الانسحاب. ويبدو أن تصريحات غيتس للصحافيين المسافرين معه إلى أستراليا لحضور المحادثات الثنائية السنوية تقلل بشكل أكبر، على ما يبدو، من توقعات حدوث أي وضوح فيما سرعة الانسحاب من مراجعة يجريها البيت الأبيض لاستراتيجية الحرب الشهر المقبل.

وأعلن غيتس والأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بالفعل أنهما لا يتوقعان أن تسفر المراجعة عن أي تغييرات رئيسية في الاستراتيجية.

إلى ذلك، قتل 5 مدنيين أمس في انفجار لغم يدوي الصنع لدى مرور سيارتهم في ولاية هلمند معقل طالبان بجنوب أفغانستان، على ما أعلنت سلطات الولاية في بيان. وقد انفجرت سيارة على متنها أحد عشر شخصا لدى مرورها على لغم يدوي الصنع! السلاح المفضل لدى المتمردين، قرب لشكر قاه عاصمة هلمند. وأوضح المصدر نفسه أن «خمسة منهم قتلوا، بينهم امرأة، فيما أصيب ستة آخرون بجروح بينهم أربعة أطفال».

كما أعلن التحالف الدولي مقتل جنديين من قوات الحلف الأطلسي إثر هجومين للمتمردين في شرق أفغانستان، ليرتفع بذلك إلى 626 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في النزاع الأفغاني منذ بداية السنة. ولم تعط قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) أي توضيحات عن جنسية الجنديين القتيلين ولا عن الظروف المحيطة بمقتلهما.

ومن جهة أخرى استأنف عشرات من المشرعين والمرشحين الساخطين في الانتخابات البرلمانية الأفغانية، التي شابتها مزاعم تلاعب، احتجاجاتهم بشأن الانتخابات التي جرت في سبتمبر (أيلول) وحذروا من أعمال عنف محتملة إذا لم تنظم انتخابات جديدة. ولم تعلن النتائج بعد مرور نحو سبعة أسابيع على الانتخابات. والاحتجاجات علامة أخرى على عدم الاستقرار السياسي في أفغانستان التي تواجه بالفعل تمردا متناميا تشنه حركة طالبان.

وانضم مئات المتظاهرين إلى المرشحين وأعضاء البرلمان الذين سعوا لإعادة انتخابهم ووصفوا الانتخابات بأنها غير قانونية.

وقال النائب داود سلطانزوي لـ«رويترز» إن المحتجين توجهوا لاحقا إلى السفارة الأميركية وقدموا عريضة بشأن الانتخابات. وأضاف سلطانزوي لـ«رويترز» بعد المظاهرة «قلنا إن نتائج الانتخابات ستفاقم الوضع الأمني في أفغانستان وستجبر ملايين الأشخاص على التوجه إلى الجبال» لحمل السلاح. وتابع يقول «قلنا إنه ينبغي إلغاء هذه الانتخابات».