بدء الانتخابات التشريعية في أذربيجان لترسيخ حكم الرئيس علييف

المعارضة ترى أنها ستكون غير ديمقراطية ومزورة

TT

توجه الناخبون في أذربيجان أمس إلى صناديق الاقتراع في إطار انتخابات تشريعية يتوقع أن تعزز حكم الرئيس إلهام علييف في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالنفط والغاز في منطقة القوقاز، لكن المعارضة رأت مسبقا أنها ستكون غير ديمقراطية ومزورة.

وقد فتحت مراكز الاقتراع في هذا البلد المأهول بغالبية من المسلمين والمطل على بحر قزوين، لانتخاب 124 نائبا في البرلمان من بين 700 مرشح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويهيمن الحزب الحاكم، يني أذربيجان، على 64 مقعدا من البرلمان المنتهية ولايته، فيما يتوقع المحللون أن يعزز هيمنته إثر هذه الانتخابات.

وأكدت جيوناي بايراموفا وهي طالبة في الثامنة عشرة من عمرها لدى خروجها من مركز للاقتراع في باكو أنها صوتت للحزب الحاكم. وقالت: «أعتقد أنهم الوحيدون القادرون على فعل شيء ما لنا». لكن على العكس فضل شامل غاسيموف المهندس البالغ 41 عاما التصويت للمعارضة. وقال في هذا الصدد إن الأحزاب الموالية للسلطة «لا تبالي سوى بالدفاع عن السلطات أو المديح بها ونسيت الناس».

وقال رئيس اللجنة الانتخابية مزهر باناهوف في مؤتمر صحافي مع بدء الاقتراع إن هذه الانتخابات ستكون «برهانا على الديمقراطية والنظام العام والحس الوطني والتضامن».

لكن معارضي السلطة دعوا من جهتهم الدول الغربية إلى عدم التغاضي عن انتهاكات الديمقراطية، في الوقت الذي يتم فيه التودد إلى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في القوقاز، الغنية باحتياطات هائلة من النفط والغاز. وتتهم المعارضة السلطات بأنها أعاقت تسجيل ترشيحات ممثليها ومنعت تجمعاتها وكممت الصحافة.

وقد أرسلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي اعتبرت الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في 2005 «غير متطابقة مع المعايير الدولية» 300 مراقب للإشراف على هذه الانتخابات الجديدة. لكن المعارضين اتهموا الغربيين بوقف انتقاداتهم بغية حماية مصالحهم. ودعا علي كريملي الذي ينتمي حزبه (الجبهة الشعبية) إلى ائتلاف المعارضة الرئيسي المشارك في الانتخابات الحكومات الأوروبية إلى مزيد من التشدد حيال السلطات الأذربيجانية، مشيرا إلى أن انعدام الحرية والديمقراطية قد يؤديان على المدى البعيد إلى تقويض استقرار هذا البلد الغني بالغاز والنفط والمتاخم للحدود الإيرانية.

وكان قال عشية الاقتراع إن «أوروبا تنظر إلى أذربيجان على أنها مصدر للطاقة فقط، لكن عليها أن تدرك أيضا أن مصالحها الاقتصادية يمكن أن تواجه تهديدا لأن أذربيجان واقعة تحت نير نظام استبدادي».

وتلعب أذربيجان في نظر الغربيين دورا رئيسيا في جهودهم الرامية إلى تقليص تبعيتهم للغاز والنفط الروسي كما تشكل طريق عبور للقوات والإمدادات الأميركية المتوجهة إلى أفغانستان. ويدعى نحو 4.9 مليون ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع في هذا البلد الذي يعد 9 ملايين نسمة.

وشهدت أذربيجان، الغنية بثروتها النفطية، طفرة اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة، حتى أن كثيرا من سكان العاصمة باكو يبدون، على الرغم من كل شيء، ارتياحهم لأداء حكومتهم.

وقد خلف إلهام علييف والده عام 2003 ثم أعيد انتخابه في 2008 لولاية ثانية من 5 سنوات. وفي العام التالي حصل عبر استفتاء على إزالة عقبة متمثلة بحد عدد الولايات الرئاسية المتتالية باثنتين فقط. وقبله قاد والده حيدر علييف العضو السابق في أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي البلاد بلا منازع من 1969 إلى 2003.