الحديث عن انقلاب يحضر له حزب الله يتفاعل في الشارع اللبناني وبعض العواصم الدولية

الحريري يطمئن: لبنان بخير بغض النظر عن بعض الأصوات

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يستعد للانطلاق في سباق الماراثون ببيروت الذي شارك فيه مع عدد من الوزراء اللبنانيين أمس (رويترز)
TT

لا تزال أصداء ما طرحه بعض فرقاء المعارضة عن وضع خطط وسيناريوهات عسكرية يبدأ تنفيذها تزامنا مع صدور القرار الظني تتفاعل في الشارع اللبناني المتخوف من قرب انفجار الأزمة، وفي الأروقة الدولية التي سارعت لإيفاد مبعوثين يستكشفون صحة ما يطرح بهذا الصدد. وفي مسعى منه لتهدئة النفوس، شدد رئيس الحكومة سعد الحريري على أن «لبنان بخير بغض النظر عن بعض الأصوات التي نسمعها هنا وهناك فهي تبقى مجرد أصوات» مضيفا: «كلنا تحت سماء واحدة وعلى أرض واحدة وهذا هو الأهم».

في مقابل الطمأنينة التي يحاول البعض زخها في النفوس المحتقنة، تستمر الحملات التصعيدية من قبل فريقي الصراع والتهديدات المتبادلة التي توحي بأننا دخلنا مرحلة متقدمة باتجاه صدور القرار الظني الذي يعتبر لبنانيا بمثابة إطلاق صافرة انفجار الأزمة.

وفي موقف لافت، شدد عضو تكتل لبنان أولا النائب عقاب صقر على أنه «في حال أقدم حزب الله على حركة 7 مايو (أيار) جديدة فإنه يكون بذلك يكتب الفصل الأخير من مسيرته»، مضيفا: «نحن لا نريد ذلك من هنا أن نحذره ونقول له لا مصلحة لك بالانقلاب، بل بالحوار للوصول إلى حل هو الأفضل، كما لا مصلحة لإيران أيضا بأن تظهر كقوة انقلابية في العالم العربي وإعطاء هدية مجانية لإسرائيل». وأردف صقر: «في حال أراد حزب الله تغيير الوضع في البلد فليلجأ إلى السياسة».

وأكد وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي أن «القوة هي ليست قوة التحدي وليست في التسلح بأي عنصر من العناصر المادية، فالقوة الأساسية هي قوة الثقافة والمعرفة، بينما يدعي كثيرون أنهم أقوياء بالصراخ وبالوقوف على المنابر والإطلالة على الشاشات ورفع الأصوات وقول الكلام الجارح والفارغ من أي مضمون».

ولفت العريضي إلى أن «الاختلاف في السياسة أمر طبيعي، ولكن هل يستحق ذلك تدمير مؤسسات وإسقاط دولة والآمال وقتل فرص عمل وإقفال مصانع ومؤسسات؟»، وسأل: «ألا يستحق ذلك منا أن نحيد، ولو لوقت قليل، مصالح الناس وهمومهم والواجبات الملقاة على عاتقنا تجاههم لنرفع الظلم والحرمان عنهم؟ فنكافح الفساد ونضمن المال العام ونواجه كل أشكال الظلم والقهر في الواقع الاجتماعي الداخلي أو من الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارس علينا والضغوطات التي تنهال علينا من كل حدب وصوب، إذ لا ينفع ندم عندما نصل إلى مرحلة لا نجد فيها دولة أو مؤسسات أو آفاقا مفتوحة أمامنا».

واستنكر عضو تكتل لبنان أولا النائب روبير فاضل ما يتم تداوله في الإعلام من «سيناريوهات أمنية تبث الهلع بين المواطنين»، ولفت إلى أن «هناك حرصا وتوافقا بين جميع اللبنانيين على الوحدة وعدم الانجرار إلى أفعال تؤدي إلى تعكير أمن البلاد وهدوئها، إذ لا مصلحة لدى أي فريق من اللبنانيين بمحاولة إثارة الفتن أو حتى بمحاولة إلغاء أي فريق آخر»، داعيا اللبنانيين إلى «نبذ الإشاعات ورص الصفوف وتعزيز السلم الأهلي تجنبا للفتنة المذهبية التي يسعى إليها البعض». وشدد فاضل على أن «الكلام عن طرابلس كمصدر للفتنة والتوترات الأمنية هو أمر مرفوض، فالمدينة هي بحماية أهلها الحريصين على مبادئ العيش المشترك والملتزمين بالنهج الطرابلسي القديم القائم على الإيمان بالوحدة والتوافق بين أهل المدينة، ولا نية لدى أي من الفرقاء تكرار الأحداث الأليمة التي أصابت طرابلس واقتصادها والوضع المعيشي فيها».

في المقابل، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير، التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هاني قبيسي أن «عناوين الشر تحاول في هذه الأيام منع التفاهمات العربية وعرقلتها لتعطيل الاستقرار في لبنان»، آملا أن «يتعزز ويقوى دور الممانعة والصمود في المنطقة العربية ليتمكن من مواجهة كل المعطلين والذين أساءوا لهذه المنطقة». ووافق عضو تكتل لبنان أولا النائب عماد الحوت قبيسي على ما قاله، معتبرا أن «المظلة السورية - السعودية لا تزال قائمة وهي التي تؤمن الغطاء الأمني للواقع اللبناني»، مشيرا إلى أن «هناك من يريد أن يلبس الأزمة الحاصلة اللباس المذهبي في حين أن الأمر بعيد عن ذلك، وهو له طابع سياسي ألا وهو أي لبنان نريد».

من جهتها شاركت النائبة ستريدا جعجع في ماراثون بيروت تحت شعار «لا للمخدرات، لا للتدخين»، وقد فازت النائبة جعجع بالسباق المخصص للنواب والوزراء، حيث سجلت رقما قياسيا هو 16 دقيقة في مسافة 3 كيلومترات. وقد بلغ عدد المشاركين في الماراثون هذا العام 28072 عداء وعداءة، إلى جانب حضور رسمي كبير تقدمه رئيس الحكومة سعد الحريري.